الدور السياسي للمرأة: السيدة فاطمة الزهراء انموذجًا
م.م. زينب محمد ياسين عبد القادر/ كلية التربية للعلوم الإنسانية / قسم الجغرافية التطبيقة.
  تعتبر المرأة عنصرًا حيويًا واساسياً في بناء المجتمعات، وهن رائدات الأمة ولها دور مهم في جوانب الحياة كافة، بما في ذلك المجال السياسي وعلى مر العصور، وكما شهدت النساء تحولات هامة في مشاركتهن في العملية السياسية وصنع القرارات. 
   ولنا خير مثال في القران الكريم حول مشاركة المرأة في العملية السياسية ، إذ يتجسد في آية المباهلة ” فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْـمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ” (سورة ال عمران / الاية61)، فقد عمد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم إشراك المرأة في التمثيل السياسي ، متمثلة بالسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في اكبر لقاء ديني وسياسي وثقافي وإجتماعي وعلمي وتربوي في يوم المباهلة، تأتي هذه الرؤية من منطلق ان المرأة مكون رئيسي من مكونات المجتمع والأسرة وحتى الدولة لها حقوق وعليها واجبات ولها محددات حياة في لبسها وخروجها وعلمها وعملها وخطابها مع الآخرين وغير ذلك، فهي ليست عاراً وليست مجردَ أداةٍ لاشباع رغبات الرجل. 
   وفي منهجية محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومسيرته القرآنية، نجد ان من جاء بما ليس في القرآن فهو في ظلمات بعضها فوق بعض، يقول الله تعالى ” فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ، هنا ينفى الله تعالى تلك النظرية الجاهلية التي تصف صوت المرأة بأنه (عورة) “ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا” (سورة الأحزاب/الاية 32)، والتوجيه القراني بالقول المعروف هو في العمل والتحرك والتعامل مع الاخرين.
ومن تكريم الإسلام للمرأة أنه جعل نسل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من امرأة، وأسماها الكوثر، وأنزل فيها سورة الكوثر. وهذا يُعدُّ من أرقى منازل التكريم والتقديم للمرأة، حيث تصدرت المشهد في البقاء للذرية، وأيضًا في إيقاف الباطل عند حده، قال تعالى: “إن شانئك هو الأبتر” (سورة الكوثر /الاية 3). 
والمرأة الفاطمية تمتلك رؤية في البعد السياسي من الشريعة والبعد الاقتصادي، فأن الزهراء عندما طالبت بفدك كانت تعكس نظرتها العظيمة والواسعة والشاملة لكل جوانب الشريعة، فكما كان لاموال أمها خديجة رضوان الله عليها دورأساس في بناء الإسلام؛ فأن الزهراء كانت ترى من فدك أموالا لدعم الولاية والحفاظ على الاقتصاد الإسلامي والمسلمين من ان تكون مباحا بيد الملوك والحكام واعلانا لموقفها السياسي من أجل تحصين المجتمع الإسلامي اقتصاديا.
ولذا على النساء أن يستلهمن من تعاليم الإسلام العظيمة، وأن يسعين لتحقيق دورهن الفعال في المجتمع مع الحفاظ على كرامتهن وحقوقهن، فقوة المرأة تكمن في احترامها لذاتها وللآخرين، وفي قدرتها على مواجهة التحديات، كيف لا وهي تمتلك النموذج الارقى والانقى للاقتداء في الحفاظ على حرمة القيم الإسلامية التي تغذي المفاهيم الحياتية. 
 

شارك هذا الموضوع: