طريقة الرش الكهربائي للمبيدات سبيل لتقليل التلوث بخطر المواد الكيمياوية
ا.د. مرتضى جليل ابراهيم المعموري
كلية التربية للعلوم الانسانية / قسم الجغرافية التطبيقية
 
ان عملية استخدام المواد الكيمياوية او المبيدات الزراعية تعد من طرق الاستعمال التي دخلت في  معالجات النبات من الآفات الزراعية في بداية النصف الاول من القرن العشرين .بعد ان كانت المعالجات مقتصرة على شكلها البسيط والذي لا يتعدى الى استخدام الابخرة الناتجة من حرق مواد الحطب اليابس باعتبارها طريقة اكثر تأثير في تقليل اصابة النبات او طريقة تساعد على هجرة الآفات والحشرات بعيدا عن النباتات. وبالتالي ضمان سلامة النباتات او التقليل من حدة تلك الاصابة . وبقي هذا الحال الى ان دخلت في المجال الصناعي لاسيما في صناعة وصبغ السيارات عملية شحن لرذاذ الصبغ بمحاولة لتثبيت الصبغ بطريقة تضمن عدم ضياع القطرات المتناثرة من مرش الصبغ والتحكم بأرسالها فوق الجسم المطلوب صبغه. اجريت مجموعة من الدراسات حول امكانية تطبيق هذا السلوك من الشحن في المجال الزراعي لا سيما عند استخدام المواد الكيمياوية السائلة بمحاولة لشحن قطرات المبيد المتناثرة من المرش بشحنة كهربائية , والغرض من هذه الشحنة هي ليست بواسطتها يتم القضاء على الآفات باعتبار استخدام الصدمة الكهربائية لقتل الآفات . وانما الغرض هدف اخر يختلف تماما بقدر ما هو اضافة شحنة على القطيرات المتناثرة لضمات توزيعها على  اوراق النبات المصابة . حيت ان هذا التوزيع للقطرات سيكون على وجهي اوراق النبات الأمامية والخلفية على السواء وبنفس كفاءة التغطية الورقية . بسبب دور المجال الكهربائي هنا في استلام مهام التوزيع . حيث ان القطيرات ستكون مزودة بشحنة سطحية وهذه الشحنة تكون متشابهة لجميع القطيرات . وبالتالي سينشأ نوع من التنافر ما بينها يساعد على تفرق القطيرات ودون تلاصقها وفق قاعدة الشحنات المتشابه تتنافر. ومعنى هذا سيتم تغطية كاملة لسطوح الاوراق الامامية . وعند اكتمالها  يتحرك الفائض من هذه القطيرات الى الاسطح الخلفية حيث تلتجا الحشرات او الآفات بالاختباء فيها لكونها تكون بعيدة عن مرمى القطيرات. ولكون المجال الكهربائي له صفة الإحاطة الكاملة بالهدف والمقصود بالهدف هنا هو النبات وبكل اوراقه , فان ذلك سيساعد ملاحقة القطيرات للآفات الزراعية المختبئة على السطوح الخلفية لأوراق النبات وتتمكن من ابادتها. وقد لاقت هذه الطريقة نجاح كبير في ميدان التطبيق. مما دفع الباحثين الى تصميم مرشات عديدة لغرض اختيار الافضل من بينها في تحقيق الوقاية من الآفات والتقليل من استعمال المواد الكيمياوية. وفعلا تمكنوا من التوصل الى نماذج عديدة بعد تصميمه بالاعتماد على برامج التصميم الهندسية والتي تعرف (ببرامج المحاكاة). حتى اصبح الرش الكهربائي مألوفا في دول العالم ومرغوبا في نفس الوقت بعد ان حقق الهدف المرجو منه , الا هو تحقيق الابادة باقل مواد كيمياوية وباقل تلوث.  وعلى الرغم من ان هذه الطريقة اثبتت وجودها ميدانيا , حيث قللت من احتمالات التلوث الحاصل في الهواء. ومن تقليل حدة التلوث في التربة والماء وحتى على المستخدم لطريقة الري بالرش الا انها بقيت رهينة عند المحترفين والمتدربين لان هذه الطريقة تحتاج الى خبرة في الرش وخبرة من التأكد بحصول القطيرات على الشحنة الكهربائية قبل استعمالها في الحقل. حيث ان الجاهل بطريقة شحن القطيرات لا يمكن ان يحقق هدف التغطية الكاملة لأوراق النبات. لذا فان المهتمين بهذا النوع من الرش يمتلكون مهارة مسبقة تمكنهم من تحقيق الهدف وهو مكافحة الآفات الزراعية . وبقي علينا ان نفهم ان هنالك ثلاث طرق مشهورة لتحقيق وتوليد قطيرات مشحونة يمكن ان نوضحها كالتالي .
 
النوع الأول شحن الكورونا corona charging . وهذا النوع من طرق يحتاج الى فولتية عالية لتحقيق عملية اكتساب القطيرات الصغيرة المتناثرة من المرش شحنة كهربائية تكون مستقرة على سطوح تلك القطيرات .  حيث تقدر ما مقدار الفولتية التي تحقق هذا الشرط  ما بين   16 الى 20 كيلو فولت. وهذا يحتاج الى خبرة عالية في استخدام الفولتيات العالية , وعلى العموم هذا النوع هو مستبعد في المجال الزراعي . ويمكن تطبيقه وبشكل امن في عملية صبغ وطلي السيارات.
 النوع الثاني : يعرف الشحن بالتوصيل المباشر conducting charging  : وهذا النوع يمكن ان يحقق الهدف الا ان هنالك مخاطر كبيرة على المستخدم لاحتمالية تعرضه لصدمة كهربائية احيانا تؤدي به الى مفارقة الحياة . بفعل الفولتية العالية التي تحتاجها هذه الطريقة حتى تتمكن ان تشظية قطيرات السائل ( المادة الكيمياوية ) وتحويلها الى قطيرات مشحونة. لان شرط التشظية ان يكون هنالك تلامس مباشر ما بين مصدر الفولتية والسائل وبمان السائل يحتوي على املاح وايونات فسوف يولد تيار ممكن ان يؤدي بحياة المستخدم الى الموت , لذا يشترط في هذا النوع الخبرة والكفاءة لدى المستخدم , على العكس من الرش الكلاسيكي الذي لا يحتاج اي مهارة.
النوع الثالث : والذي يعرف الشحن بالحث induction charging  : وهذا النوع من اكثر الانواع امانا واقل خطورة الأكثر استعمال في المجال الزراعي . حيث استخدام مبدا الحث لشحنة القطيرات لا يحتاج الا الى فولتية ( جهد كهربائي ) قليلة. وهذا النوع كفيل بتحقيق شحن للقطيرات بعد ان يتعين علينا الاستعانة بالخبير الفني الذي لديه فكرة عن كيفية توليد الشحن بالحث. على الرغم من كون فكرة الشحن بالبحث فنية بحاجة الى خبرة الا ان تطبيقها ليس صعبا بعد تحقيق مقدمات الشحن بالحث وهو توليد المجال الكهربائي حول القطيرات المشحونة . والتأكد من الهدف ( ويقصد هنا النبات المطلوب مكافحته ) يمثل الطرف الارضي ( الايرث earth ) لتحقيق الدورة الكهربائية. وبهذا يكون الرش الكهربائي قد حقق الهدف من مكافحة النباتات , وتقليل استخدام المواد الكيمياوية , وبالتالي توفير الكلفة .علما ان المواد الكيمياوية برمتها تستورد من الخارج وبالعملة الصعبة.

شارك هذا الموضوع: