أنسنة المدن
يمكن تعريفها بانها عملية تهدف إلى إعادة تصميم المناطق الحضرية لتكون أكثر ملاءمة للإنسان وصالحة للعيش، وذلك بالعمل وتحسين جودة حياة الأفراد الساكنين في هذه المناطق فضلا عن تعزيز الأبعاد الإنسانية والاجتماعية فيها، سعيا منها الى تحقيق مدن مريحة وآمنة ومستدامة، لتحقيق التوازن بين الجوانب البيئية والاقتصادية في هذه المناطق، ومن أبرز اهتماماتها وأولوياتها في تلبية احتياجات السكان بمختلف فئاتهم، وبعبارة أخرى إعطاء الأولوية لاحتياجات الأفراد والمجتمع بدلا من الاكتفاء بالتركيز على البعد العمراني.
فان أنسنة المدن هو مصطلحا مهما وحيويا يسعى لجعل المدن تكون اكثر ملاءمة وانسجاما لساكنيها فتجعلهم يشعرون فيها بان الخدمة والخدمات في هذه المناطق الذي يسكنون فيها هي صديقة لهم وليس مجرد مكانا يسكنون فيه، بل يقدم لهم الخدمات التي تسمح لهم وتمكنهم من الاستمتاع بحياتهم وكما انها تهدف لتطوير امكانياتهم، وبمعنى اخر ان يكون البعد الانساني بارزا في جو المدينة ولكي تكون المدينة اكثر راحة لحياة الانسان، ومن الامور التي تهتم بها او تسعى اليها أنسنة المدن, تصميم مدن شاملة توفر بنى تحتية تلبي حاجات المجتمع، بما في ذلك كبار السن، الأطفال، وذوي الإعاقة، وكذلك تسهيل الوصول إلى الخدمات العامة مثل المستشفيات والمدارس، فضلا عن توفير مسارات للمشي والدراجات وإنشاء ساحات عامة وحدائق تشجع على التفاعل الاجتماعي، كما الهدف من زراعة الأشجار والنباتات في المساحات العامة وتقليل التلوث وتحسين جودة الهواء في المدينة هو لتعزيز الصحية البيئية، ثم انها لم تنس تصميم مباني تعتمد على الكفاءة في استهلاك الموارد واستخدم الطاقة المتجددة والنظيفة، بغية تحقيق الاستدامة البيئية، فضلا عن انها تعمل على تحسين شبكة طرق النقل واستدامتها كي تكون اكثر سلاسة وسلامة لتنقل الانسان داخل المدينة بما يوفر له الراحة الكاملة، ومن الأمور والاهداف المهمة لأنسنة المدن هو زيادة الروابط والتواصل بين الناس ومن هنا يمكن القول ان انسة المدن تهدف لجودة الحياة في المدن وتقدم الرفاهية للإنسان ومن هذا فان هناك من يقول ان المدينة الإنسانية تتبنى بعضا من القيم والمبادئ والتي منها الاستدامة والألفة والتعاطف والرفاهية والجماليات والتضامن والاحترام والترفيه بما يلبي حاجات الانسان بكل يسر داخل المدينة.