مبدأ مونرو Monroe Doctrine : يتضمن المشروع الذي قدمه الرئيس الأمريكي مونرو للكونغرس الأمريكي في 2 كانون الأول 1823،الذي يتضمن تحريم القوى الأوربية من التدخل في شؤون القارتين الأمريكيتين ،مُحذرًا فيه روسيا من التقدم على الشاطئ الباسفيكي ,وأعلم الدول الأوربية المتحالفة أن أي محاولة للقضاء على الجمهوريات الجديدة في أمريكا اللاتينية يُعد عملاً عدائيًا ضد الولايات المتحدة الأمريكية وأكد أن نصفي الكرة الأرضية ينتميان الى أنظمة سياسية مختلفة في الأصل .
بدايةً لا بد من توضيح بعض الأخطاء المفاهيمية الناتجة عن عملية الربط مابين مبدأ مونرو ومفهومي العزلة والحياد ، اذ غالبا ماينظر الى مبدأ مونرو بإنه مرادف الى هذين المفهومين , وهذا خطأ شائع .
فمبدأ مونرو هو السياسة الأمريكية تحولت على نحو تدريجي الى عقيدة قانونية حاكمة للإدراك السياسي الأمريكي ، بينما العزلة كمفهوم مجرد تعني الإنقطاع عن العالم الخارجي وهذا لاينطبق على العزلة الامريكية التي تنطوي على قاعدة عدم الإنغماس في مشاكل القارة الاوربية والابتعاد قدر الامكان عن صراعات الدول الأوربية والأسر الحاكمة التي وقعت في دوامة الحروب القومية والعقائدية . فالعزلة الامريكية بهذا المعنى كانت لها مسوغات موضوعية في حينها ، منها الموقع الجغرافي البعيد عن دول العالم القديم إضافة الى توافر قاعدة ضخمة من الموارد الطبيعية مكنتها من تحقيق قدر معين من الاكتفاء الذاتي .
أما الحياد : فهو التزام مبدئي يفترض موقفا غير منحاز ، بمعنى ان تقف الدولة على مسافة واحدة في علاقاتها الدولية وهذا لايتحقق في السياسة الخارجية طوال الوقت ، ومع ذلك فقد تبنته الولايات المتحدة الامريكية في اكثر من مناسبة , فأعلنت الحياد ازاء الثورة الفرنسية ، فضلا عن حيادها تجاه الحروب النابليونية وبصفة خاصة ازاء الصراع البريطاني- الفرنسي وماترتب عليه من حصار قاري بلغ ذروته عام 1805.
إلا أن موقفها كان خلاف ذلك عندما ذهبت للحرب في عام 1812 لتبدأ المنازلة العسكرية الثانية ضد بريطانيا, والشيء ذاته حدث عندما قررت دول الحلف المقدس اعادة سلطة التاج الأسباني على مستعمراته في امريكا اللاتينية حيث احدثت ضجة كبيرة وعدت ذلك تدخلا سافرا في الشؤون الامريكية وتهديدا خطيرا للأمن الأمريكي ، وفي ضوء ذلك صدر مبدأ مونرو ليشكل اطارا واسعا للسياسة الامريكية وان مفاهيم مثل العزلة والحياد كانت تمثل عوامل غير مباشرة في بلورة وتكوين تلك السياسة .
وقد إختلف الكثير من السياسيين والمفكرين حول تعريف لمبدأ مونرو ، لذا تعددت التعاريف واتخذت مفاهيم عدة:
_ هوعقيدة امريكية خالصة وتعبير عن انانية امريكية.
_هو مبدأ من مبادئ القانون الدولي.
_هو تعبير عن توازن دولي وتحديد المجال الحيوي الامريكي والدفاع الشرعي.
كانت هناك ظروف دولية متميزة ساهمت في بلورة مبدأ مونرو أهمها :
ترحيب انكلترا بالمبدأ ومحتواه لأسباب متعددة اهمها التخوف من وجود دول اوربية قريبة منها في الامريكيتين خاصة فرنسا وروسيا والعمل على ازدياد نفوذها في امريكا والوفاء لدورها الموازي في العلاقات الدولية.
تخوف الولايات المتحدة الامريكية من وجود قوى اوربية ذات اطماع توسعية بالقرب من شواطئها ومحيطها.
إعتراف الولايات المتحدة الامريكية بإستقلال دول امريكا الجنوبية التي اعلنت استقلالها في اطار تأييد الشعوب في تحقيق حريتها.
مبادئ مونرو :
وفيما يخص الرسالة التي تقدم بها مونرو الى الكونغرس شارحا محتوى نظريته ، فإنها تضمنت مبادئ أساسية أهمها :
أولا: القارة الأمريكية لايمكن أن تصبح مستقبلا مجالا للإستعمار الأوربي الجديد ,يقول مونرو تأكيدا لهذا المعنى “إن القارتين الأمريكيتين أصبحت لهما الآن نظم حرة ولذا فمن العبث ومن الباطل ان ينظر اليهما في المستقبل كأماكن صالحة للإستعمار الأوربي[….]، أن الولايات المتحدة ستنظر الى أية خطوة تقوم بها دولة أوربية للإعتداء على هذه الحكومات او لفرض نظامها السياسي عليها كعمل عدائي موجه للولايات المتحدة . لقد كان مبدأ مونرو رد فعل لتخوف الولايات المتحدة من التوسع في التسوية الروسية على شاطئ المحيط الهادي لأمريكا الشمالية وتخوفها ايضا من الحركات الاسبانية او التي تقوم بها غيرها من الدول الاوربية بعد الاطاحة بالحكم الاسباني في جزء كبير من امريكا اللاتينية وفي اول الامر لم يكن الهدف من هذا المبدأ هو تأكيد سيادة الولايات المتحدة الأمريكية على النصف الغربي من الكرة الأرضية بقدر ماكان لتأكيد عدم إنتفاء إحتمالات مثل هذه الهيمنة.
ثانياً: الولايات المتحدة الأمريكية لا تنوي التدخل في الشؤون السياسية الأوربية وتحترم النظم القائمة مهما اختلفت هذه النظم عن النظم الأمريكية وقد تمسكت الولايات بهذا الجزء من المبدأ بالنظر الى انها لم تكن _في مستهل القرن التاسع عشر_ تملك القدرة على التدخل في شؤون دول اوربا ،بينما كانت هذه الدول تستطيع الولايات الامريكية ان تتصدى لها من دون مساعدة انكلترا.
ثالثا: حذَّر مبدأ مونرو من ان تعود هذه القارة الى نظام المستعمرات فقد قال “انه مادامت المستعمرات الأسبانيةقد أعلنت استقلالها فإنه لا يمكننا الا ان نعد كل تدخل من أية دولة اوربية يهدف إما الى اخضاع او ممارسة أي عمل على مستقبلها وبأي طريقة اخرى ،عبارة عن إظهار الحق لنفسه بإدارة شؤون القارة وتولي كامل أمورها.
رابعا: حينما تجد الولايات المتحدة ان المبدأ قد نقض فإنه سوف تعتبر ذلك النقض عملا عدائيا وسوف تكون آنذاك حرة في رد الفعل للدفاع عن مصالحها ،أي اعتبرت كل القارة الامريكية منطقة مغلقة للإدارة الامريكية تتصرف بها دون أي تدخل من الأوربيين ،فأعطى الحق لنفسه بإدارة شؤون القارة وتولي كامل أمورها.
خامسا: لم تساهم بتاتا بأي نصيب في الحروب تحدث بين الدول الأوربية لأمور خاصة بها ،كما إنه ليس مايتفق مع سياستنا أن نفعل ذلك.
سادسا: لم ولن نتدخل في شؤون المستعمرات القائمة او البلاد التابعة لأية دولة أوربية .
أسباب توجه الولايات المتحدة الأمريكية نحو سياسة العزلة:
عوامل داخلية: وتمثلت في تطوير إقتصادي وإجتماعي وسياسي عقب حصولهم على الإستقلال كما اسنغلت سياسة الهجرة الأوربية الى القارة الامريكية بما فيهم السياسيون والفنيين وغيرهم في اسهام السياستين الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية.
عوامل شخصية : وتمثلت في التكوين النفسي للرئيس مونرو صاحب مبدأ “أمريكا للأمريكيين” التي عرفت فترة حكمه بإسم فترة الشعور الطيب الذي جعل الحكم في امريكا يتصف بالطيبة الى جانب ادراكه اللماح وعزمه الحديدي القوي.
عوامل سياسية: وتمثلت في رغبة مونرو من أن تنفرد بالقارتين الامريكيتين لوحدها ولأجل تعزيز جهودها في مختلف القطاعات الخاصة لدعم تواجدها المادي والمعنوي الى الشمال والجنوب من حدود بلادها رغم اعلانها إلا أن السبب في اختيارها كانت الحروب النابليونية (1804-1815) وماسببته من كوارث.
الطموح الروسي وعزمه على التوسع في ولاية اوريغان (أطراف الأسكا الحالية) وخاصة بعد وصول شركة (بيزنك) الى هناك وقيام القيصر الروسي بإعطاء عقد امتياز للشركة الامريكية –الروسية بإنشاء قلعة الى شمال سان فرانسيسكو.
الحركات الثورية التحررية في دول امريكا اللاتينية ضد السيطرة الأسبانية والتي بدأت في 1810-1822, اذ استعانت عدد من الدول منها شيلي ،الارجنتين والمكسيك قد اعلنت نفسها مستقلة وذات حكومات على النمط الامريكي.
توفر الحماية من الاسطول البريطاني كمهيمن بصورة تكاد تكون مطلقة على البحار العليا حتى بداية القرن العشرين ومن هنا ساد شعور بتوفر فريد من الامان لم يحطمه سوى الهجوم الياباني المفاجئ على قطع الاسطول الامريكي في “بيرل هاربل” في ديسمبر 1941.
طبيعة تركيبة الشعب الأمريكي ،إذ كان يتألف من خليط من المهاجرين الأوربيين لم يصل اندماجهم وقتها الى مستويات عالية ،وقد عبر عنها الرئيس ولسن حين قال” شعب الولايات المتحدة مكون من عدة امم وبالأخص من الأمم التي تحارب بعضها بعضا ,فبعضها يريد ان تنتصر امة ,في حين ان فريقا آخر يرجو ان تنتصر امة غيرها وسيكون من الجهل في هذه الحالة إثارة النفوس “.
الوضع الجيو سياسي المتميز للولايات المتحدة الامريكية : وهذا ما اكده كيسنجر على اهميته في إنتهاج سياسة العزلة بقوله “إذ لم تكن الولايات المتحدة في أي لحظة من تاريخها،قبل القرن العشرين طرفا في نظام توازن القوى ،فذلك لأن الامريكيين استوطنوا قارة شبه فارغة محصنة من القوى المفترسة بمحيطين كبيرين مع وجود دول ضعيفة في الجوار وعدم وجود أي قوة مقابلها تستدعي للتصدي.
إن التوجه الإنعزالي يعتبر امريكا امة مكتملة ذات حدود نهائية ولذا يجب ان تكون اولوية سياستها الخارجية وتحصينها وتدعيم وحدتها وهذا يستوجب الاهتمام بالاوضاع الداخلية والنأي عن الساحة الدولية.
تطبيق المبدأ.
كان مبدأ مونرو جوابا على خطط الروس التوسعية وكان اعلانا صريحا بعدم التدخل الاوربي في شؤون القارة الأمريكية :الشمالية منها والجنوبية على حد سواء ،مالزم الأوربيين وغيرهم بان الولايات المتحدة الامريكية ستظل في قارتها بعيدة عن الصراعات الدولية. وواضح وجود تفاهم بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بشأن المبدأ لأن المبدأ ليس ضد بريطانيا بل ضد مطالب الروس التوسعية وضد التدخل الأسباني لوقف الثورات في امريكا الجنوبية المطالبة بإستقلالها وضد الحلف المقدس (إضافة لأسبانيا) الذي سعى للتدخل ضد الجمهوريات اللاتينية وضد فرنسا التي نوت ارسال قوات فرنسية لأمريكا الجنوبية لمساعدة أسبانيا في إخماد ثورة شعوبها .لهذا اعتمدت الولايات المتحدة الامريكية على مناصرة بريطانيا ضد فرنسا في حال ارسال جيش لامريكا الجنوبية لمساعدة اسبانيا ومايؤكد هذا دعم بريطانيا لاستقلال الارجنتين والمكسيك وكولومبيا وبوليفا والبيرو والشيلي ما اغضب دول الحلف الرباعي وعدت الولايات المتحدة الامريكية عدم انضمام بريطانيا للحلف المقدس دليل على مناصرة بريطانيا للحكومات الحرة.
ولم يطبق المبدأ فعليا سوى بعد عشرين سنة من صدوره في عهد الرئيس جيمس بولك (1845-1849) فيما عرف بقضية تكساس لمنع أي تدخل بريطاني او فرنسي في الحرب بين تكساس والمكسيك ، وقد خاضت الولايات المتحدة حرب ضروس مع المكسيك ,خرجت منها منتصرة حائزة على تكساس وكاليفورنيا ونيو مكسيكو.
وتأخر تطبيق مبدأ مونرو في امريكا الوسطى لسنة 1850فبعد اتساع الولايات المتحدة الأمريكية اصبحت في حاجة ماسة لوسائل للنقل السريع لساحل المحيط الهادئ فقررت الحكومة الامريكية انشاء قناة بنما وعقدت مع بريطانيا معاهدة “كلايتون بلور” التي كانت منغمسة في شؤون امريكا الوسطى منذ استقلالها عن أسبانيا عاملة على اخضاعها وهذا ماوضع حدا لحركة بريطانيا التوسعية.
أما في امريكا الجنوبية فلم يطبق المبدأ الا عام 1895 عند اندلاع النزاع بين فنزويلا وبين مستعمرة جيانا البريطانية على الحدود بين المنطقتين ورفض بريطانيا الخضوع لهيئة تحكيم ,فبعث وزير الخارجية الامريكي اولني في 20 مايو من العام ذاته وبمقتضى مبدأ مونرو الى لورد سولسبري رئيس وزراء بريطانيا ووزير خارجيتها مذكرة شديدة اللهجة متهما فيها بخرق مبدأ مونرو وعلى بريطانيا قبول التحكيم مطالبا برد قاطع , في النهاية اذعنت بريطانيا لقبول هيئة التحكيم وسويت المسألة في 17 اكتوبر 1899.
أما في بحر الكاريبي فقد دخلت الولايات المتحدة الامريكية في حرب مع اسبانيا بسبب الثورة التي قامت في كوبا لتخوف الامريكيين من ان تنتصر الثورة في كوبا ذاتيا وعملا بشعار “ارفعوا ايديكم عن العالم الامريكي” .استمرت الحرب التي بدأت في 1مايو 1898 عشرة اسابيع,فقدت اسبانيا على إثرها ماتبقى لها من امبراطوريتها .
موقف جمهوريات أمريكا اللاتينية من مبدأ مونرو:
كان مبدأ مونرو بمثابة الاعلان الرسمي بحلول الولايات المتحدة الامريكية محل القوى الاوربية في سيطرتها على دول القارة اللاتينية تحت تسمية شراكة بين الولايات المتحدة الامريكية وامريكا اللاتينية وقد قوبلت براهين التضامن التي قدمتها الولايات المتحدة الامريكية موقف حذر من دول امريكا اللاتينية ومرد ذلك أن سكان واشنطن ونيويورك احتقروا كل ماهو من اصل ايبيري بينما كان موقف الاخرون السخرية لاسيما بعد اعمال العنف التي عاشتها المكسيك عام 1848من قبل الولايات المتحدة الامريكية ,هذه الاسباب كانت كافية لتكون سياسة مونرو مريبة وقد علم سكان امريكا اللاتينيةان ثرواتهم كانت هدف التنازع على النفوذ بين الدول الاوربية والولايات المتحدة الامريكية.
وقد راح ارباب المال في امريكا اللاتينية يقيمون علاقات ناجحة مع رجال الاعمال الاوربيين والامريكيين ولا شك ان العصا الضخمة التي لوح بها ثيودور روزفلت في بداية القرن العشرين في امريكا الوسطى بعثت الريبة في النفوس واصبحت الولايات المتحدة تمارس سلطة بوليسية في المنطقة مما دفع برجل القانون الارجنتيني داغو ان يقف بعناد امام كل مايحدث الا انه لم يحدث شيء حيال سيطرة رؤوس الاموال الاجنبية ومثال ذلك المكسيك ,فثورة عام 1910التي انهت نظام حكم الرئيس بورفيرو دياز عجزت عن احقاق مطالب المحرومين من الاراضي كما عجزت عن تلبية مطالب البروليتاريا الناشئة التي اخذت تترعرع في احضان النقابية والاشتراكية ولا حتى ارضاء البرجوازية التي ارادت قيام نظام حروهذه الحكومات الصورية او الوحشية التي تعاقبت على الحكم كان عليها ان تراعي جانب واشنطن التي كانت دوما على استعداد للتدخل بشؤون الحكم.
مواقف الدول الأوربية:
إنجلترا: ان انجلترا كانت من المؤيدين لمبدأ مونرو وهذا ماصرح به كانتينج وزير خارجية انجلترا بقوله” انه ايدينا الجديدة لكي يحفظ التوازن في العالم القديم وهذا التأييد كان منذ اصدار الحلف المقدس في اوربا الذي يضم كل من روسيا وبريطانيا وفرنسا.
فرنسا: كانت فرنسا معارضة للمبدأ لاسيما انه جاء كرد على سياسة التدخل الفرنسية ضد الثورات الأسبانية في امريكا اللاتينية وقد تجاهلت المبدأ كما نشب صراع بين فرنسا والارجنتين بين عامي (1851-1867) .
حيث وقفت فرنسا موقفا معاديا إزاء المسألة الامريكية وذلك لرغبتها في انشاء ممالك في امريكا الجنوبية يمكنها التوفيق بين سياسة فرنسا القومية وبين مطالب دول امريكا الجنوبية في الاستقلال ولولا موقف بريطانيا المعادي لمشاريع فرنسا الاستعمارية ورغبة الموقف الاوربي على تشكيل اتحاد كونفدرالي في شمال المانيا هدد مركز فرنسا في اوربا لما انتهى التهديد الفرنسي لمبدأ مونرو.
روسيا : يرجع الرفض الروسي الى انها كانت تنادي بضرورة توطيد الحلف الاوربي المقدس وتدعمه وتأييد الملكية كذلك وانها كانت تريد للولايات المتحدة الانضمام الى هذا الحلف ،الا ان صداقة روسيا واسبانياوتأييدها للمبادئ الاستبدادية جعلتها تتدخل في مسائل وشؤون امريكا الجنوبيةبحيث جعل هذا التدخل روسيا لا تعمل الى جانب اسبانيا وانما تعمل الى جانب روسيا القومية الملكية الاوربية ،ولهذا ادعت روسيا لنفسها الحق في التوسع نحو جنوب الاسكا وصولا الى شواطئ المحيط الاطلسي ،كما منت نفسها باحتلال كاليفورنيا بوصفها جاهزة لها على مساعدتها في الحروب النابليونية وهو مطلب يتعارض مع مطالب الامريكيين والبريطانيين في شمال غرب المحيط الهادي .
إسبانيا: رفضت اسبانيا هذا المبدأ ولم يعد باستطاعتها الرد على الولايات المتحدة لاسيما بعد ان بدأت مستعمراتها بالتفكك والضعف ،لذا نجدها تطلب مساعدة دول الحلف المقدس التي وعدتها بالمساعدة لاسترجاع مستعمراتها. وبذلك نرى ان الدول الاوربية التابعة للحلف المقدس كانت رافضة لمبدأ مونرو.
الخلاصة أن العزلة التي مرت بها الولايات المتحدة الامريكية لم تكن عزلة سياسية ،وإنما كانت عزلة عن اختيار القرار السياسي المناسب لصالحها وما مبدأ مونرو سوى تفرغ الولايات المتحدة للنظر في قضاياها الداخلية اولا ثم التوجه لقضايا دول امريكا اللاتينية مما ساعدها الامتداد للغرب والتدخل السياسي والاقتصادي فيها.
_____________________________________________
1-عوني عبدالرحمن السبعاوي ،التأريخ الأمريكي الحديث والمعاصر ،(عمان،دار الفكر،2009).
2- حسن عطية ،مبدأ مونرو وأثره على السياسسة الخارجية الأمريكية للفترة 1823- 1865، (جامعة بغداد،2006).
3- محمد محمود حمد ، تاريخ الأمريكيتين الحديث والمعاصر، جامعة دمياط.