دور التنمية المستدامة في الحفاظ على حضارات العالم القديم
م.م زينب حمود كزار
كلية التربية للعلوم الانسانية
جامعة كربلاء
  يتناول هذا المقال  ” التوعية الأثرية ودور المواطن العراقي  في الحفاظ على الاثار القديمة ” من خلال تحديد الأسباب التي تختفي وراء ضعف الوعي الأثري لدى بعض الأفراد، وكيفية الارتقاء بهذا الوعي بالاستعانة بكافة مؤسسات التنشئة الاجتماعية منذ الطفولة المبكرة، مع التركيز على دور كل من الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ودور العبادة وغيرها …. بتدعيم الهوية لدى الفرد وتعزيز الانتماء للوطن ، والذي من شأنه تقوية الرابطة بين الطفل وبلده، مما يولد الحب الذي يشجع على المحافظة على كل ممتلكات الوطن والدفاع عنه.
   يشير مصطلح الآثار إلى كلّ ما يعود إلى العصور والعهود القديمة التي تعاقبت على منطقةٍ معيّنة من الأرض، ومن هنا فإنّ الآثار تنتشر في مختلف بقاع العالم , غير أنّها تتفاوت في كمياتها من منطقةٍ إلى منطقة أخرى تبعاً لتفاوت حجم وعدد الحضارات التي تعاقبت على بقاع الأرض المختلفة. الدولة التي تتوافر فيها كميات كبيرة من المعالم الأثرية تعتبر دولةً حضارية ذات تاريخ عريق، ممّا يدلّ على أن هذه الدولة لطالما كانت محطَّ أنظار الأمم الغابرة؛ نظراً لما تحتويه من كنوز وموارد طبيعية لا تقدر بثمن، أو بسبب موقعها الاستراتيجي في بقعة حسّاسة من الأرض ، أو ربما بسبب قربها على مناطق أخرى أكثر أهميّةٍ
اهمية الآثار 
1- تساعد الباحثين والمتخصّصين على فهم الماضي، ومعرفة طريقة حياة الأمم البائدة، وكيف تطوّر الإنسان عبر التاريخ. 
2- كما وتُعرف الآثار المتخصّصين على تطور المعتقدات الإنسانية فيما يتعلّق بالأمور الوجودية، والدينية، والمشاعر الإنسانية بكافّة أنواعها، وما إلى ذلك مما شكّل جدلاً كبيراً لدى الإنسان في كلّ زمان ومكان. تأتي مصدقةً لما ورد من أخبار في النصوص الدينية، وبالتالي زيادة الإيمان والثقة بالله تعالى، ولا تزال المكتشفات الأثرية تؤدّي يوماً عن يوم هذه المهمة باقتدار كبير. 
3- تساعد على فهم الأجواء والخلفيات التاريخية التي نزل النص الديني فيها، ممّا يُساعد إنسان اليوم على تفهم الغاية من أوامر الله تعالى ونواهيه بشكل أفضل. 
4- تعمل الآثار على الارتقاء بمكانة الدولة الموجودة فيها من الناحية السياحية وبالتالي من الناحية الاقتصادية؛ فالكثير من الدول اليوم تعتمد على معالمها الأثرية من أجل تثبيت نفسها على الخارطة السياحية في العالم.
سياسات الحفاظ على المناطق الاثرية
1- الوقاية : ويقصد بها الحماية التي توفر للموقع الاثري من خلال التحكم بالبيئة المحيطة ومنع تنشيط عوامل التلف من رطوبة وحرارة , واتخاذ التدابير اللازمة لمنع الحريق والسرقة والتحكم باعداد الزوار وحركتهم
2- الحفاظ على الاثار: وهي عملية تهدف الى المحافظة على الموقع الاثري باستعمال عناصر الوقاية وكذلك اجراء الصيانات المهمة للموقع الاثري.
3- التقوية : اضافة او تطبيق لواصق الى المادة الاولية الاصلية للبناء عن طريق عملية الحقن داخل البناء.
4- الترميم: وهي عملية تخصصية مهمة تهدف الى المحافظة على قيمة الاثر عن طريق الابقاء على المواد الاصلية واستخدام اسلوب علمي في معالجة اي خلل يعتريها
5- التاهيل: وهي عملية استخدام التصليحات والترميمات المناسبة والمطلوبة في الموقع دون المساس بهويته او قيمته الاثرية
ان الحفاظ على الاثار من قبل المختصين يجب ان يكون مراعيا لنقطتين اساسيتين:
1- الحفاظ المعماري: وهو عملية حماية المواقع الاثرية واصلاحها وترميم التشويهات الحاصلة بها مع مراعاة خاصيتها التاريخية
2- الحفاظ الحضري: ويعني الادارة الصحيحة التي تحدد ستراتيجيات حماية النسيج الحضري ذو الطابع الاثري
اهداف الحفاظ على الاثار:
– الاهداف الجمالية والرمزية: من خلال حمايتها من عوامل التدهور, والحفاظ على المدن من خلال المحافظة على مبانيها الاثرية, وكذلك العمل على ايجاد الاتساق بين المباني الاثرية والمعاصرة
2-الاهداف التاريخية والثقافية : وتكون بنقل المعاني والدلالات الحضارية من جيل الى اخر, وعدم عمل فجوة في المدن التي تحوي اثار من خلال عدم اتساق التسلسل الزمني لابنيتها
3- الاهداف الاقتصادية: من خلال السياحة وتمويل برامج حماية وحفظ الاثار لديمومة الموارد المالية لها
4- الاهداف الاجتماعية: تنمية الوعي لدى المجتمع باهمية جذوره التاريخية وتشجيع برامج المشاركة الشعبية في المحافظة على الاثار.

شارك هذا الموضوع: