الصناعة والابتكار والبنى التحتية اساسات مستدامة 
 
مقالة بقلم الأستاذ المساعد الدكتور عدي فاضل عبد الكعبي 
قسم الجغرافية التطبيقية 
كلية التربية للعلوم الإنسانية 
جامعة كربلاء 
 
  يعتمد النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والعمل المناخي بشكل كبير على الاستثمارات في البنية التحتية الأساسية ( الارتكازية) ونعني بها الخدمات والتنمية الصناعية المستدامة والتقدم التكنولوجي كلها تعد اساسات مهمة وكبيرة في تقدم أي بلد يهدف إلى تطوير اقتصاده واستثماره وبنيته التحتية.
  فتعزيز التصنيع المستدام وتشجيع الابتكار يساهم في إقامة بنى تحتية قوية وكبيرة قادرة على الصمود والتقدم في ظل الظروف الطارئة التي تحل بالعالم.وامام المشهد الاقتصادي العالمي سريع التغير واتساع فجوة التفاوت مابين اقتصاديات البلدان المتقدمة والنامية ، يجب أن يشمل النمو المستدام التصنيع الذي يتيح الفرص امام جميع الناس في المقام الأول وثانيا مدعوما بالابتكار والخدمات التي تمثلها البنية التحتية الأساسية من طرق ووسائل نقل وجسور والصرف الصحي والاتصالات والطاقة والوقود  واماكن تدوير المخلفات ومراكز تدريب بحثية ومراكز صحية متطورة والخدمات التعليمية وشبكات ماء حديثة ومحطات كهربائية متينة وانظمة تكنولوجية علمية حديثة تتحكم بالمساحات الخضراء والمناطق الحضرية والترفيهية والانطقة التجارية والخدمات والمواقع الصناعية والمواقع السياحية وغيرها كثير من البنى الارتكازية الأساسية للبلدان ، فهذه بمجموعها تساهم في تطوير وتقدم البلدان.
  كان التصنيع العالمي حتى قبل تفشي جائحة كوفيد – 19 يعد محركا للنمو الاقتصادي الشامل وتراجع بشكل مطرد بسبب التعريفات الجمركية والتوترات التجارية والاوضاع السياسية وتسبب تراجع التصنيع الناجم عن الوباء في حدوث تاثيرات خطيرة أخرى على الاقتصاد العالمي.ويرجع ذلك في الدرجة الأولى إلى إرتفاع معدلات التضخم وصدمات أسعار الطاقة والاضطرابات المستمرة في امدادات المواد الخام والسلع الوسيطة والتباطؤ الاقتصادي العالمي. 
  وفي حين احرزت أقل البلدان نموا في آسيا تقدما كبيرا ستحتاج أقل البلدان نموا في أفريقيا إلى تغيير المسار الحالي وتسريع التقدم بشكل كبير لتحقيق الهدف بحلول سنة (2030 )ومع ذلك اظهرت الصناعات العالية والمتوسطة التقنية معدلات نمو قوية.
  ومنذ عام( 2022 )أصبح( 95%) من سكان العالم مرتبطين بالشبكة ذات النطاق العريض المتنقل في الخدمات ، لكن بعض المناطق في العالم لاتزال تعاني من نقص في الخدمات مثل أجزاء كبيرة من قارة أفريقيا ودول جنوب آسيا وجنوب شرق اسيا وبعض دول أمريكا اللاتينية.
   وقد تزايد الاستثمار في البحث والتطوير على مستوى العالم – فضلا عن تمويل البنية التحتية الاقتصادية في البلدان النامية – وتم احراز تقدم هائل في الاتصالات المتنقلة حيث يعيش جميع سكان العالم تقريبأ (97%) ضمن التغطية باشارة خلوية متنقلة.
  أن الاستثمارات في البنى التحتية – النقل والري والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لها أهمية بالغة في تحقيق التنمية المستدامة وتمكين المجتمعات في العديد من البلدان لتحقيق التقدم والتطور ومن الضروري دعم أقل البلدان نموا والاستثمار في التقنيات المتقدمة وخفض انبعاثات الكربون الملوثة وزيادة الوصول إلى بنى اساسية متطورة ورصينة تسهم في تقدم بلدان العالم.
  نظرا لدور الصناعة كمحرك اساسي لخطة التنمية العالمية للقضاء على الفقر وتعزيز التنمية المستدامة فضلا كونها تساهم في تحسين وتطوير البنية التحتية الأساسية وتشجيع الابتكار التكنولوجي في وسائل وأدوات الصناعات الأمر الذي يجعل من هذا العامل الاقتصادي له دور فاعل في تنمية وتطوير كثير من بلدان العالم.


 كتبت بتأريخ 13/12/2024

شارك هذا الموضوع: