” المصادر التاريخية ” ركيزة الباحث
م.م زهراء عدنان علوان
جامعة كربلاء
كلية التربية للعلوم الانسانية – قسم التاريخ
المصادر التاريخية : هي التي يستقي منها الباحث معلومته التاريخية , أو عن طريقها نجد الأجوبة لكافة الاسئلة التي تطرح , او هي السلم الذي يرتقي منه الباحث او المؤرخ باحثاً عن الحقيقة التاريخية , وعليه يقال ” لا تاريخ بلا مصادر ” .
تدون كل معلومة ضمن الحقل الخاصة فيها فالحدث التاريخي يدون ضمن المصادر التاريخية , والحدث الاقتصادي ضمن المصادر الاقتصادية , والحدث الاجتماعي ضمن المصادر الاجتماعية وهكذا بقية العلوم , ومما لا شك فيه ان التدون بهذه الطريقة يسهل الكثير في اتمام الباحث لأعماله .
تنبع اهمية المصادر في الوقف على الاحداث التاريخية التي لم نكن نحن جزءاً منها , ولولاها لما عرفنا ما حدث في الماضي فهناك الكثير من الأخبار الماضية اندثرت فلا سبيل لمعرفتها لأنه لم يتم تدوينها , ولابد من البحث في مخلفات البقايا المادية لتعرف عليها , فضلاً عن معرفة تاريخ الشعوب والبلدان مثلاً (العادات , التقاليد , , اللغة , الأنظمة السياسية المعتقد) , فضلاً عن التعرف على احوال الامم الماضية في اخلاقهم , والانبياء في سيرتهم , والملوك في دولهم وسياساتهم , كما تضيف المصادر وبالأخص التاريخية عمراً الى عمر الباحث او المؤرخ من خلال دراسته لتاريخ الشعوب القديمة لأنه دراستها تجعله يحيا حياتهم التي عاشوها , وتساعدنا المصادر في التفحص المتأني للماضي حيث نطلع على جذور الافكار والقيم والأعراف والمشكلات البشرية لتساهم في اخبارنا الى حد كبير كيف اصبحنا ما نحن عليه الآن كما نفهم وجهة النظر في الماضي الى العالم , فيعلمنا كيف ننظر الى عالمنا بعيون مختلفة فالمهارة التي لا تقدر بالثمن هي المقدرة على ان نفهم معنى الاحداث من وجهة نظر الاخر بدلا من وجهة نظرنا لاسيما نحن في مجتمعات مركبة ومتعددة الثقافات .
يشترط على الباحث سواء كان اكاديميا ام طالباً او حتى مؤرخا ان يرجع معلوماته في موضوع ما إلى مصادرها , فمهما بلغت شهرته لا يمكنه من اخذ المعلومات دون توثيقها في الهامش , لان لا يعتمد على المؤلفات التاريخية التي لا تلتزم في التوثيق , فضلاً عن ذلك ينافي عمله القواعد المتبعة في المنهج العلمي لدراسة التاريخ وكتابته .