ضحيا الاعلام اكثر من ضحيا الحروب . 
يشهد العالم اليوم احتداما للصراعات سواء كانت حروبا فكريه او تقليديه او ثقافيه فالسلاح الانجع واللا غنى عنه هو الاعلام حيث يُعرف الإعلام بأنّه الوسيلة الاجتماعيّة الرئيسيّة للتواصل مع الجماهير بدأ من الصحف ة ثم الإذاعة ثم التلفاز. ثم حدثة له ثورة تثير الرعب وتتحكم بالعقل الجمعي بعد ضهور الهواتف الذكية. الاعلام سلاح ذو حدين اما توعية العقل وإنضاج الفكر او تضليل وافساد. كيف نقي عقولنا وافكارنا وكيف نعلم انه لنا ام علينا وكيف نستغل دون ان نعلم.
السؤال هو كيف تحصن عقلك من الاعلام الأصفر 
بداية ما هو الاعلام الأصفر: هو صحافة غير مهنية تهدف إلى إثارة الرأي العام وتزيف الحقائق لزيادة عدد المبيعات وإشاعة الفضائح ونشوب الحروب مستخدمة المبالغة أو الانحياز، ساعد على نشوئها الناشر والصحفي ويليام راندولف هيرست. 
الخطوة الأولى يبدأ الاعلام الأصفر في بنشر الاخبار الكاذبة. ما المقصود بالأخبار الكاذبة؟
الأخبار الكاذبة هي معلومات خطأ أو مضللة تتخذ هيئة أخبار حقيقية. بشكل عام، تنقسم الأخبار الكاذبة إلى فئتين::
  1. الأخبار المضللة عمدًا، أي أن الأشخاص الذين ينشرونها يعرفون أنها كاذبة ولكنهم ينشرونها على أي حال. وقد يكون هذا للتلاعب بالرأي العام أو توجيه لحركة معينة او غرض محدد.
  2. الأخبار التي تحتوي على عناصر من الحقيقة، ولكنها غير دقيقة في مجملها. قد يكون السبب في ذلك هو أن الكاتب لم يتحر صحة كل الحقائق، أو بالغ في بعض الجوانب لإثبات نقطة معينة او الحقيقة الجزية تسخر للإقناع بكذبة مخطط لها. 
جاء الإنترنت فأتاح طرقًا جديدة لنشر الأخبار والمعلومات ومشاركتها والاطلاع عليها، مع افتقار نسبي للتنظيم ومعايير التحرير. يستقي العديد من الأشخاص الآن الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي والمصادر الأخرى عبر الإنترنت، ولكن ليس من السهل دائمًا تحديد أي الأخبار موثوق وأيها كاذب. لذا يجب على المتلقي  اعتماد الاخبار من مصادر إعلامية موثوقة. 
الخطوة الثانية تحدث نتيجة للكم الهائل من الاخبار الكاذبة في نطاق معين وتدعى الاشاعة.
ماهي الاشاعة ؟ الإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم على صحتها. دائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة و مثيرة لفضول المجتمع والباحثين و تفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار. 
لإثارة الإشاعات أهداف ومآرب، تتنوع هذه الأهداف تماشياً مع مبتغيات مثيروها، فمنها ما هو ربحي (مادي) او سياسي او اثني (عرقي او مذهبي) اما سبب انتشارها هو انعدام الوعي في توخي المعلومات الدقيقة. كما أن الشائعات تنتشر بصورة أكبر في المُجتمعات غير المُتعلمة أو غير الواعية، وذلك لسهولة انطلاء الأكاذيب عليهم، وقلما يُسأل عن مصدر لتوثيق ما يُتداول من معلومات، فالمجتمع الجاهل يكون بيئة خصبة ومناسبة لإراجة الشائعات. أيضاً عدم وجود الطرف المخول بالرد على شائعة مُعينة يزيد لهيبها ويبعد عنها الشكوك والأقاويل. في نفس الإطار نجد أن انتشار وسائل الاتصالات الحديثة تُعد سبب هام في انتشار الشائعات فهي تقوم بنشر كم هائل جداً من المعلومات في وقت يسير جداً وبكل يسر وسهولة.
للشائعات آثار نفسية وحسية بالغة فبمقدورها القضاء على مجتمعات كاملة في حين أنها لم تُواجه من قِبل الأطراف الواعية، وتزداد خطورتها إذا كانت هُناك جهة ما تُزيد استعار نار الشائعة طلباً لمُبتغياتها، فالشائعة ببساطة تجعل من الصواب خطأ ومن الخطأ صواب وقد يدعمها أحياناً بعض الوجهاء والسياسيين والمتطرفين، وبانتشارها وسيطرتها على عقول المجتمع قد تغير في السلوكيات وفي التعاطي مع أمور مُعينة بالنسبة للأفراد، وقد يصعب إبطالها أحياناً لتفشيها في المجتمع وتشرب المجتمع لها.
الشائعة في مضمونها تلعب دوراً كبيراً في التأثير على معنويات الشعب، وإن اختلفت درجة تأثيرها تبعاً لنوعها والدوافع التي تكمن خلفها. للحكومة والأفراد حلول لمواجهة خطر الشائعات حيث يتطلب علاجها:
المنطقية في التعامل مع الأخبار. التأكد من المصدر خصوصاً مع الأخبار الحساسة و المهمة.
التوعية، ومحاربة الصفحات و المنتديات التي تنشر ( تنسخ وتلصق ) أخبار بلا مصادر.
الشفافية و النزاهة في تناول الأحداث بما يضيق الخناق على مروجي الاشعات و الاصطياد في الماء العكر. تغليب الواعز الديني. 
إن الملل والخمول ميدان خصب لخلق الشائعات وترويجها، فالعقول الفارغة يمكن أن تمتلئ بالأكاذيب، والأيدي المتعطلة تخلق ألسنة لاذعة. لذا فإن العمل والإنتاج وشغل الناس بما يعود عليهم بالنفع يساعد إلى حد كبير في مقاومة الشائعات. غالباً ما تكون الشائعات الهجومية المسمومة نتيجة دعاية العدو، أما من يقوم بترويجها فهم أولئك الذين يُعتبرون أعداء للوطن والدين و المجتمع. ولذا فإن النجاح في كشف دعاية العدو بطريقة سهلة واضحة ومحاربة مروج الشائعات بكل وسيلة هي واجب شرعي و وطني واخلاقي.

شارك هذا الموضوع: