العنف ضد المرأة (أسباب العنف ومظاهره ،المواثيق الدولية المعاصرة لحقوق المرأة)
م.م. إسراء محمدعلي كسَّاب 
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية 
يرتبط العنف ضد المرأة إرتباطا وثيقا بعلاقات القوى غير المتكافئة بين الرجال والنساء والتميز القائم على النوع الإجتماعي ، حيث تتعرض المرأة في المجتمع لضغوط كبيرة ومن جهات عديدة ،وكلما زاد التخلف وقل الوعي ،كلما زادت الضغوط عليها وتنوعت مظاهرها ووسائلها .
لكن يبقى أخطر أنواع هذه الضغوط المُمارسة عليها من قبل أسرتها والتي يُفترض أن تكون مصدرا للحماية والأمان والحنان ، لهذا أن ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتنا ستبقى ظاهرة تستحق الدراسة والتأمل والتحليل للوقوف على أسبابها وكيفية معالجتها والقضاء عليها .
ومما لاشك فيه  أن العنف ضد النساء هو نتيجة للتراكمات التأريخية غير العادلة بين الرجال والنساء وهو أحد الآليات الإجتماعية الحاسمة التي أدت الى التنازل عن حقوقها ، وما الإعتراف الدولي بهذه القضية إلا نتيجة لسنوات من العمل على جميع الأصعدة والتي من أهمها المؤتمرات الدولية ومواثيق الأمم المتحدة.  
وقبل التطرق الى المواثيق الدولية لحقوق المرأة لابد من الوقوف أولا على أسباب العنف ضد المرأة  والتي سنصنفها في ثلاث سياقات أساسية :
  1. السياق العائلي: أن الخلافات الزوجية وسوء العلاقت داخل الأسرة وتفككها وضعف وعي أطراف العلاقة الزوجية بحقوقهم وواجباتهم تعد من أهم أسباب العنف وفي هذا الإطار توصلت دراسات عبر ثقافات متنوعة الى أنه يُنظر للعنف بإنه حق للزوج لتقويم الأخطاء التي ترتكبها الزوجة !، وأن القيم  السائدة في المجتمع تتضمن قبول اللجوء للقوة من اجل تحقيق تلك الأدوار المرسومة مجتمعيا. 
  2. السياق المجتمعي: أن المكونات الثقافية والعقائدية مشجعة للعنف ضد المرأة والتي تترجم فيما بعد على شكل قواعد قانونية .
  3. السياق القانوني: يمثل التقاعس الذي تمارسه الدولة بسلطاتها خاصة التشريعية حين تمتنع عن سن تشريعات او تعديل القوانين القائم منها  وجها اخر للتشجيع على العتف ضد المرأة ،ممايثبط عزيمة المرأة عن طلب الدعم والحماية من الدولة ، فضلا عن أن طبيعة المرأة وضع شخصيتها في المجتمعات الذكورية سبب اخر يحول بينها وبين اللجوء الى وسائل الإنصاف .





أشكال العنف ضد المرأة :
  1. العنف الجسدي. 
  2. العنف الجنسي.
  3. العنف الإجتماعي.
  4. العنف الألكتروني  والذي تتمثل مظاهره بالإبتزاز الألكتروني ،القذف بالسوء، كل عبارات الإحتقار والتسلط، السخرية ،النعت بالعاهات والخصائص الجسمية،الوصف بالجهل وسب الأقارب.
 
أبرز  المواثيق الدولية الأساسية للحد من العنف ضد المرأة:
يعد  ميثاق الأمم المتحدة الذي اعتمد في سان فرانسيسكوسنة 1945 اول معاهدة دولية تشير في عبارات محددة الى عبارات التساوي بين الجنسين ، تلا هذا الميثاق وفي سنة 1948 الإعلان العالمي لحقوق الأنسان ، وقد ظهرت إتفاقية غاية في الأهمية وهي إتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة التي إعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1979 ودخلت حيز التنفيذ عام 1981 .
إن المبادرات المبكرة لمعالجة العنف ضد المرأة على الصعيد الدولي ركزت بالدرجة الأساس على الأسرة , ومما يذكر أن خطة العمل العالمية للمرأة التي أعتمدها المؤتمر العالمي للسنة الدولية للمرأة في مدينة مكسيكو سنة 1975 لفت الإنتباه الى ضرورة وضع برامج تعليمية وطرق لحل النزاع العائلي، لكنها لم تشر صراحة الى العنف .
إزداد العمل النسائي لمكافحة العنف ضد المرأة في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين وأصبحت المسألة أكثر بروزا في المؤتمر العالمي الثالث المعني بالمرأة والذي عقد في نيروبي سنة 1985 وأظهرت إستراتيجيات نيروبي بإنتشار العنف ضد المرأة في أشكال نختلفة في الحياة اليومية تتمثل الإعتداء في المنزل ،والنساء اللائي يقعن ضحايا البغاء القسري ،والنساء المعتقلات ،والنساء في النزاعات المسلحة .وفي أوائل التسعينيات من القرن العشرين اكتسبت جهود الحركة النسائية _لكسب الاعتراف بإن العنف ضد المرأة مسألة تتعلق بحقوق الإنسان _ زخما كبيرا  وبرز ذلك في المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان المعقود في فينا عام 1993 ،الذي أكد على عالمية حقوق المرأة .

شارك هذا الموضوع: