أصحاب أهل الكهف القسطنطينية
أ.د. عباس جبير سلطان التميمي
ومن مشاهدات الأورينسي في بلاد نيقية التابعة للقسطنطينية، وكانت هناك مدينة تعرف بأفسين وهي مدينة أصحاب الكهف، أي أنهم ينحدرون من هذه المدينة. أما مكان مثوى هؤلاء الشهداء فيقول الأوريسي: “وأما اصحاب الكهف فهم في كهف برستاق بين عمورية ونيقية، وهذا الكهف هو في جبل علوة أقل من ألف ذراع وله سرب من وجه الأرض كالمدرج ينفذ إلى الموضع الذي فيه أصحاب الكهف وفي أعلى الجبل كهف شبيه بالبئر ينزل فيها إلى باب السرب ويمشي فيه مقدار ثلاثة مائة خطوة ثم يفضي منه الى ضوء وهناك رواق على أساطين منقورة وفيه عدة أبيات منها بيت مرتفع العتبة مقدار قائمة عليه باب حجارة منقور وفيه موثى وهم أصحاب الرقيم وعددهم سبعة وهم نيام على جنوبهم فانية جسومهم، وهي مطلية بالصبر والمر والكافور، وعند أرجلهم كلب راقد في استدارة رأسه عند ذنبه ولم يبق منه إلا القحف وأكثر أعظمه باقية حتى لا يخفى منه شيء”.
وهناك كهف مشابه لهذا الكهف فيه كذلك سبعة من الأموات مع كلبهم ويقع، هذا الكهف في اسبانيا، وتحديداً في منطقة لوشة و قد زارهُ الادريسي ليطلع على حقيقة هذا الأمر جاء فيه: ” ووهم أهل الأندلس في أصحاب الرقيم حين زعموا أن أصحاب الكهف هم الشهداء الذين هم في مدينة لوشة، قال الادريسي: رأيت القوم في هذا الكهف عام 510 هجرية فنزلنا إليهم على فم بئر عميقة نحوا من قامة وزائد ثم مشينا فيه في سرب فيه ظلمة خطوات قلائل ثم أتسع الغار فألفينا هناك الموتى وهم رقود على جنبهم وعددهم سبعة وعند أرجلهم كلب ملتو وقد ذهب لحمه وجلده وبقيت عظامه في فقاراته كما هي في الحياة ولا يعلم أحد في أي زمن دخلوا هذا الكهف أو دخلوا إليه وأول رجل يلفي مهم له خلق عظيم وله رأس كبير، وأهل الاندلس يقولون إن هؤلاء القوم الذين في هذا الكهف موتى هم أصحاب الكهف والصحيح إن أصحاب الكهف هم الذين قدمنا ذكرهم”.