مخرجات كليات التربية ومتطلبات سوق العمل
 
       المحت في مقال قبل سنوات عدة الى ضرورة اعادة النظر في مناهج كليات التربية لتلاءم متطلبات سوق العمل المتجددة بصورة متسارعة تبعا للمتغيرات العلمية والتكنولوجية التي شهدها العالم ، إذ احدثت تلك المتغيرات قفزات في أسلوب الحياة في مختلف الميادين  ، لذا بات من الضروري احداث التغيرات المطلوبة في مخرجات كليات التربية  على وفق ما تتطلبه سوق العمل التي تغيرت عما كانت عليه قبل عقود عدة . 
     وتبعاً لما تقدم ولأجل احداث التغيير المطلوب في مخرجات كليات التربية بات لزاماً احداث تغيير في البنى التحتية العلمية للكليات المذكورة لتتغير على وفقها مخرجاتها ، وهو ما يتطلب إعادة النظر في المناهج وإعادة تأهيل الكوادر التدريسية من خلال زجهم بدورات تدريبية وورش عمل لهذا الغرض .
   ان المتتبع لبرامج او مناهج كليات التربية يجدها تتسم بدرجة كبيرة من التقليد وعدم المرونة ، لأنها أعدت لأجيال سابقة ، وأعد على وفقها مئات الآلاف من الطلاب منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي ، ولازالت الى يومنا هذا هي البرامج نفسها من دون تغيير ملحوظ ، مع ضرورة الالتفات الى وجود بعض الاستثناءات  في هذا المجال . اذاً  فلا تستطيع كليات التربية والحال هذه تلبية متطلبات سوق العمل إلا بشكل محدود .
 
      وعليه  هنالك حاجة ملحة لإدخال مناهج دراسية تتسم بالحداثة والشمول والعمق المعرفي المواكب للتطورات العلمية ، لكي تكون كلياتنا قادرة على الاستجابة الإيجابية للتحديات الحالية ، ولتلبية متطلبات سوق العمل المتجددة ، وهم ما تم الإشارة اليه مسبقاً ونعيد تأكيده اليوم .
     أ .د . رحيم عبد الحسين عباس     
  • جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الإنسانية../ .قسم التاريخ
 

شارك هذا الموضوع: