” تحالف أوكوس AUKUS”
م.م زهراء عدنان علوان
جامعة كربلاء
كلية التربية للعلوم الانسانية – قسم التاريخ
تحاول الولايات المتحدة الامريكية منع أي قوة من تحقيق هيمنة مطلقة على منطقة شرقي آسيا لما تتمتع به من أهمية استراتيجية بالغة بالنسبة لها , فبدأت عبر اتباع استراتيجيات معينة تحقيق موازنة شاملة بين القوى الإقليمية الكبرى , حيث تعمل السياسة الأمريكية على تحجيم قوة الصين ودورها في المنطقة عن طريق التعاون مع الدول الأخرى في اقليم شرق آسيا أو على الأقل ضبط هذا الدور وتأثير فيه بشكل يتماشى مع المصالح الأمريكية في المنطقة على اعتبار الصين هي الأبرز في تحقيق التفوق الإقليمي , نتيجة ذلك شهدت المنطقة في المدة الأخيرة مجموعة من الاحداث بين القوى المختلفة بقيادة كل من واشنطن وبكين جعلت منطقة المحيطين الهادي والهندي على رأس اولويات الولايات المتحدة الأمريكية لتطويق نفوذ الصين احد اهم منافسيها وترجم هذا في التوصل لاتفاق أمني استراتيجي عرف تحت مسمى ” أوكوس ” AUKUS الذي اعلنت عنه الولايات المتحدة الامريكية في الخامس عشر من ايلول عام 2021.
ضم تحالف كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واستراليا , جاء قاصرا على عدد محدود من دول الحلفاء نتيجة ادراك الولايات المتحدة الأمريكية ان التحالفات الموسعة تعرقل الأهداف الاستراتيجي لتباين الاولويات والمصالح , وبالتالي تحد من ثقلها وفعالياتها , ومما تجدر الإشارة اليه ان “اوكوس” AUKUS هي رمز إلى الأحرف الأولى للدول الثلاث .
تضمن التحالف تعزيز الوجود العسكري الغربي في المحيطين الهادي والهندي وحماية المصالح الغربية عن طريق قيام كل من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا في مساعدة استراليا على تطوير ونشر غواصات تعمل في الطاقة الذرية , فضلاً عن التعاون المشترك في مجال التكنولوجيا العسكرية الجديدة , بما يشمل الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت , الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني , والحوسبة الكمية , وتشكيل شراكة دفاعية اوثق في اسيا عن طريق تبادل المعلومات التكنولوجيا والعسكرية .
لم يأتِ ذكر الصين بشكل مباشر وصريح ضمن بيان التحالف إلا ان الدافع الرئيسي له هو مواجهة النفوذ الصيني لاسيما التحالف يمتد جغرافيا من الولايات المتحدة إلى المحيط الهادئ مرورا في أوروبا , في المقابل كان الرد الصيني على التحالف ضمن استراتيجيات اتخذت منها خفض التبادل التجاري مع استراليا لتقليل مكاسبها , تقليل التعاون الاستراتيجي للولايات المتحدة الامريكية مع دول المنطقة عبر الأدوات الاقتصادية , تكثيف الأنشطة العسكرية في بحر الصين الجنوبي .