اصل تسمية مدينة سلمية السورية
 
اعداد
ا.د. حيدر محمد عبد الله الكربلائي
تعد مدينة سلمية من مدن بلاد الشام  والتي اختلف العلماء والمؤرخون القدامى منهم والمحدثين في تحديد نشوئها وقدمها  فيذهب البعض إلى إنها كانت عامــــــرة أبان ( العصر السومري),  ثـــم خـــــضــعت بــــعد ذلـــــــك للـــــــحكم ( الأشوري )، مــــدة مـــن الزمـن وبـــسيطرة ( الآراميون ) على مـدن بلاد الشـــــام ضــــــموها لإحدى المــمالـــــك الخــــــاصة بـهم .مـــــن ( مملكة حماة ) وأصبحت تابعة لسيطرتهم .
غير إن الأشوريين لم يقفوا مكتوفي إلإيدي تجاه ما قام به الآراميون من سيطرة واستحواذ على ممتلكاتهم ، فقاموا بحملة كبيرة استطاعوا خلالها السيطرة على مملكة حماة وتدميرها ، ونال هذا الدمار مدينة سلمية الخاضعة لهذه المملكة .
 بعد إن خاضوا عدة معارك حققوا فيها السيطرة التامة على مدن بلاد الشام الباقية وأصبحت هذه المدن ومنها سلمية تحت الحكم الأشوري, وقد أنتجت هذه الحروب الكثيرة والمتكررة على منطقة سلمية تدهور وتهديم هذه المدينة حالها حال باقي مناطق بلاد الشام خلال هذه الفترة من الزمن ، وبقيت هذه المدينة تشكوا من الخراب والدمار حتى بــــداية ( العـــصر السلوقي ) ، وبسيطرة السلوقيين على بلاد الشام واتخاذها كقاعدة تجارية أصبحت من المناطق التجارية المهمة لوقوعها على الطريق التجاري وبقيت على هذا الحال طيلة الحكم السلوقي ، وبسيطرة (البيزنـــطيين) على مدن بلاد الشام غدت سلمية من ابرز وأهم المراكز المسيحية إلا إن هذا النعيم لم يــــــدم طـــــويـلا فقـــــد قــــام الفرس ســـنة ( 547م ) ، من تخريب وهلاك هذه المديــــــــــــنة وأصـــــبحت مدينة خاوية على عروشها إلا إنها استعادت نشاطها في العصور إلاسلاميه على يد الخليفة عمر بن الخطاب  سنة 15هـ.
اما تسمياتها فقد وردت لفظة سلمية بتسميات عدة فاللغويين أسموها حسب تفسيرهم اللغوي، والجغرافيون أطلقوا عليها بعض المسميات حسب طبيعة المرتة الجغرافية ، فضلا عن إلادباء والشعراء ونذكر هنا التسميات التي أطلقت على مدينة سلمية وهي : – 
1- يرى البعض إن اسمها ( سَلَمْيةِ ) بتخفيف الياء بقولهم : (( بفتح أوله و ثانية ، وسكون الميم وياء مثناة من تحت خفيفة )). 
في حين يرى إن البعض سماها ( سَلَميّة ) بتشديد الياء بقولهم : (( بفتح السين المهملة وإلام ثم ميم ومثناة تحتية مشددة وهاء في الأخر )) ، ومعناها هي عقيدة تنفي إي مبرر للحرب وتعد إن كل النزاعات يجب إن تحسم بطريقة سلمية ، وقد أوردها بهذا ألاسم الشاعر أبو الطيب المتنبي  بقوله : (( تراها في تسلمية مســـيطراً )) .
2 – سالمياس :- وهو اسم أطلقة ( اليونان والرومان ) على هذه المدينة .وذلك تخليدا لانتصاراتهم في معركة (سالميس)  ، التي حدثت بين اليونان والفرس سنة (480 ق.م ) بقيادة ( تمستوكل ) ، أو نسبة إلى بلدة سالميس المشهورة لدى اليونانيون   . 
3-   سلم مائة : – يذكر ياقوت الحموي (ت 626هـ / 1225م ) ، إن سبب تسميتها بهذا ألاسم إنه عندما نزل بأهل المؤتفكة العذاب وسلم منهم مائة نفس من العذاب فسميت المدينة ((سلم مائة ))   بقوله : ((إن اسمها مشتق من كلمة سلم مائة ، نسبة للمائة رجل الذين نجوا من الموت على يد المؤتفكة ، فنزحوا إلى سلمية فعمروها وسكنوها وتحرفت الكلمة على مر الزمان وانقلبت إلى سلمية ، بفتح أولــــه وثانية وســكون الميم وياء مثــــناة مـن تحــــت خفـــــيفة)) ،ويضــيف قائلا : (( وبها المحاريب السبعة ، يقال تحتها قبور التابعين وفي طريقها إلى حمص قــــــبر النعمان بن بشير  . 
وقد ارو ردها ألبلاذري ( ت 279هـ / 892م) ، باسم ((سلم مئــــة أو ســـلمية ))  ، بقوله : (( خرجوا منها ، فبنوا لهم مئة بيت فسميت حوزتهم التي بنوا فيها مساكنهم سلم مئة  ، ثم قال الناس سلمية )).
وقيل إن اسم هذه المدينة هو اسم رومي قـــديم وذهب بهذا الرأي ابن سهم إلانطاكي (ت 243 هـ / 857 م )، ومن خلال استقرائنا للنصوص التي وردت في أعلاه يتبين لنا إن اسم هذه المدينة هو (سلمية )  وإن أهل الشام لا يعرفون هذه المدينة إلا بهذا ألاسم   .     

شارك هذا الموضوع: