المرأة والمشاركة المجتمعية
ا.د.اوراس هاشم الجبوري / قسم العلوم التربوية والنفسية
تعتبر المرأة عنصرا هاما في حياة المجتمع وإن كانت هي نصف المجتمع فان لها أدوار لا يمكن أن نستهين بها فواجباتها في الحقيقة كثيرة جداً سواء كانت تجاه المحافظة على بيتها وخدمة الزوج ورعاية الأبناء وتنشئتهم تنشئة جسدية وعقلية صحيحة أو من خلال المشاركة الفاعلة بواجبها كامرأة تجاه مجتمعها وقد لا يتسع المقام لذكرها لما من مكانة عظيمة مما جعل الإسلام يرفع من شأنها ويكرمها ويعزها ويصون كرامتها حيث قال تعالى في محكم تنزيله : ( وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء )
و أوصى بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خيراً في قولة : ( رفقاً بالقوارير ) وللمرأة دور عظيم في مجال العمل الخيري وممارستها في هذا الحقل أعطت نبعاً من الحنان ارتوت منه في المقام الأول بنات جنسها من الفقيرات و المعوزات فطرقت دنيا التفاني فكان عطاؤها جزيلاً حيث تمتاز المرأة باستعدادات فطرية ونفسية وعاطفية مكنتها من القيام بواجبات ثرية تجاه المجتمعات.
والمراة لها دورا عظيما ووظيفة جليلة في ممارسة العمل الخيري، بمختلف صوره وأشكاله، وذلك بما تمتاز به من قدرات وامكانات وسمات شخصية ونفسية وعاطفية. وأهم ما تتميز به المرأة ويمكن استثماره في العمل الخيري هو قدرتها العاطفية وسرعة استجابتها، فقد أثبتت البحوث العلمية والملاحظات الفردية أن القدرة العاطفية هي السمة الأساسية التي تتسم بها المرأة. ويمكن توظيف واستثمار هذه السمة في مجال العمل الخيري بين بنات جنسها، لأنها أقدر على التعامل مع الأيتام والأرامل، لقدرتها على التأثير والاقناع واستثارة عواطفهن وميلهن لحب الخير والعطاء للعمل في هذا المجال الحيوي. لقد استطاعت المرأة المسلمة في عصر النبوة ان تستثمر وقت فراغها في المشاركة الفعالة في أعمال البر والخير. اذ ساهمن في سقي الماء ومداواة الجرحى، وهذه من أعمال الخير. وفي وقتنا الحاضر، وحيث توالت الأحداث على مجتمعاتنا الاسلامية، وما خلّفته من أيتام وأرامل وعجزة ومعوقين، كان لابد من بذل الجهود والأموال لإعالة ورعاية أولئك الأيتام والأرامل والعجزة والمعوقين. فكان أن بادرت بعض المنظمات الخيرية بإنشاء لجان نسائية تقوم بالعمل الخيري في وسط النساء.
وقد تميزت مجالات عمل المرأة في العمل الخيري من حيث: رعاية الأسر المحتاجة والفقيرة، ورعاية الأرامل، ورعاية الأيتام، وجمع التبرعات واقامة الأسواق الخيرية، والمشاركة في الأطباق الخيرية، والمهرجانات الأسرية، ومهرجانات الطفولة والأمومة, ومجتمعا الاسلامي يشجع المرأة المسلمة على العمل الخيري وتوفير ما تحتاجه من دعم مادي ومعنوي، واطلاق قدراتها وطاقاتها الفكرية والاجتماعية والابداعية لتشارك في بناء الصرح الخيري ودفع مسيرة العمل الخيري للأمام خطوات جادة مع توفير المناخ العفيف للمرأة المسلمة الملتزمة بدينها وتعاليمه.
إن العمل الخيري في بلادنا يحتاج الى جهود وقدرات وطاقات كل فرد مسلم في كل أنحاء مجتمعنا الاسلامي.