الجغرافيا في القران الكريم
م.م. زينب محمد ياسين عبد القادر / كلية التربية للعلوم الإنسانية / قسم الجغرافية التطبيقية.
يوجد في القرآن الكريم العديد من العلوم والمعارف، ومن أبرزها الجغرافيا، يظهر مضمون الجغرافيا في القرآن الكريم من خلال تأثير المكان في مجريات الأحداث التي وردت فيه، حيث يتحول السرد إلى وعي تاريخي يربط الحاضر بالماضي، مما يتيح استخلاص العبر، كما يقول الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (سورة يوسف/الاية 111)، فالمكان هو نقطة شروع الحدث الفعلي، فلا يقوم حدث ما الا من خلال مكان محدد، وهذا يؤكد حتمية أثر المكان، باعتباره أحد أهم عناصر تشكيل الحدث، مما يعطي انطباعا في سلوك وطبائع تلك الشخصيات، وهو ما يصب في محور الدراسات الجغرافية، فقد برزت في الميدان الجغرافي دراسات اثر المكان في سلوك الانسان تحت عنوان (جغرافية السلوك) والذي يبين فيه أهمية دراسة دور المكان مع جميع متغيراته في سلوك الانسان ،اذ أن الكثير من الظواهر المكانية والفضاءات العمرانية تتأثر وتؤثر في سلوك الافراد باختيار المكان، ويمكن القول ان الجغرافية مرتبطة بالثقافة والمكان مرتبط بالجغرافية ، والثقافة هي نمط الحياة كل انسان وفي كل زمان ومكان .
يؤكد القران الكريم في الكثير من الآيات والسورعلى حقائق ومفاهيم جغرافية، ابتداء من الأنهار والجبال والوديان والسهول و…الخ من أشكال سطح الأرض الذي يدرسه في الغالب الجغرافية ال طبيعية في محتواها؛ بهدف معرفة وتتبع القوانين الطبيعية على الأرض والهواء والماء هذا من جانب، ومن جانب آخر ، يبين القران الكريم تفاعل الانسان بين هذه المتغيرات الطبيعية والكائنات الحية منها على سبيل المثال لا الحصر: النبات والحيوان حتى الانسان ، حيث جاء وصف العديد من الاقوام والأمم التي سكنوا مناطق مختلفة وشاسعة على سطح الأرض منذ نشأة الكون وبدأ الخليقة ؛ ولما كان الانسان أعظم المخلوقات، ولأجله سيرت ماسواها من الخلق ؛ بما يميزه القدرة على التعقل (التفكر) ؛ ليعلل ويجد تفسيرا في الربط بين تلك المتغيرات ، وعليه ، كان من مهام دارسي الجغرافيا توضيح ما كان مبهما جغرافيا على اعتباره قائم على فهم التفسيرات المكانية Spatial explanation والتوزيعات المكانية Spatial distributions
ان الجغرافيا التي تنطلق من حقائق أساسية وهي الثنائية (الطبيعية البشرية) في دراستها، جعلها قادرا على تناول تلك المفاهيم القرآنية برؤية ودلالة جغرافية واضحة. صفوة القول: ان القران الكريم منظومة كبيرة في محتواها يمكن ان تجتمع مع العديد من التخصصات: جغرافيا، تاريخ، فلسفة، اخلاق ….. الخ، لكن لايمكن ان تجعل في واحدة منها، هي موجودة فيه ويملك ما يزيد عنها؛ لذلك يوضع في رفوف خاصة ولايوضع مع أي اختصاص اخر.