سياسة ردع جديدة لحزب الله في حربه مع أسرائيل 
أ.م.د.فاضل حسن كطافه الياسري / قسم الجغرافية 
    بعد مضي 55 يوم دخلت حرب حزب الله مع الاحتلال الأسرائيلي مرحلة جديده, وذالك من خلال اتباع حزب الله سياسه ردع جديدة تمثلت بالتصعيد العسكري من خلال تكثيف الضربات الصاروخية داخل  العمق الأسرائيلي و أستهدف من خلالها مدن أسرائيلية مهمه مثل حيفا و يافا و عكا فضلا عن ضرب مقرات عسكرية وذالك بضربها بأكثر من 350 صاروخ , يمكن عد اطلاق الصواريخ بهذه العدد بالهدوء الذي سبق العاصفة أذ جائت بعد قلة العمليات العسكرية لمقاتلي حزب الله خلال الايام القليلة الماضية, وتعد هذه العملية تطورا كبيرا في مسار الحرب الدائرة بين الطرفين .
       اضهرت هذه العملية امكانية عسكرية كبيرة لحزب الله ناقضت التصريحات الاسرائيلية التي ادعت بتدمير 80% من القدرات الصاروخية لحزب الله , اذ ان هذه الضربات الصاروخية لم يسبق لها مثيل في الحروب الماضية  فضلا عن الحرب الدائرة ويعد الهجوم الاعنف و الاكثر دمارا داخل العمق الأسرائيلي.
       وقد صرح الامين العام لحزب الله بأن الضاحية مقابل حيفا و بيروت مقابل تل ابيب بمعنى اننا نتكلم عن ضرب اهداف على مستوى تكتيكي و تعبوي و استراتيجي , الامر الاخر نتكلم عن سياسة ردع جديدة يحاول حزب الله ان يضعها في هذه الحرب من خلال تحديد الاماكن التي سوف يتم ضربها في حاله استهداف العاصمة اللبنانية بيروت , وكأنما يقول ان الامور ستكون الند للند في مسأله المواجهة العسكرية بين الطرفين , علما ان هذه الضربات الصاروخية طالت قواعد عسكرية بحرية و جوية فضلا عن الاهداف البرية المتواجدة على جميع جبهات القتال .
       يمكن القول ان حزب الله من خلال هذه الضربة الصاروخية  وجهة عدة رسائل يمكن توضيحها على  النحو الاتي ..
1_ تطمئن بيئة الحزب و ترفع من معنوياته و  التأكيد عن القدرات الصاروخية حتى اللحظة الاخيرة للحرب .
2_يسعى حزب الله من خلال العملية الصاروخية الى انهاء لأزمة تخلي ايران عن لبنان التي يتداولها جمهور حزب الله بعد توالي سقوط بنيته القيادية و العسكرية منذ بدء الحرب الدائرة .
3_ ان هذا العدد الكبير من الصواريخ الذي استهدف العمق الاسرائيلي قلب المعادلة العسكرية في هذا الوقت ,يعني في المدلول العسكري ان خطوط امداد فتحت وشبكة انفاق و مخازن اسلحة و بنية تحتية عادت للعمل .
4_يعد الهجوم الصاروخي الاخير الذي نفذه ابطال حزب الله علامه على رفض مسبق لأي تعديل على القرار الدولي المرقم 1701 يؤثر مستقبلا على تحرك حزب الله العسكري , وهذه العملية توحي ان حزب الله يسعى من خلالها الى ابقاء افق حركه عسكرية مفتوحة تماما كتمسك اسرائيل في المقابل بهذه الشرط.
      يمكن القول ان هذه الضربة الصاروخية اثبتت ان لحزب الله اليد العليا في ادارة المعركة مع اسرائيل , اذ تقوم بأدارتها وفق استراتيجية مدروسة , وقد كان لهذه الصواريخ تأثير نفسي و معنوي و مادي على اسرائيل ,فقد نتج عن هذه الضربات الصاروخية عدم وجود امان لاي جزء داخل اسرائيل , و من جانب اخر يمكن القول ان الغاية من هذه الضربات الصاروخية الضغط من قبل حزب الله على القيادات الاسرائيلية في ضل تصاعد الاصوات التي تنادي بوقف الحرب مع حزب الله , الا ان حكومه نتنياهو تصر على استمرار الحرب لاسباب سياسية نتيجة ضغط اليمين المتطرف الاسرائيلي لاستمرار هذه الحرب .
     يمكن القول ان هذه الضربات الصاروخية سوف ينتج عنها تسريع قبول اسرائيل بوقف اطلاق النار مع حزب الله قبل وقف اطلاق النار مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزه , كون القدرات العسكرية لحزب الله تفوق مثيلتها لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزه .

شارك هذا الموضوع: