الامادن على الهاتف لدى طلاب الجامعة(من أهم مشاكل علم النفس)
   تعد التطورات التكنلوجية التي دخلت مجالات النشاط الانساني كافة سمة العصر الحاضر، ويعتبر الإنترنت اهم تلك التطورات التي مكنت مستخدميها من إلغاء حاجز المكان والزمان فاصبح العالم من خلالها قرية صغيرة يستطيع اي فرد الحصول على المعلومات التي يحتاجها في مختلف ميادين الحياة .
   ويعد الهاتف الذكي من ابرز أدوات التكنولوجيا الحديثة واسرعها انتشارا على الكرة الأرضية الذي يتم من خلاله الاتصال بشبكة الإنترنت، اذ اصبح احد أدوات البقاء الثلاثة التي تلازم الفرد اينما ذهب ،وتتمثل بالمفتاح والنقود والهاتف الذكي  .    
  ان ظهور مثل هذه الهواتف أحدث تاثيرا كبيرا على العملية التعليمية، فتطور النموذج التقليدي للتعليم والذي يعتمد بشكل اساسي على الكتاب والمعلم الى التعليم عن بعد والتعليم بإستخدام أدوات التكنولوجيا، وادت الثورة اللاسلكية الى ظهور نموذج جديد هو التعليم الجوال او التعليم المتنقل الذي يعتمد على استخدام التقنيات اللاسلكية في التعلم والتدريب عن بعد مثل الهواتف الذكية المحمولة، والمساعد الرقمي الشخصي، والحاسبات الآلية الصغيرة، مما أدى التحول من بيئة التعلم السلكية الى بيئة تعلم اللاسلكية .  
    وان إدمان الطالب الجامعي المفرط في استخدام الهاتف النقال ادى الى  العديد من المشاكل الاكاديمية اذ لوحظ ازدياد اعداد مستخدمي الهواتف النقالة بشكل كبير بين الشباب وخصوصاً طلبة الجامعات وتشير العديد من الدراسات الى ان استعمال الهواتف النقالة يتم بطريقة بعيدة كل البعد عن القيم وعن حاجاتهم الحقيقية اليها , مقروناً بغياب التوجه الاسري أو المؤسسي  . 
        ويعد الادمان على الهاتف النقال مشكلة تتزايد يوماً بعد يوم فقد اشار علماء النفس البريطانيون أن شخصاً من بين كل (211) شخص  من مستعملي الهواتف النقالة تظهر عليه علامات الادمان , بل ان هناك اشخاص يقضون( 38) ساعة أو اكثر اسبوعياً دون عمل فمن الممكن ان يضحي البعض بسبب بالعمل والدراسة والعلاقات الاسرية والمال بل ومن الممكن ان تسوء سمعة الشخص وتدمر حياته من خلال الافراط في استعماله , لاسيما طلبة الجامعات الذين هم الاكثر تعرضاً لإدمان الهاتف النقال ,  ومنذ ظهور الفضائيات الالكترونية في عالم الاتصالات بدأت تظهر ملامح جديدة لمواطن يعيش خارج حدود وطنه , وبدأت تتجسد صورة انسان ينتمي إلى مجتمع لا يشبه مجتمعاتنا الانسانية , وبدأت تتبلور صورة المواطن الافتراضي أو الإنترنت . 
       ولقد ترتب على الاستخدام السيء لهاتف النقال نتائج سلبية حيث بدأ آخرون يحذرون من الاستخدام المفرط للهاتف النقال والتي تتمثل في انتهاك قواعد النظام التعليمي وانشغال الغالبية العظمى من الطلبة به اثناء الحصص المدرسية والانعزال عن المعلم وإرسال الرسائل واستقبال وتبادل المعلومات والمزاح فيما بينهم الأمر الذي يمكن ان يؤدي الى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة، إضافة الى ظاهرة الغش  في الامتحانات وابتكار وسائل جديدة في تناقل واستقبال الإجابات عن أسئلة الامتحانات دون علم الآخرين لاسيما بعد ابتكار خدمة البلوتوث إضافة الى العديد من المخاطر الصحية التي يمكن ان تترتب على الاستخدام المفرط للهاتف النقال .
 

شارك هذا الموضوع: