تأثير التكنولوجيا في التعليم
                          ا.د.اوراس هاشم الجبوري
ان  التطور الكبير في التكنولوجيا ادى إلى تطور وتغيّر في معظم مجالات الحياة، ومن أهم تلك المجالات مجال التعليم، حيث كانت الدروس التعليمية سابقاً عبارة عن معلم يقف في بداية الصف الدراسي  وجميع الطلبة  بالجهة المقابلة، أما عن المشهد الحالي للتعليم فيتشابه قليلاً مع السابق، لكن تختلف طريقة عرض المحتوى التعليمي, ان في  السابق اعتمدت العملية التعليمية على الكتب والأوراق المكتوبة بشكل كبير، أمّا الآن فقد أصبحت هناك كتب إلكترونية وشبكة عنكبوتية، إضافةً إلى سهولة الوصول إلى المعلومات  بأي وقت وفي أي مكان، إذ كان الطالب سابقاً يقطع مسافات طويلة جداً للوصول إلى المعلومة، وذلك عكس ما هو عليه الوضع الآن.
ويفضل معظم الطلبة  استخدام التكنولوجيا للتعلم بسبب المعلومات السهلة والغنية المتوفرة بسهولة وأيضًا بسبب تنوع أشكال المحتويات التعليمية، وقد يفضل  الطلبة بعض  الأساليب التعليمية التقليدية، ولكنها قد تتطلب المزيد من الجهد والوقت في الحصول على المعلومات. 
وفي  حال استخدام الوسائل التعليمية التقليدية، قد يعتمد الطلبة أكثر على المعلمين ويكون المعلم هو محور العملية التعليمية. وبينما عند توظيف التكنولوجيا في التعليم، سيكون الاعتماد على المعلمين أقل مما يؤدي إلى تقليص دور المعلم في العملية التعليمية.  
ومن ناحية المناهج الدراسية، يؤدي دمج التكنولوجيا في المناهج الدراسية إلى التخلي عن الكتب الورقية واستبدالها بالكتب الإلكترونية حيث أنها ملائمة للحفظ والاسترجاع والمشاركة مع الآخرين، الأمر الذي يلعب دورًا مهمًا للغاية في تعزيز تطوير التعليم ونشر المعرفة بين الجميع، من خلال إتاحة الموارد والدورات العلمية بسهولة للجميع.
 
ان التكنولوحيا  ساعدت أيضاً بتوفير مقاطع مرئية وصور علمية تساعد الطالب على الفهم وتخيل بعض الأمور المبهمة، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل هناك أيضاً معاهد تعليمية إلكترونية ، يمكن للطالب الانتساب إليها والحصول على شهادة معتمدة بذلك.و يسعى الكثير من المؤسسات التعليمية والأكاديمية إلى دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية والتربوية  بهدف تحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعليمية مثيرة ومفيدة
 ان دمج التكنولوجيا في التعليم أدى إلى تغيرات في طرائق و أساليب التدريس والتعلم ويظهر ذلك في التحول من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني اذ لم يعد المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة، بل أصبح دور المعلم توجيهياً وإرشادياً أكثر، بينما أصبح بإمكان الطلبة الوصول إلى كم هائل من المعلومات عبر الإنترنت والمصادر الرقمية, كذلك  ظهور أساليب تعليمية جديدة  أتاحت التكنولوجيا للمعلمين استخدام أساليب تعليمية جديدة مثل التعلم المدمج، والتعلم المعكوس والتعلم القائم على المشاريع، مما زاد من فاعلية العملية التعليمية.
وباختصار ان  التكنولوجيا تحمل إمكانيات كبيرة لتحسين جودة التعليم وجعله أكثر ديمقراطية وإمكانية الوصول. ومع ذلك، يجب مراعاة احتياجات الطلبة  المختلفة وتطوير استخدام التكنولوجيا بشكل متوازن وفعال لتحقيق أقصى فائدة للجميع.
 



 

شارك هذا الموضوع: