قيمة الشعوب بأخلاقها :
اجمع الفلاسفة في العصور القديمة والحديثة ان الاخلاق هي الحد الفاصل في المحافظة على تماسك الشعوب وبقاتها وازدهارها وهي حقيقة لايمكن التغاضي عنها ونكرانها فأخلاق سمه لابد من وجودها في أي مجتمع ولاسيما المجتمعات الاسلامية التي استقت ذلك من التعاليم الاسلامية التي جاء بها القرأن الكريم والسيرة النبوية ، وهي احدى السمات التي استطاع الرسول (ص) ان يبني امة ويخلصها من الشتات لذلك وصف من قبل الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( وانك لعلى خلق عظيم ) وفي حديث نبوي شريف قال رسول الله (ص) (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) ، وفي اخلاق اهل البيت الكثير الكثير من ذلك فحين تقرأ عن الامام علي وفاطمة الزهراء (عليهم السلام ) تجد مدرسة او تجد المثل العليا للاخلاق التي تفخر ان تقتدي بها .
واليوم ومايمر به المجتمع من انغماس في الحضارة ومتطلبات الحياة التي تعددت واصبحت حملاً كبيرً لكثير من ابناء المجتمع واختلاطهم بالشعوب ولاسيما الشعوب الاوربية عن طريق الانترنت والتواصل الاجتماعي والواقع ان مايصل من خلال ذلك ويتقلد به المجتمع قد يكون بعيدا كل البعد عن الاخلاق والمثل العليا التي ورثها وعاشها المجتمع ، إذ ان ذلك يؤدي الى تفكك الاسر وانعدام الثقة بين افرادها مما يعني في النهاية انحطاط المجتمع وسيره نحو مزيداً من التدهور وعدم الشعور بالراحة على الرغم من المشاق التي يتحملها الفرد .
أن الواجب يدعوا الجميع استاذة وموظفين وطلبة ممن يحرصون على بقاء مجتمعهم متماسكاً يكون فيه الاب محترما وقوراً رؤوفاً بأولاده مما يجعلهم محبياً مطيعن له والاستاذ حريصاً على طلابه يسعى وبكل جهده ان يزودهم بالمعلومة التي بذل جهده لحصول عليها وهم يقابلونه بالشكر والعرفان ، فضل ان يعملوا وبكل جهودهم نحو التوجية والنصح والتذكير بماجاء به القرأن والسنة النبوية الشريفة وماجاء بسير الائمة الاطهار بما يخص الاخلاق ، إن التحلي بأخلاق الاسلام السمحاء والتي هي في واقعها الاساس السليم لبناء مجتمع سليم تسود فيه الاخلاق الحميدة ويسود روح التعاون والاخاء والمحبة مما تؤدي في نهاية الامر الى جعل الجميع يعشون في حياة كريمة
الدكتور : ياسين عباس حمد
قسم اللغة الانكليزية
كلية التربية للعلوم الانسانية