أن التلوث الإشعاعي من أخطر أشكال التلوث البيئي، إذ ينتج عن انتشار المواد المشعة في البيئة بسبب أنشطة الإنسان المتعددة مثل استخدام ذخائر اليورانيوم المنضب في الحروب، واختبارات الأسلحة النووية، وحوادث محطات الطاقة النووية،.تتزايد هذه الظاهرة في ظل الاعتماد المتزايد على الطاقة النووية وتنوع تطبيقاتها الصناعية والطبية. وقد أدى هذا التلوث إلى تدهور النظم البيئية، وارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الدم والجهاز الهضمي والتناسلي، وتزايد حالات الأورام الخبيثة وتلف الأنسجة لدى السكان، مما يثير مخاوف بيئية وصحية مستدامة، خاصة في المناطق التي تعرضت لاستخدام واسع للذخائر النووية كالعراق.
وفي ضل التطور التكنولوجي المتسارع واستخدام الطاقه النوويه اصبح التلوث الاشعاعي اصبح تلوث الاشعاعي ابرز تحديات البيئة ،إذا استمرت الأنشطة البشرية في استغلال المصادر المشعة بطرق غير مسؤولة وغير منظمة، فإن ذلك سيؤدي إلى تفاقم التلوث الإشعاعي في البيئة، مما يزيد من معدلات الأمراض الخطيرة بين السكان، ويفاقم تدهور النظام البيئي ويحد من صلاحيته لاستدامة الحياة البشرية والزراعية.
التلوث الاشعاعي: Radioactive contamination ) ) تلوث مادي يصيب الكائنات الحية وبيئتها نتيجة إطلاق مواد مشعة إلى البيئة، والذي قد يحدث خلال عمليات التفجيرات النووية، أو تجارب الأسلحة النووية، أو إنتاجها، أو عمليات إيقاف تشغيلها. كذلك ينجم عن عمليات تعدين الخامات المشعة، أو التعامل مع المواد المشعة وإدارتها، أو التخلص من النفايات الإشعاعية، إضافة إلى الحوادث التي قد تقع في محطات الطاقة النووية.Al-Dabbas, M. A. (2016). وتنقسم مصادر الإشعاع إلى مصدرين أساسيين:
مصدر طبيعي (إشعاع طبيعي).
٢-مصدر صناعي (إشعاع صناعي).
من أخطر آثار التلوث الإشعاعي تأثيره على المادة الوراثية (DNA)، حيث يُحدث طفرات جينية قد تتسبب في تكوين خلايا سرطانية أو خبيثة. هذه الطفرات قد تؤدي أيضًا إلى اضطرابات في الشفرات الوراثية مما يسبب تشوهات وأمراض تُورث عبر الأجيال. وتظهر هذه التأثيرات بوضوح في الحوادث النووية الكبرى مثل إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناجازاكي عام 1945، وكذلك في حادثة انفجار مفاعل تشيرنوبل في الاتحاد السوفيتي عام 1986. في كلا الحادثين، تم ملاحظة آثار صحية خطيرة على الأفراد الذين تعرضوا للإشعاع، بما في ذلك زيادة حالات السرطان والاضطرابات الوراثية في الأجيال اللاحقة (Mousseau, 2014; Yablokov, 2009).
أن التلوث الإشعاعي لا يتسبب فقط في مخاطر فورية على الحياة البرية، بل أيضًا في تغييرات جينية طويلة الأمد قد تؤثر على تنوع الأحياء وكفاءتها البيئية.
المصادر العلمية:
Mousseau, T.A. (2014). Radiation Exposure and the Impact on Wildlife: A Review of the Chernobyl and Fukushima Experiences. Ecological Applications, 24(5), pp. 1502-1515..
1-محمد علي، “أثر التلوث الإشعاعي على البيئة والحيوانات: دراسة تحليلية”، مجلة البيئة والصحة، كلية العلوم البيئية، جامعة بغداد، بغداد، 2022، ص. 45.
2-فاطمة يوسف الصالحي، “التلوث الإشعاعي وأثره على السلسلة الغذائية والتنوع البيولوجي”، مجلة الدراسات البيئية، كلية العلوم، جامعة بغداد، بغداد، 2021، ص. 88.
3-خالد محمد العيساوي، “الإشعاع البيئي: الأسباب والآثار وأبرز الحوادث النووية”، مجلة الأبحاث العلمية، كلية العلوم، جامعة بابل، بابل، 2017، ص. 51.
4-عبد الرحمن جميل الأنصاري، “الإشعاع وتأثيراته الصحية والبيئية: مراجعة علمية”، مجلة العلوم والتكنولوجيا، كلية العلوم، جامعة الكوفة، الكوفة، 2019، ص. 34.