جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الانسانية / قسم التاريخ
م.م رغد عبد زيد علي
تختلف المجتمعات في درجة تقدمها وما تحققه من تنمية فنتيجة للدور الحيوي لعلم الجغرافيا في التنمية ظهر فرع جديد من فروع الجغرافيا وهو جغرافية التنمية الذي يعتبر من فروع الجغرافية البشرية حيث يهتم بدراسة الموارد المتاحة للكشف عن إمكانيات ومعوقات استغلالها من اجل إدارة الموارد وتنميتها بهدف توفير بيئة مناسبة لتحقيق جودة الحياة ، حيث ان مفهوم التنمية يعد من أهم المفاهيم العالمية والذي بدأ يظهر بصورة واضحة منذ استقلال الدول الآسيوية والأفريقية في الستينات من القرن العشرين.
اضافةً إلى ان التنمية لها متطلبات عدة قد تكون متطلبات اقتصادية أو اجتماعية أو متطلبات بيئية وذلك حسب نوعية التنمية المراد تحقيقها، فالمتطلبات السياسية مثلاً تتمثل في الاستقرار السياسي للدولة لكي تنجح في تنفيذ برامج التنمية المخطط لها بأشكالها ومجالاتها المختلفة، ومتطلبات اقتصادية تتمثل في توفر رأس المال وتوفير الخبرات العملية والفنية في مجالات التنمية المختلفة اعتماداً على البحث العلمي والاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، ومتطلبات اجتماعية أخرى تتمثل في رفع مستوى التعليم والصحة والأمن، ومتطلبات بيئية تتمثل في ترشيد استهلاك الموارد حفاظاً على مكتسبات الأجيال القادمة وضبط مصادر التلوث والحد منها .
اهم مجالات جغرافية التنمية
1- تنمية الموارد البيئية
يعتمد نجاح مشروعات التنمية على مدى توافر الموارد اللازمة لتنفيذها ،لذلك فإن جغرافية التنمية تتيح قدراً من البيانات المهمة لمتخذي القرار بهذا الشأن .
تهتم جغرافية التنمية بإدارة و استخدام موارد البيئة وصيانتها والحفاظ عليها
تحدد جغرافية التنمية مجموعة من المؤشرات البيئية التي يجب الالتزام بها في مشروعات التنمية.
اهم هذه المؤشرات :
ضرورة الحفاظ على مكونات البيئة وحمايتها من التلوث بجميع أنواعه كتلوث الهواء و الماء والتربة
ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية والعمل على عدم إهدارها أو تغيير معالمها الطبيعية.
2 – التنمية البشرية
حيث لا تنمية بدون بشر فالبشر هم : القائمون على التنمية وهم المستفيدون منها.
– تهدف التنمية البشرية إلى تنمية القدرات البشرية إلى أقصى حد ممكن وتوظيفها أفضل توظيف في جميع الميادين بتوفير الفرص الملائمة للتعليم والتدريب وزيادة الخبرات .لذلك فدراسة خصائص لسكان ( النمو – التوزيع – التركيب ) في أي دولة هي البداية الحقيقية لتنفيذ مشروعات التنمية.
حيث مشروعات التنمية تستهدف تلبية حاجات الإنسان سواء في التعليم أو الصحة أو العمل أو السكن.
لذلك تهتم الكثير من دول العالم بالتنمية البشرية وذلك من خلال تحسين الأحوال الصحية والتعليمية من أجل توفير قوى بشرية يمكن أن تساهم في عمليات التنمية بكفاءة عالية.
3- التنمية الاقتصادية
تهدف التنمية الاقتصادية إلى- زيادة الإنتاج – استخدام الموارد المتاحة – استنباط أساليب إنتاجية جديدة أفضل – خلق تنظيمات أفضل مما يؤدي إلى زيادة الدخل القومي .
اذ ان دور الجغرافيا فى مجالات التنمية الاقتصادية:
تساعد متخذي القرار على اختيار أنسب المواقع لتنفيذ خطط التنمية.
تقدم الدراسات الجغرافية بيانات عن خصائص ( السطح – التربة – المناخ ( وهي من أساسيات اختيار أنسب المواقع لتنفيذ خطط التنمية الزراعية.
تفيد الدراسات الجغرافية في دراسة النقل و أنواعه وخصائص شبكات الطرق من أجل تحديد أهم المواقع اللازمة لإنشاء مشروع صناعي .
وهذا ما يوضح اهمية العلاقة بين الجغرافيا كعلم والتنمية بمختلف مجالاتها حيث يعتمد على الجغرافيا في دراسة الاقاليم من حيث الظروف الطبيعية والبشرية مما يعطي صورة واضحة لأي متخذ قرار في كافة مجالات الحياة ويأتي في مقدمتها موضوع التنمية فمن الصعب ان يبدأ اي مشروع إلا من خلال دراسة خصائص المكان المطلوب تنميته وتطويره جغرافياً لتحديد اهم متطلبات التنمية لهذا المكان ،ونظراً لان الاقاليم تتنوع في مواردها وإمكانياتها ومشكلاتها لذلك تستمر الحاجة إلى علم الجغرافيا حيث يتولى هذا العلم دراسة الموارد والإمكانات من اجل وضع الخطة الأمثل لتنمية الاقليم ومن هنا تظهر قيمة ومنفعة علم الجغرافيا بالنسبة للتنمية .