فلسفة الإدارة بين النظرية والتطبيق ..  دكتور شندوخ إنموذجاً
                                                  أ.د. عباس جبير سلطان التميمي 
تعودنا في النظام الإداري العراقي وضمن قوانين الإدارة وفلسفتها منذ أن وضع القانون الإداري العراقي 7/1/ 1990 كقانون مستقل عن القوانين الأخرى بعد أن كان ضمنا  ،  أن يكون رقم واحد في هرم المؤسسة أن يتمتع بصفات النجاح وقد لخصها فقهاء الإدارة بهذه الصفات منها ” المرونة، والقدرة على التعامل مع التغيرات والتقلبات المختلفة،  الحنكة، وسرعة البديهة، والذكاء للتعامل مع كافة المشكلات،  أن يكون قدوة لغيره بالسمعة الحميدة والأمانة،  الهدوء والاتزان في التعامل مع الأفراد والعوائق واتخاذ القرارات السليمة” ، ولا يمكن لأي أنسان أن يتصف بكل هذه الصفات الطوبائية أو التعجيزية ، ولكن أن تتوفر به أكثر هذه الصفات فهو المطلوب ، لان البشر ليس معصومين من الخطأ وقول الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) أكبر دليل على ذلك ” كل بني ادم خطاء ، وخير الخطائين التوابين ) . 
  أضافة إلى ما ذكر من صفات هناك أمور أخرى ربما تغاضى عنها فقهاء الإدارة وهي يجب أن لا تكون قيادة الإدارة من نفس البيئة الذي يعيش بها أفراد المؤسسة ؛ ( الزمان والمكان ) أي يكونان مخلفتين الرئيس والكوادر  ،  وهي ركن من أركان. فلسفه الإدارة ،  وهو ليس انتقاصاً في حد ذاته أو تطرفاً أو غلو ،  وإنما  أن يكون بمثابه وسط الميزان أو لسان الميزان الذي لا يميل لا  للكفة اليمين ولا لكفة الشمال  لتتحقق العدالة المنشودة بين أفراد المؤسسة . حيث أن هذا الشخص  الذي جاء إلى ترأس المؤسسة علاقته مع محيطه من كوادرها ليست هناك علاقه ومعرفة مسبقة أو  هناك محاباة  أو مجاملات بقدر ما تكون علاقات عمل  وانتظام. ومحاسبه في حالة التقصير أو الخلل وأيضا شيء آخر هو المسافة التي تفصل الطرفين ؛ ولا يعني الفصل الانعزال  بل من أجل تنفيذ الأوامر التي تدخل في صميم عمل المؤسسة . 
  ومن هنا فان الاختلاف. البيئة واختلاف الثقافة المكانية له. فوائد كثيره تدخل في سياقات وصميم العمل في المؤسسة  ونظامها . إضافة إلى ذلك إخراج المؤسسة. من حالة السبات والملل والروتين والتصرفات الشخصية والسلوكية والمزاجية والصبيانية التي ليس لها علاقة بعمل المؤسسة وقوانينها وأنظمتها وهدف عملها ووجودها إلى حالة الأبداع والرقي من حيث أن المترأس الجديد المختلف ( مكاناً وزماناً) على الإدارة ،  فقد جاء بأفكار وقيادة  وسلوكيات  وثقافة تضيف إلى المؤسسة الكثير من الأفعال والأعمال والتطور وخاصة اذا كان المترأس لدية خبرات تراكمية في الإدارة ومطلع على احدث أعمال الإدارات  وأساليبها الحديثة .
   الأهم في الإدارة الجديدة التي تولت المؤسسة خلفاً لمن سبقها؟ تحاول أن تثبت وبرسوخ  أنها جديرة بالقيادة  في كل مفاصلها لإنجاح مهمتها الموكلة إليها وهو نوع من التحدي للنفس وخاصة أذا كان المحيط مختلف في كل تفاصيله .  
أن ما قامت به وزارتنا، وزاره التعليم العالي والبحث العلمي الموقرة ،  ولأول مرة وبعد سنون طويلة ،  من اختيار شخص  من خارج المحافظة التي توجد فيها المؤسسة ،  ومن جامعه أخرى لتعيد لطريق فلسفة الإدارة قوانينه التي متسلسلة ومترابطة وبذلك فأن عملها واختيارها  هو طريقها الصحيح ، ويتمثل اختيارها  النموذج الذي سوف  تبنى عليه صور مطابقة لهذا النموذج ، وهو الغاية المنشودة لتصيح مسار التعليم العالي في العراق  وإصلاح ما خربته المجاملات وضعف الشخصية والتكتلات الذي أدى إلى انهيار الكثير من القيم الجامعية الرصينة أضافة إلى الضعف العلمي بين الطلبة والذي أدى إلى الابتعاد عن المعرفة والبحث والأبداع وأصبح الطالب أشبه بدمية صامتة  في صف جامد  من الحركة  .
أن نموذج الذي طبق في جامعه كربلاء، وتحديداً في كلية التربية للعلوم الإنسانية  من خلال اختيارها لشخص يتصف بكل الصفات ”  الإنسانية والمعنوية. والإدارية والمتمثل بالشخص الأستاذ الدكتور : هادي شندوخ. حميد السعيدي ، يعد نموذج الأصح على مستوى الإدارة ، فبعد سبات طويل ووضع غير مستقر للإدارة والقيادة.       فالأستاذ الدكتور شندوخ قد دمج تجديد والحداثة في أدارة الكلية التربية للعلوم الإنسانية ،  من خلال الأفكار الحديثة والمتطورة وتطبيقها في عمل وإدارة  الأقسام الكلية المذكورة أنفاً.  
       فقد ادخل الدكتور شندوخ  عما يسمى بالإدارة الإلكترونية  في التعامل مع جميع أساتذة الأقسام،  إضافة إلى تشجيعه لمعرفه العلمية والإبداعية ،  من خلال حث  الأساتذة، على كتابه المقالات العلمية والأفكار التي تطور العمل التربوي سعياً للرقي  وفريغ ما يسكن تلك الأدمغة من جواهر وتراكمات وخبرات ، لبيان ثقافة الأستاذ وقدرته المعرفية. وهذا غير موجود فيما سبقه مما تسنم منصب رئاسة الكلية  وهذه أضافة تضاف إلى اختيار وزارة التعليم العالي لهذا النموذج من التجربة الإدارية.   
  أن الثورة النهضوية التي يقودها الطائر السومري .أ.د.  شندوخ.. وخلال ما لاحظناه وشاهدناه أن كلية التربية  للعلوم الإنسانية بأقسامها الخمسة والتي تهد من أضخم الكليات ،  سوف تخطو خطوات كبيرة على درب الثقافة والمعرفة ليس فقط على مستوى الوطن  بل ستحلق إلى مصاف الإقليمية المتطورة خلال  فترة القصيرة. وذلك بفضل أختار وزارتنا أضافة إلى ما يتمتع به الدكتور شندوخ ،  وعليه. فان هذه التجربة الذي استفاقت وزارتنا من غيبوبتها بعد سنوات طوال منذ سقوط النظام  تعد ناجحة وستبان  نتائجها  على المدى القريب  وستكون  نموذج لقاعدة انطلاق إلى جميع مؤسساتنا العلمية من خلال اختيار المختلف في المكان والزمان للقيادة ، لنقلل من الأزمات والتكتلات والظلم  وضياع حقوق المبدعين وتجاهلهم والتخلص من أمراض السيطرة والغرور أضافة إلى وضع شخص لا تتوفر به أبسط مقومات القيادة إلى قيادة كلية ضخمة  بأقسامها الخمسة العملاقة ، وقد دفع كثير من الأساتيذ ثمن ذلك من خلال هجرتهم إلى جامعات أخرى بالرغم من اختصاصاتهم النادرة والتي تفتخر الجمعات بانتساب هؤلاء لها ، بسبب ضعف وصبيانية  واختلال بالعقل لدى رئيس الكلية    .   
   فالدم الجديد ينعش جسد المؤسسة وينعش الحركة ويرفض الروتين والقولبة في جسد المؤسسة على شرط أن يكون مختلف في الزمان والمكان .  

شارك هذا الموضوع: