الزراعة الحضرية 
الية لأستدامة المدن 
     ان التحدي الحاسم في المستقبل القريب هو الحاجة إلى توفير إمدادات غذائية كافية لما يقدر بنحو تسعة مليارات شخص يعيش أكثر من نصفها في المدن، مع تقليل البصمة الزراعية على البيئة في نفس الوقت نحو هذا الاتجاه ، فإن الطرق البديلة لضمان إنتاج غذائي كافٍ ، دون الاعتماد على تكثيف الزراعة التقليدية هي طريقة  الزراعة الحضرية ، التي تُعرّف على أنها نشاط لأنتاج الغذاء داخل أو حول حدود المنطقة الحضرية .
        ويشير  المفهوم الى الجمع بين الزراعة في المناطق الحضرية واستخدام التكنولوجيا المتقدمة لإدارة هذه العمليات. بدلاً من الاعتماد على العمالة اليدوية التقليدية، يتم استخدام الروبوتات والأجهزة الذكية لزراعة المحاصيل ورعايتها وحصادها. هذا النهج يفتح آفاقًا جديدة لتحقيق الاستدامة في المدن، ويقدم حلولاً مبتكرة للتحديات التي تواجهها الزراعة التقليدية في المناطق الحضرية.
          كما تعرف الزراعة الحضرية بأنها ممارسة زراعة الأغذية وغيرها من النباتات في المناطق الحضرية. وهي تشمل مجموعة واسعة من الأنشطة، من الحدائق المنزلية الصغيرة إلى المزارع الكبيرة على أسطح المباني.
لماذا الزراعة الحضرية ؟
تهدف الزراعة الحضرية إلى :
 * زيادة الإنتاجية: يمكن للأنظمة الآلية العمل بشكل مستمر وبكفاءة عالية، مما يؤدي إلى زيادة إنتاجية المحاصيل وتقليل الفاقد.
 * استخدام الأمثل للموارد: تساهم هذه الأنظمة في استخدام المياه والأسمدة بشكل أكثر كفاءة، مما يقلل من التكاليف ويحافظ على البيئة.
 * زراعة على مدار العام: يمكن التحكم في الظروف البيئية داخل البيوت الزجاجية الآلية، مما يسمح بزراعة المحاصيل على مدار العام بغض النظر عن الظروف المناخية الخارجية.
 * توفير المساحات: يمكن استخدام أسطح المباني والجدران الرأسية لإنشاء مزارع عمودية، مما يزيد من مساحة الزراعة المتاحة في المناطق الحضرية.
 * جودة غذائية أعلى: تقلل الأنظمة الآلية من استخدام المبيدات الحشرية، مما يؤدي إلى إنتاج محاصيل أكثر أمانًا وصحة.
انواع الزراعة الحضرية:
 * المزارع العمودية: إنشاء مزارع متعددة الطوابق داخل المباني، باستخدام الإضاءة الصناعية والري بالتنقيط.
 * البيوت الزجاجية الآلية: التحكم في درجة الحرارة والإضاءة والرطوبة داخل البيوت الزجاجية لضمان نمو مثالي للمحاصيل.
 * الروبوتات الزراعية: استخدام الروبوتات لأداء مهام مثل الزراعة والري والحصاد وتقليم النباتات.
 * أنظمة مراقبة البيانات: جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالمحاصيل والتربة والبيئة المحيطة لتحسين عمليات الزراعة.
 * البستنة المنزلية: زراعة النباتات في الحدائق المنزلية وشرفات المنازل.
 * الزراعة الهيدروبولونية: زراعة النباتات في الماء بدلاً من التربة
التحديات والفرص:
على الرغم من الفوائد العديدة للزراعة الحضرية الآلية، إلا أنها تواجه بعض التحديات، مثل:
 * التكاليف المرتفعة: تعتبر تكلفة إنشاء وتشغيل هذه الأنظمة عالية.
 * الاعتماد على التكنولوجيا: أي خلل في الأنظمة التكنولوجية يمكن أن يؤثر سلبًا على الإنتاج.
 * نقص الخبرة: هناك حاجة إلى متخصصين في مجال الزراعة والتكنولوجيا لتشغيل وإدارة هذه الأنظمة.
الفرص:
 * خلق فرص عمل جديدة: تتطلب هذه التقنيات مهارات جديدة، مما يخلق فرص عمل في مجالات مثل الهندسة الزراعية وعلوم البيانات.
 * تعزيز الأمن الغذائي: يمكن للزراعة الحضرية الآلية المساهمة في توفير الغذاء الطازج والمغذي للسكان الحضرية.
 * تحسين البيئة المدنية: حيث تساهم هذه الأنظمة في تقليل التلوث وتحسين جودة الهواء داخل المدن.
* توفر عنصر الجمالية للمدن أو ماتسمى المدن الخضراء.
ختاما، تعد الزراعة الحضرية إستراتيجية تقدم حلاً واعدًا لمواجهة التحديات المتزايدة خاصة في مجال الامن الغذائي،استدامة البيئة الحضرية ، تقيل التلوث البيئي داخل المدن ويتم ذلك من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الزراعية الحديثة والبحث والتطوير، حيث يمكننا تحقيق مستقبل مدني أكثر استدامة ورخاء في مدننا اليوم

شارك هذا الموضوع: