الديموغرافيا وأثرها في الأمراض المعدية (الانتقالية)
م.م رغد عبد زيد علي
كلية التربية للعلوم الانسانية –قسم التاريخ
يتعرض الانسان الى امراض كثيرة ومتنوعة مما يمثل مشكلة حقيقية كبيرة للسكان على مستوى العالم لكونها تعد حالة من حالات التغير غير السوي او الطبيعي في بناء او وظيفة اي جزء من اجزاء جسم الانسان.
ويطلق على هذه الامراض ب(الامراض المعدية Infectious Diseases) او السارية او الانتقالية كونها تصيب الانسان بطريقة العدوى المباشرة او بوساطة ناقل كالجراثيم او الطفيليات او الحشرات او الحيوانات الاخرى .
ان تحديد نوعية الامراض ومدى توزيعها امر حيوي جدا لتحديد متطلبات كل منطقة جغرافية من الخدمات الطبية . تعد الدراسة الديموغرافية دراسة تحليلية تقوم على مبادئ احصائية باتخاذ متغيرات معينة ودراسة هذه المتغيرات وارتباطها بالأخطار التي يتعرض لها الانسان وتقدم تفسيرا لظاهرة سكانية او التنبؤ بعلاقات يمكن ملاحظتها والتحقق منها اذ ان للخصائص الديموغرافية دورا بارزا في بيان اثر الامراض الانتقالية , ويعد التركيب النوعي والعمري احد ابرز المتغيرات الديموغرافية والاجتماعية التي تتناولها الدراسات المتعددة وتضعها على انها المتغيرات التابعة المرتبطة بحدوث الامراض, كما تشكل تلك الخصائص جزءا من النمط الوبائي للأمراض وتوزيعها ،ان لدراسة التركيب النوعي للسكان دورا مهما في الدراسات السكانية وذلك لما لها من اثر كبير في معرفة اعداد الذكور والاناث ومعرفة تأثير هذا العامل على الامراض, اذ يكون ذلك متأتيا من التركيب الجسماني في عوامل فسيولوجية تؤثر على مقاومة الامراض ضد عوامل اجتماعية وبيئية تؤثر على فرص احتمال الاصابة بمسببات المرض او ناقله او خازنه , ان قابلية العدوى هي واحدة بالأمراض لكلا الجنسين الذكور والاناث, ولكن تظهر بعض الامراض وتنتشر في جنس وعمر دون اخر .
يتعرض كلا الجنسين للإصابة بالأمراض المعدية ولكن بنسب متباينة بينهما, اذ تزداد نسبة الاصابة للذكور على نسبة الاناث لبعض الامراض وذلك بحسب الظروف البيئية التي يعيشها الذكور ونوعية العمل, فمن الامراض المعدية مرض اللشمانيا الجلدية (حبة بغداد) يزداد هذا المرض في الذكور عما عليه في الإناث ، ففي عام 2018 مثلاً بلغ عدد الإصابات في الذكور 890 إصابة ،في حين بلغ عدد الاصابة في الإناث 403 إصابة، وقد يعزى سبب ذلك التفوق في الاصابة لدى الذكور إلى طبيعة الإعمال المهنية التي يزاولها الذكور والتي تعد اكثر تعرضاً للحيوانات الخازنة او الناقلة لطفيل اللشمانيا .وفي العام نفسه ظهرت إصابات مرض التدرن الرئوي في الفئات العمرية (14-5)و (15-45) بأعداد إصابات اكثر من الفئات العمرية المتمثلة بصغار السن وكبار السن وهذا الارتفاع في اعداد الإصابات في هاتين الفئتين يعود إلى أنهم ممن هم في سن العمل وتكون اكثر عرضة للإصابة حسب طبيعة العمل والحركة المستمرة والتنقل في الاماكن المختلفة والتعرض لتقلبات الطقس المختلفة .
وخلاصة لما تقدم أمكننا القول ان لعامل الجنس او النوع والعمر دوراً مهماً في تباين الاصابة بالأمراض حيث كانت حالات إصابة الذكور متفوقة على الإناث في بعض الأمراض وايضاً هناك تباين آخر خلال الفئات العمرية المختلفة وهذا يعود إلى اختلاف التركيب الجسماني للذكور والإناث وحسب فئاتهم العمرية.