” الأزياء التقليدية ” هوية الشعوب
م.م زهراء عدنان علوان
جامعة كربلاء
كلية التربية للعلوم الانسانية – قسم التاريخ
تعد الازياء الهوية المميزة للشعوب حيث تدل على مدى الانتعاش الاقتصادي والتقدم الحضاري لأي بلد من البلدان لا سيما هي جزءاً لا يتجزأ من التراث القومي الذي تتوارثه الأجيال عبر الزمن وتميز كل شعب عن الشعوب الأخرى , وطالما هي جزءا هاما من تراث الأمة فمن خلاله تعرف المنطقة او البلد الذي ينتمي له كل زي كأن يقال هذا زي عراقي او ياباني او صيني أو هندي الخ , فضلاً عن ذلك تحدد الازياء الفترات التاريخية التي تنتمي لها فمثلاً يقال زي اشوري او زي مصري قديم او روماني او اغريقي .
ترتدي الازياء ولاسيما الازياء التقليدية حتى اليوم ولم تتغير على مدى الزمن مما يدل على ملاءمتها للبيئة التي نشأت فيها , حيث يتحدد الزي وفق المواد الطبيعية المتوفرة لصنع الزي فضلاً عن تتداخل عدة عوامل منها الدينية والمناخية والاقتصادية والاجتماعية وحتى البراعة الفنية , فتعد الازياء التقليدية سجلاً يثبت او يعطي صورة عن تاريخ ازياء الشعوب .
تساهم الازياء في نقل انتقاء الشعوب لأزيائها بل تعمل على التأثير في الشعوب الأخرى , فنلاحظ مدى تأثر الأزياء التقليدية الأوروبية في ازياء العصر الإسلامي لا سيما من حيث الاتساع والطول وأغطية الرأس الملازمة لها , فالأصول التاريخية للأزياء التقليدية لها جذورها التاريخية المتأصلة فهي تتشابه في جانب معين في الزي وتختلف في جانب آخر .
حظيت الازياء بالأهمية الواسعة قديما وحديثا واصبحت تمثل كيانا وهوية تعرف بها الحضارات على مر العصور فعند استقراء تاريخ الحضارات نجد ان الازياء احتلت مكانة كبيرة حتى خصص لها ميزانية خاصة فيها بل اعتبرت من واجبات السلطة الرسمية , ولا زالت الأزياء وثيقة الصلة بالهوية الوطنية رغم التطور الذي أصاب الحياة وانعكس على نمط الزي وملحقاته من إضافات ، إلا انها بقيت تمثل لسان حال الامة وهو ما نلاحظه في الاهتمام فيها ضمن الاحتفالات الدول الرسمية حيث يعرض الزي التراثي الشعبي في كل مناسبة ذات طابع وطني فضلا عن الاحتفالات الغير رسمية من اجل الحفاظ على التراث الحضاري والزي الشعبي فضلاً عن ابراز دور ” الزي الشعبي” في تعزيز الانتماء الوطني والهوية الوطنية من خلال الاستفادة من التصاميم المعبرة والطاقات الإبداعية للإظهار الانتماءات المتعددة لبلد ما ، وتجسيد الزي الوطني التراثي المعبر عن الامة ، ولابد من تضافر الجهود المجتمعية وتوفير الدولة للإمكانات والسبل الكفيلة في الحفاظ على الزي الشعبي ورفد هذا الجانب من الإرث الحضاري بكل الوسائل التي تتيح نشره والتعريف فيه عالميا بما يلائم روح العصر والحداثة .