” حادثة دنشواي ” انتهاكاً لحرمة العدالة والقانون
م.م زهراء عدنان علوان
جامعة كربلاء
كلية التربية للعلوم الانسانية – قسم التاريخ
وقعت الحادثة في الثالث عشر من حزيران 1906 التي أعطت للعالم صورة حقيقية لسياسة بريطانيا الاستبدادية التعسفية التي مارستها تجاه المصريين , وأوضحت اعتداؤها على حقوق الإنسان وتجاهل العدالة في الاحكام , تمثلت هذه الحادثة في قيام خمسة من الضباط البريطانيين بمفاجئة قرية دنشواي في محافظة المنوفية لصيد الحمام الذي كان يتكاثر فيها في وقت الحصاد , وبعد قيام أحد الضباط بتصويب البندقية صوب سرب الحمام صاح فيه احد الأهالي أن يتوقف عن إطلاق النار, خوفاً من إشعال النيران في بيادر القمح , فتطور الأمر إلى التصادم بين الأهالي والضباط , قتل على اثرها أحد الضباط وجرح آخرون فصممت بريطانيا على الانتقام , فشكلت محكمة خاصة للنظر في الحادثة فحكمت على أهالي القرية بإعدام بعضهم وسجن البعض الآخر , ومما تجدر الإشارة إليه أن المشانق أرسلت إلى دنشواي قبل ثلاث أيام من إعلان المحكمة لأحكامها , وهذا يدل مع سبق الإصرار على الغدر والانتقام .
رغم ان الاهالي كانوا قد حذروا الضباط من اطلاق النار الا انهم لم ينصتوا لهم وتمادوا في اعتداءهم وكأنه القرية مهجورة لا سكان فيها , ليحاكم أهالي القرية وتصدر بحقهم الاحكام السابقة وفق احكام اصدرها قضاة بريطانيين نصبوا انفسهم حكاما , في الوقت نفسه لم يكن للمصريين محاكم لحمايتهم من اعتداء ضباط محملين بإسحله نارية فتاكة , وفي نفس الصياغ نفذت الأحكام في اليوم الذي تلى النطق فيها حتى لا يستخدم الخديو حقه في تعديل الحكم او حتى العفو عنهم .
ادت الحادثة إلى احداث تغير في مسار الحركة الوطنية المصرية فبعد ما كانت تتركز بين سكان المدن ولا سيما المثقفين انضم لهم عقب الحادثة الفلاحين الذين زادت قوتهم واصبح من الصعب مواجهتهم لاسيما في ثورة 1919 فضلاً عن تزايد العداء والنقد العام ضد الاحتلال البريطاني .