ان الحرب الاهلية هي خلاف مسلح بين مجموعات متنازعة ضمن بلد واحد كما ان الحرب الداخلية في بلد ما التي يكون اطرافها جماعات مختلفة من السكان تسمى حرباً اهلية كل فرد فيها يرى في عدوه وفي من يريد ان يبقى على الحياد خائناً لا يمكن التعايش معه ولا العمل معه في نفس التقسيم الترابي وتعتبر الحرب الاهلية بحدود ثلثي الحروب التي نجمت بعد عام 1945 ومجموع عددها قرابة 200 حرباً انها كانت حروباً اهلية وقد لعبت القوى العظمى دوراً مباشراً وغير مباشر في هذه الحروب الاهلية ، وذلك ضمن تنافسها على مناطق النفوذ في فترة الخلاف بين المعسكرين الشرقي والغربي قبل عام 1989 .
ومن الاسباب التي كثيراً ماتكررت في نشوب حرباً اهلية نجد عملية تغيير نظام الحكم بالعنف مثل في حال إسقاط الديكتاتور الحاكم ، او المحاولات الانقلابية ، او الثورات وسبب آخر لنشوب الحرب الاهلية هي محاولة مجموعة عرقية او وطنية معينة تحرير إحدى المحافظات وفصلها عن باقي الدولة وهذا ما يسمى بمحاولات التحرر للحكم الذاتي .
وتحدث النزاعات في الحرب الاهلية عادة إما بين الثوار او المتمردين والحكومة القائمة ، او بين المجموعات المختلفة الموجودة في نفس البلد إن كانت هذه منظمات سياسية او وطنية او دينية او اجتماعية . تقريباً تندلع في كل امة مكونة من مجموعات دينية او اثنية او ايديولوجية لكن ليس الكل يتورط في الحروب الاهلية .
وكثيراً ما تتطور الحرب الاهلية الى حرب عشوائية تخاض دون اي مراعاة لما اتفق عليه ضمن القانون الدولي . فمن المعالم المحزنة للحروب الاهلية انها غالباً ما تدوم طويلاً وان الطرفين فيها يستعملان العنف بشكل بالغ الشدة ودون اي تحفظ امام المواطنين المدنيين ففي الحرب الاهلية الامريكية قبل حوالي 150 عاماً قتل ما يقارب نصف مليون نسمة ، وكلفت هذه الحرب اكثر من 8 مليارات دولار ، كما ان عدد الجنود بلغ في اواخرها اكثر من مليون رجلاً . اما الحرب الاهلية الانجوليةالتي دامت قرابة 30 عاماً ولم تنتهي الا قبل سنوات قليلة فقد توفي فيها اكثر من مليون شخصاً . والمرعب ايضاً هو عدد الذين تجبرهم الحروب الاهلية على الهجرة من بلادهم فقد بلغ مثلاً عدد هؤلاء من جراء النزاعات خلال تفكك الدولة اليوغسلافية (السابقة) اكثر من 3,5 مليون نسمة .
وحسب القانون الدولي تعد الحروب الاهلية قضايا داخلية للدول التي تنشب فيها ولكن هناك ايضاً اتفاقية جنيف لعام 1949 والتي تحددت فيها مبادئ معاملة الاسرى والمصابين والمدنيين خلال الحروب وهذه المبادئ نافذة ايضاً في الحروب الاهلية وهي تشمل رعاية الاسرى ومعالجة المصابين والامتناع عن قذف المدنيين .
اما الصراع السريع والسليم نسبياً في سبيل التغيير الجذري للنظام الحاكم فلا يسمى حرباً اهلية بل ثورة . ومن السمات الخاصة للثورة انها تقم على اكتاف مجموعة منظمة من المجددين وانها تمتاز بمساندة عريضة بين المواطنين .
في بعض النماذج تم شرح حدوث الحروب الاهلية بسبب اهمية التغيير داخل الامة استناداً الى مثل هذا الفرض كانت الحرب الاهلية الامريكية بسبب القدرة الاقتصادية المتنامية للشمال بالنسبة الى الجنوب والحرب الاهلية الانكليزية بواسطة قدرة الطبقة المتوسطة المتنامية وتجار في الطبقة الارستقراطية والحرب الاهلية اللبنانية بواسطة اختلال الميزان الديموغرافي والسكاني .
تعتبر ظاهرة اللاجئين واحدة من الظواهر الرئيسية الناتجة من الحروب الاهلية بسبب ما ينتج عن هذه الحروب من مخاطر جسيمة على حياة الافراد من مناطق الصراع وايضا” بسبب ما تؤدي اليه تلك الحروب من تدمير للموارد الاقتصادية في الدولة ومن اشهر الحروب الاهلية في التاريخ :-
الحرب الاهلية في النرويج
حرب اونين في اليابان
الحروب الدينية الفرنسية
الحرب الاهلية الامريكية
الحرب الاهلية في روسيا
الحرب الاهلية الصينية
الحرب الاهلية الفيتنامية
الحرب الاهلية الكورية
الحرب الاهلية في كوستاريكا
الحرب الاهلية في لبنان
مما تقدم يمكن القول ان للحروب الاهلية اسباب عديدة فضلا عن تداعياتها الخطيرة من خسائر بشرية ومادية وتدمير الدول وخسارة ثروات هائلة وتراجع النمو الاقتصادي .