مقال بعنوان
الخرائط الدلالية Semantic maps
اعداد م. م هديل وهاب رزاق
جامعة كربلاء _كلية التربية للعلوم الانسانية _قسم العلوم التربوية والنفسية
تعتبر استراتيجية الخرائط الدلالية من الاستراتيجيات التدريسية الشائعة في تدريس المفردات وهي نوع من أنواع المنظمات البيانية القائمة على نظرية المخططات العقلية التي تفترض أن هناك علاقات متعددة بين المفهوم والمعرفة المرتبطة بذلك المفهوم، حيث يقوم هذا المنظم على إيضاح العلاقات بين الكلمات وكيفية ارتباطها فيما بينها لتصنيفها ضمن فئات ليتم بعد ذلك تمثيلها بممثلات بيانية  . وأن تصنيف وتنظيم الكلمات داخل الخرائط الدلالية يكون وفقاً لخصائص معينة، كالتشابه أو الاختلاف، أو تقاسم بعض خصائص التصريفات اللغوية. 
ولقد تعددت التعريفات المتعلقة بمفهوم الخرائط الدلالية عند كثير من الكتاب والباحثين وذلك لتعدد استخداماتها، ويمكن تعريفها بأنها العملية التي يتم من خلالها تصنيف الكلمات إلى فئات حسب علاقاتها وتمثيلها بشكل يصري . وفي ضوء التعريفات السابقة وغيرها يمكن استنباط النقاط التالية حول هذه الاستراتيجية
  1. إن استراتيجية الخرائط الدلالية استراتيجية تدريسية يستخدمها المعلم الترتيب وتنظيم وتصنيف المفردات اللغوية في شكل خريطة لتوضيح العلاقات بينها وتسهيل فهمها واسترجاعها.
.2 إن مناقشة المعلم مع التلاميذ حول المفردات وعلاقاتها بعضها البعض له دور فعال في بناء التلاميذ للخريطة الدلالية للمفردات.
.3 إن استراتيجية الخرائط الدلالية مفتوحة النهاية ولا حدود لها : حيث يمكن إضافة مزيد من الكلمات والمفردات من خلال المناقشة بين التلاميذ والمعلم.
وفي ضوء ما سبق يمكن تعريف استراتيجية الخرائط الدلالية بأنها شكل من أشكال المنظمات البيانية تستخدم لتنظيم الكلمات وتصنيفها في فئات وفقاً لتصنيف معين ثم ربطها بالكلمة الأساسية لتوضيح العلاقات بين تلك الكلمات.
تعتبر استراتيجية الخرائط الدلالية من الاستراتيجيات التي تساعد المتعلمين على تنمية مفرداتهم اللغوية بشكل فعال كذلك   أن الخرائط الدلالية تعتمد بشكل أساسي على عملية تنمية المفردات وتنشيط المعرفة السابقة وذلك من خلال عرض الكلمات والأفكار والمفاهيم في فئات لبناء العلاقات فيما بينها، وكذلك  أن الهدف الرئيس من استخدام استراتيجية الخرائط الدلالية في تدريس مفردات اللغة الإنجليزية كلغة ثانية هو تحفيز الفهم العميق للكلمات من خلال الاكتشاف النشط من قبل المتعلمين للعلاقات القائمة بين هذه الكلمات وهذا بدوره يساعد في تنمية الوعي حول العمق المعرفي المعاني الكلمات الإنجليزية كلغة أجنبية.  إلى أن فهم ومعرفة كيفية عمل الذاكرة يساعدنا في اختيار الطرق الفعالة في تدريس المفردات، فالعقل البشري يحزن المعلومات بشكل منظم جداً حيث إن الأفكار والمفاهيم المرتبطة دلالياً يتم تخزينها مع بعضها البعض، ولذا فإنه يمكن تسهيل عملية تعلم المفردات من خلال تجميعها وربطها دلالياً ليتم تخزينها في النوع الأول من أنواع الذاكرة طويلة المدى وهي ذاكرة المعاني (Semantic Memory)،  من أن الأنشطة التي تقوم على إدراك الروابط بين الكلمات تعزز من قدرة الطالب على الاحتفاظ بتلك الكلمات لفترة طويلة. من أن تصنيف الكلمات وترميزها من خلال عرض العلاقات المتنوعة بين الكلمات بشكل بصري يساعد على سرعة تذكر تلك الكلمات والاحتفاظ بها لفترة أطول. وبناء على هذا فإن استراتيجية الخرائط الدلالية تعتبر من الأدوات الفعالة في تعلم المفردات، وذلك لاستخدامها العديد من العمليات المعرفية العميقة (cognitively deep processing) أثناء تعلم المفردات مما يؤدي بدوره إلى الاحتفاظ بتلك المفردات وتخزينها في الذاكرة طويلة المدى (Long-term memory). ومن ثم استرجاعها بشكل  وتلك العمليات المعرفية تتمثل في تجميع تلك الكلمات في فئات التجميع الفئوي)، واستخدام الوسائل البصرية، والربط بين الكلمات بعضها البعض.

شارك هذا الموضوع: