طلب الحلال
جاءَ عن أبي خالد الكوفي رفعه إلى أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “العبادةُ سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال“().
من خلال الحديث الشريف يتبيّن أنّ العبادة لا تتعلّق بالصلاة أو الصوم أو الحج أو غيرها من العبادات المعروفة، بل السعي وراء لقمة عيش بالحلال يكون عبادة، بل وأفضل العبادة.
1ـ لِأن فيها تعب عادةً يكون شديداً.
2ـ لِأنّها تعول أكثر من فرد.
3ـ لِأنّها كفاح ضد لقمة الحرام.
فالبعض من النّاس يسعى للحصول على لقمة العيش، ولكن يسعى إليها بالحرام لا بالحلال.
إلى أي درجة تكون لقمة الحلال مهمة، حتى اعتُبِرت من أفضل العبادات، فلا يُضيّع الإنسان تعبهُ وخروجهُ في أيام الحر صيفاً وفي أيام البرد شتاءاً، من خلال السعي للحرام الذي تبقى لذّتهُ لساعات أو أيام أو أسابيع، ولكن بعد ذلك تظهر الآثار عليهِ وعلى عائلتهِ في الدنيا قبل الآخرة.
وما أجمل لقمة الحلال حتى وإن كانت قليلة، فهي تنم عن قناعة أصحابها، وعن شعور أهلها بلذّة الحلال.
الذي لا يسعى للقمة الحلال، فإنّهُ حتماً سيسعى للقمة الحرام، ولا سيما مع تسويلات الشيطان، فهذا الذي وقعَ في الفخ.