ان الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وميزه عن الكائنات الحية الأخرى بنعم عديدة، والتفكير احدى هذه النعم والذي حضي باهتمام العديد من الباحثين والمربين والفلاسفة عبر التاريخ حيث ان جميع المدارس الفلسفية والفكرية والتربوية والنفسية عنيت بتنمية الفكر والتفكير لدى المتعلم كي يصبح أكثر قدرة على مواجهة الصعوبات والمشكلات التي تعترض سبيله سواء في المجالات الأكاديمية أو مجالات الحياة المختلفة من جوانب اجتماعية أو اقتصادية أو تربوية أو أخلاقية أو غيرها من المجالات.
والتفكير بمعناه الشمولي والواسع يمكن عدَّه سعياً وراء معنى في الموقف أو الخبرة على الرغم من وضوح هذا المعنى أو غموضه، الأمر الذي يتطلب من المفكر تأملاً وإمعان النظر في مكونات ذلك الموقف وتلك الخبرة، وقد يحدث عندما يقوم الفرد بحل مشكلة ما تصادفه، أو هو عملية معرفية معقدة بعد اكتساب معرفة ما.
خصائص التفكير :
يختص التفكير بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن السلوكيات الإنسانية المختلفة , هي :
سلوك هادف على وجه العموم ولا يحدث في فراغ , أو من دون هدف .
سلوك تطوري يزداد تعقيداً مع نمو الفرد وتراكم خبراته .
التفكير الفعّال هو التفكير الذي يستند إلى أفضل المعلومات الممكن توافرها ويسترشد بالأساليب والاستراتيجيات الصحيحة .
الكمال في التفكير أمر غير ممكن في الواقع , والتفكير الفعّال غاية يمكن بلوغها بالتدريب .
يتشكل التفكير من تداخل عناصر المحيط التي تضمُّ الزمان, والموقف, والموضوع الذي يجري حوله التفكير .
يعتمد التفكير على التكامل وتنظيم الخبرات السابقة .
نشاط عقلي يعتمد على ما استقر في ذهن الإنسان من معلومات عن القوانين العامة وعن الظاهرات ومن الخبرات .
مكونات التفكير :
إنَّ التفكير عملية معقدة لها مكونات معرفية مختلفة التعقيد منها ما هو معقد كما يحصل عندما يتصدى العقل للتفكير في حل المشكلات, ومنها ما هو بسيط كما يحصل عندما ينشط العقل في الفهم والاستيعاب والتطبيق والاستدلال، فالمرء يمارس التفكير في سلوكه العملي والذهني، فهو بمعناه الواسع البحث عن المعرفة ( عطية ، 2015 : 37 )، ويتكون التفكير من ثلاثة مكونات هي :
العمليات المعرفية المعقدة مثل حل المشكلات والعلميات الاقل تعقيداً مثل الاستيعاب, والتطبيق, والاستدلال .
المعرفة الخاصة بمحتوى المادة, أو الموضوع .
الاستعدادات والعوامل الشخصية مثل الاتجاهات, والميول, وما له صلة بشخصية الفرد ووضعه النفس والسيكولوجي .
أدوات التفكير :
يتطلب التفكير مؤازرة المدركات الحسية ,والصور, والمفاهيم, والاشارات, والصيغ , وقد حدد ( إبراهيم , 2009 ) هذه الأدوات بما يأتي :
الادراك الحسي : إنَّ المدركات الحسية هي العناصر المهمة في التفكير, والتي توفر له مادة عمله , كما تثيره وتحثه .
الصور : الصورة نوع من الرمز يتضمن الاسترجاع الطفيف للمدركات الحسية , فالخبرات السابقة لشخصٍ ما تدور في رأسه على هيئة صور , ويمكن للصور أن تُستدعى من جهدٍ واعٍ لكنها أيضاً تومض بشكلٍ لا إرادي .
ت.المفاهيم : هي الصيغ المجردة للتجارب السابقة , والمفهوم فكرة مجردة تبنى على الادراك الحسي , ويتصف بأنَّه عقلي يتكون بمساعدة التجريد , كما توسع المفاهيم حدود التفكير لتجعله يتضمن كلاً من الماضي, والحاضر, والمستقبل , ولا يمكن للتفكير أنْ يتم من دون المرور بالمفاهيم , ويتم على أساسها تصنيف الاشياء .
خاتمة:
إن التفكير عملية مهمة وضرورية لازدهار الفرد في الحياة ولتحقيق استقلاليته. وإذا كان الركون إلى الأفكار الجاهزة يمنح الراحة والطمأنينة، فإن التفكير يشكل حصن منيع يحميك من الاستغلال وإهدار الحياة، والفرد المفكر هو لبنة أساس في بناء المجتمع المتحضر الراقي.