جامعة كربلاء-كلية التربية للعلوم الانسانية –قسم التاريخ
اهتم الانسان المصري بتسريحات الشعر للرجال والنساء ولكن للنساء بشكل اكثر للتمييز فيما بينهم, لذا كانت تسريحة الشعر واغطية الرأس من اساسيات الهوية الاجتماعية , حيث وضعت اغطية الرأس منذ زمن الدولة القديمة , واستمرت طول التاريخ المصري واستمر تصوير الحكام وهم يرتدون تلك الاغطية حتى العهدين اليوناني والروماني وعادة ما يتم تثبيت ذيل الثوب بالغطاء الذي اعتبر من العناصر الرئيسية للملابس الملكية لأنه يرمز للقوة والخصب ويتم تثبيت الغطاء عن طريق حزام وهو عبارة عن شريط طويل وضيق من النسيج يلف حول الخصر ولإضفاء مزيد من الزينة على الملبس.
وعرف المصريون صناعة الغزل والنسيج مثل الكتان ثم صناعة الخيوط التي استخدمت منه ففي لوحة الملك مينا في المتحف المصري, يرتدي التاج الابيض رمزا للشمال ويقبض على رجل من الاعداء يرتدي ملابس من النسيج ايضا , واستخدموا كذلك الياف النخيل كحشوة داخلية لتصفيف الشعر وجعله اكثر نضارة , واستخدموا الكتان كأساس للشعر المظفر في حين تم العثور على شعر مستعار مكون بالكامل من خيط اسود مثبت في لولبيات ضيقة على رأس بعض ملكات مصر.
وعثر الباحث دبليو فلندرز بيتري في عام 1888 م على باروكة سوداء في مصر والتي اصبح وجودها مهما في ذلك العصر لإخفاء الشعر الاصفر لبعض الاقوام الموجودة في مصر القديمة ولمساعدتها على الاندماج في المجتمع المصري .
واغطية الرأس تشمل القبعة والقلنسوة والخوذة والشعر المستعار والحجاب وربما تقع فوق الغطاء الرتبة او المهنة وقبعة الحرب المصقولة , وفي الاسرة الرابعة استخدمت المرأة الشال الذي ظهرت به وهو يغطي الكتفين والذراعين واستخدموا الجلد والالوان في صناعتهم لهذه الاغطية المتنوعة.
وكانت تسريحات الشعر القصيرة هي الرائجة ولجميع النساء بغض النظر عن الطبقات المجتمعية وان شعارات الملكية قبل توحيد الملكية كانت منفصلة بالنسبة للتاج الذي يرتديه الملوك حيث كان هناك التاج الاحمر التاج الأحمر (دشرت) لمصر السفلى وللأرض الحمراء الصحراوية على جانبي وادي النيل, اما التاج الأبيض أو بالمصرية القديمة (حدجت) هو تاج صعيد مصر الفرعونية منذ عهد ما قبل الأسرات وبعد التوحيد ظهر التاج المزدوج والذي يظهر رمز الافعى الكوبرا واضحا فيه .
وفي الدولة الحديثة كانت ترتدي المرأة باروكة تنسدل منها خصل الشعر على جانبي رأسها , وفوق الشعر المستعار مخروط مرتبط بالرأس وتصنيف المرأة بهذه الطريقة كان تمييزا للمرأة الصغيرة عن الكبيرة.
وفي منظر يعود لمقبرة مصرية يبين ارتداء باروكة قصيرة اثناء مراسيم دفن الميت , وفي سنة 1504 ق.م اصبحت الملكة حتشبسوت في سن الثالثة والثلاثون اول امرأة ترتدي التاج المزدوج (البشنت) ولم تقع اي حرب خلال حكمها واثبتت سيادتها من خلال اعداد وتمويل مشروعات عامة ضخمة لترميم العابد والاثار, وغطاء الرأس كان له مكانه مهمة للملك عند خروجه امام الناس وخاصة في المناسبات الدينية وطقوس الآلهة .
المصادر
عبد الحليم نور الدين, الملابس والازياء في مصر القديمة, مجلة تراث مصر, العدد الرابع , دار الحضارة للنشر والتوزيع, 2009
ﻋﻣﺭﻭ ﺣﺳﻳﻥ ﻋﺑﺩ ﺍﻟﻌﺎﻝ, الملابس في مصر القديمة, 2010
3-Geoffrey John Tassie, The Social and Ritual Contextualisation of Ancient Egyptian Hair and Hairstyles from the Protodynastic to the End of the Old Kingdom, UNIVERSITY COLLEGE LONDON press,2008
4-Galal Ali Hassaan,Ladies Headdress in the Old, Middle Kingdoms, Third Intermediate and Late Periods,International Journal of Computer Techniques,Volume 3 Issue 4, 2016