صراعي بيني وبين فراشي …
وبين اليقظة والنعاس ، وها هو خيط الفجر اخذ يختزل اشعة الشمس كالفرس اذ اسدل اليه العنان … يرتمى اطراف الحقل وهو يسابق ظله الخفي …تراءت لعيني صباحات ملأها الندى … وليل حالك قد رماه الماضي مخلفا ذكراه التي علقت في جوانبي كلما حملت نفسي واردت النهوض مبكرا … وانا احمل سرادقات من ذكريات اجزاء يومي الذي راح بلا عوده … كم يصعب على الفرد منا ان يودع ماضيه … انها لحظة امعان وتفكر …
ان افكاري اعرفها ، نعم ادركها ، تتبعثر كلما اردت ان استنهض هممي وابتدع اللحاق بهم … فهم ركب قرر ان لا يعود وليت قدماي تحملاني لأسارع الخطى فأنضم اليهم ولكن … تأخذني لسبات توهمني بأنه الراحة والطمأنينة كفراش الملوك وافطار الامراء الشهي … والمضحك اني ما زلت في فراشي …هي روحي وأوهامها الشاردة … هي ضني الذي يحملني واجاذبه … كعباءتها حين ارتمت بين احضان الستر والحياء … لتنشد عشقها الذي فضحته صفحات العيون وخواتل النظرات وهي تضنه سرا لا يدركه العلن الا بالتربص والمراقبة … أأرمق بناظري لفجر سعيد كيقظة طفل تحمله امه ولا يرى غير وجهها المبتسم فرحا به وطودا شامخا كما العنفوان ؟ ام اروح سابحا في غور امواج بحر ظنوني الساكنة بلا حراك … وسرعان ما ترتطم بي كيفما الريح شدت …
واين انا ؟
من كل ما حولي من خلائق ترتع في مجاذب الحياة ؟
وانا لا احمل شيئا في جعبتي … فتلك مجرد افكار …
بين امل ان يعود …
وبين سفر وعهود …
احدق كثيرا … وافكر كثيرا …
واطمح كثيرا … بل ارسم بخيالي عوالما من الاحلام التي لن اصل اليها الا حينما اودع فراشي البائس هذا …
فلأجمع قواي لاتخاذ القرار …
فأما ان اكون او لا اكون … هو سر عودتي …