(الجزيرة الحرارية وأثرها على بيئة المدينة).
م.م سحر رعد هاشم المسعودي.
مفهوم الجزيرة الحرارية : يقصد بها الارتفاع الحاصل في درجة الحرارة فوق معدلاتها المسجلة في الإقليم او المناطق المجاورة ، إذ تبدأ ظاهرة الارتفاع الحراري بالنشوء عند دخولنا المدينة ، ثم تتعاظم كلما توغلنا فيها ، لتصل ذروتها في المنطقة المركزية او المناطق ذات الانشطة التي تزيد من درجة الحرارة كالنشاط الصناعي، وتأتي هذه الظاهرة نتيجة للنشاطات البشرية التي يمارسها الإنسان في المناطق الحضرية فضلاً عن تغييره لشكل سطح الأرض الطبيعي والتي تؤدي إلى إيجاد مناخ محلي فيها يختلف عما يجاوره في المناطق الريفية ، كما إن الزيادة في الكثافة السكانية تزيد من النشاط البشري باستعماله مصادر الطاقة المختلفة كالطبخ والتدفئة واحتراق الوقود واستعمال وسائل النقل فضلًا عن إنشاء المصانع والمعامل، إن هذه الاستعمالات المختلفة تزید من درجة حرارة المدینة مقارنة بالأرياف، يعد التلوث الجوي الى جانب درجة حرارة المدينة سببا اخر لتشكيل لمناخ الخاص بالمدن، فهو المصدر الرئيس للنوى المتكاثفة التي تكون الضباب وتزيد من عدد ايام الرذاذ فيها تعد الصناعة الصفة المميزة لمعظم المدن مما يعطي الى هواء المدينة تلوثا مضافا، ويجعل المناطق الحضرية، مصدرا كبيرا للمواد الملوثة وتتمثل معظم هذه الملوثات بالدخان  .
ويتلخص أثر الملوثات على اختلاف درجات الحرارة بين الريف والمدينة ما يلي:-
1- تعمل زيادة تركز الشوائب في جو المدن على رفع نسبة الاشعة الشمسية التي تعكسها او تنشرها وتبعثرها في الجو، وزيادة مقدار ما تمتصه من هذه الاشعة كما وتعمل على سرعة تكوين السحب ” وزيادة معامل انعكاسها للاشعة ، وتخفض من نسبة وصولها الى سطح الارض ونتيجة لذلك فسر الكثير من الباحثين انخفاض درجات الحرارة نهارا ، لبعض المدن عنها في الريف الى زيادة تلوث هواء المدن الذى يقلل من نسبة وصول الاشعة الشمسية اليه سنويا بحوالي ٢٢٪ عنها في الريف المجاور .
2-تؤثر زيادة ثاني اوكسيد الكربون في جو المدينة على رفع درجة حرارة وخاص في الليل ، حيث يقوم ثاني اوكسيد الكربون بدور يشبه البيت الزجاج ( Green houe) ، والذى يسمح بدخول اشعة الشمس قصيرة الموجات ويمنع الاشعة الارضية طويلة الموجات من الهروب ، بل ويعتدى جميع اشعتها.
3- تعرض الكثير من الاشجار في المدن الى الدمار بفعل الغازات السامة والامطار الحامضية أذ تعمل قلة الغطاء النباتي في المدينة على تقليل نسبة المستغل من الطاقة الشمسية في عملية النتح و التبخر و زيادة معامل الامتصاص فيها.
يمكن أن تلعب الهندسة الحضرية دوراً كبيراً في الحد من تأثير ظاهرة الجزر الحرارية من خلال مجموعة من الخطوات :-
1- إنشاء ممرات للرياح للتهوية وتوفير مزيد من المساحات الخضراء في المدنية.
2 – استخدام الألوان الفاتحة في البناء، إضافة إلى تصميم الأسطح النباتية للواجهات والزراعة الرأسية التي تعمل على تقليل الطاقة المستهلكة بوساطة عملية التبخر.
3 – يسهم الغطاء النباتي في عملية الخلط الرأسي للهواء، بحيث يرتفع الهواء الدافئ فوق الأسطح الصلبة.
 

شارك هذا الموضوع: