م. سميره عطشان الفياض
مقدمة:
عبد الله الرضيع، أصغر قتلى واقعة كربلاء، هو رمز البراءة والطفولة المظلومة. ولادته كانت في خضم الأحداث المؤلمة التي سبقت المعركة، واستشهاده كان صدمة تهز القلوب.
نسبه: ابن الإمام الحسين (ع) وزوجته الرباب.
استشهاده: استشهد رضيعاً في حضن أبيه، وهو مشهد مؤثر يبرز وحشية الأعداء.
الرمزية: يمثل عبد الله الرضيع رمزاً للبراءة المظلومة، وكيف أن الظلم لا يستثني أحداً مهما كان صغيراً.
قصة عبد الله الرضيع تظل حاضرة في الذاكرة الإنسانية، لتذكرنا بقيمة الحياة وبضرورة الوقوف في وجه الظلم. 
لو قارنا قصة عبد الله الرضيع بقصص مشابهة في الديانات الأخرى فهو الرضيع الذي استشهد في معركة كربلاء، وقصته تحمل في طياتها رمزية قوية للبراءة والظلم، وهي قصة حزينة ومؤثرة تردد صداها في نفوس المؤمنين الشيعة.
وللمقارنة، يمكننا النظر إلى قصص مشابهة حيث توجد العديد من الحكايات التي تتحدث عن أطفال بريئين تعرضوا للموت أو الظلم، مثل:
طفل بيت لحم: قصة قتل الأطفال الرضع التي ذكرت في الانجيل بأمر الملك هيرودس، والتي ترمز إلى الظلم الذي يواجه الأبرياء.
يسوع المسيح: رغم أنه لم يقتل رضيعاً، إلا أن قصة ولادته في مذود وتعرضه للاضطهاد ترمز إلى البراءة والمعاناة.
أطفال مصر: قصة قتل أبناء الذكور المصريين في عهد فرعون، والتي ترمز إلى الظلم الذي تعرض له بني إسرائيل.
استشهاد الأبرياء: توجد في التوراة العديد من القصص التي تتحدث عن استشهاد أطفال مثل قصة إبراهيم وإسحاق.
أما في الديانات الهندوسية والبوذية فقصص الشهداء في هاتين الديانتين تتحدث عن أرواح بريئة تضحي بنفسها من أجل مصلحة الآخرين.
أوجه الشبه بين هذه القصص وقصة عبد الله الرضيع:
رمزية البراءة: جميع هذه القصص تستخدم رمزية الأطفال الإبرياء للتعبير عن الظلم والمعاناة التي يتعرض لها الإنسان.
الظلم والقهر: تظهر في جميع هذه القصص قوة الظالم وقهره للأبرياء، مما يثير مشاعر الحزن والأسى.
الأمل والتضحية: رغم الحزن والمعاناة، إلا أن هذه القصص تحمل في طياتها رسالة أمل وتضحية، حيث تظهر قوة الإيمان والصبر في مواجهة الظلم. قال الشاعر (علي حسين متيرك)
رويداً جاءَ يحملُه أبوهُ                          ونارُ القلبِ تذكو باضطرامِ
وصاح وما لهذا الطفل ذنب                       جناهُ ولم يعِ شرَّ الخِصامِ 
كلانا ظامئٌ فاسقوا صغيراً                     غفتْ عيناهُ من ألمِ السِّقام
ونجد قصة عبد الله الرضيع تتكرر وتعاد على مرأى ومسمع الملايين. فأطفال غزة يقتلون كل يوم بدم بارد على مراى ومسمع الملايين. فهل أن قصة عبد الله الرضيع تعاد بعد 1400 عام وبسيناريو جديد يستهدف البراءة والطفولة؟
ففي قصيدة أطفال غزة للشاعر (نجاح عبد القادر سرور) نجد صورة الحسين (ع) يحمل الرضيع ويسأل عن شربة من الماء, لكن السهم أجاب ……..
كلُّ ما في الحَيِّ مُرْعِبْ                                    من دَمِي الذِّئْبُ يشْرَب 
بعد أن دَكُّوا البَراءةْ                                         نحنُ في الجنَّاتِ نَلْعَبْ  
إن جَيشَ الإحتلالِ                                            بات يفخَرُ باغْتِيالِي  
قد فقَدْتُ جميعَ أهْلي                                       أيها التاريخ فاكْتُبْ 

شارك هذا الموضوع: