الطقوس العبادية في بلاد المغرب قبل الاسلام 

أ.د.كوثر حسن هندي التميمي 

كلية التربية للعلوم الانسانية / قسم التاريخ 

تقع بلاد المغرب في شمال القرة الافريقية يدها من الشمال البحر المتوسط ومنالجنوب الصحراء الكبرى ومن الغرب المحيط الاطلسي وشرقا مصر  عليها تسميات مختلفة منها لبيا وبلاد البربر وافريقيا وشمال افريقيا واطلق عليها المصريين لوبه في النصف الثاني من الالف الثاني قيل الميلاد، انتطور الفكر الديني هو احد اشكال التعبير المعنوي عند الانسان المغربي القديم اذ سيطر عليه شعور القداسة لهذه الافكار والرموز متأثر بتجارب الشعوب الدينية وتسبق الحضارة الفرعونية في هذا التأثر ومن ثم الفنيقيون والاغريق ، مارس المغاربه باختلاف سكانها سواء كانوا قوم رحل او مستقرين طقوس معينه ذات تاثير سحري ولا يزال بعض سكان المغرب يمارسونها الى يومنا هذا .

وكان الافراد يمارسون هذه الطقوس على شكل جماعات لتحقيق مصلحة المجتمع دون الحاجة الى الاستعانه بالكاهن او المعبد ،تعددت الطقوس العبادية في المغرب نذكر منها على سبيل المثال لاالحصر 

  1. طقوس الزراعية : مارس المغاربة طقوس معينة لزيادة المحاصيل الزراعية ، وغالبا ما كانت تحدث بمناسبة الانقلاب الصيفي ،حيث كانت تصاحبها اشعال نيران عرفت بنيران المباهج، و كما اعتقد  المغاربة ان اوقات الجفاف كانت دليل غضب الالهه منهم لذلك تكرست طقوسهم فيها لاستدرار المطر .
  2. طقوس عبادة الانسان : كانت عبادة الانسان مهيمنة في بلاد المغرب القديم يعتقدون ان للأولياء قوة مقدسة تجعلهم فوق غيرهم من  الناس وهذه القوة تجعل لهم تأثيرا عند لمسهم او الاقتراب منهم ، ومن عبادة المغاربة  للانسان  المغاربة عبادة الملوك .
  3. طقوس عبادة الاموات:  تتضح عبادة الاموات في الطقوس الجنائزية اي كل ما له علاقة بالاموات من حيث طريقة الدفن وكيفيتها ووضعيتها الى جانب الاثاث الجنائزي فضلا عن مكانة الاموات والنظرة اليهم ، وكل ما يقوم به الاحياء، ومن طقوسهم  انهم كانوا يدفنون موتاهم في وضعية الجلوس ولذلك يحرصون ان يكون الشخص جالسا عندما يسلم روحه ويمنعونه من ان يمدد ظهره .

ويرى هيرودوت ان الليبين الرحل كانوا يصفون الجثمان في اللحد ممدداً من الشرق الى الغرب او بالعكس في حين ان قبائل الناسامون ( من سكان القرطاجه ) كانوا يوارون الجثة في وضعية الجلوس معتقدين بان رجوع الانسان الى الحياة الاخرى  يعود من الحياة مثلما كان  في رحم امه قبل ولادته .

وهنالك وضعية اخرى هي الوضعية المنطوية يتم فيها وضع جثة الميت على جانبه الأيمن أو الأيسر و تكون مطوية بحيث الركبتان لا تلامسان البطن واليدان لا تلامسان الوجه ويتخذ شكل القرفصاء .

  1. طقوس عبادة القوى الطبيعية : تعد الظواهر الطبيعة من اكثر مخاوف الشعوب القديمة في ما قبل التاريخ ،وذا سكان المغرب القديم كغيرهم من الشعوب في مراحلهم البدائية ، اذ كانوا يقدسون مظاهر الطبيعة كالشمس والقمر والجبال  والاشجار والسحب والعواصف فكانت لهم طقوس معينة في ذلك .
  2. طقوس العبادة الطوطميه :  كان المغاربة القدماء منذ العصور الحجرية يعتقدون بالتمائم التي تضمن لهم الحماية من جني او احد الالهه لذا يضعون التميمة  لتحد جزء صغيرا من  قدراته .

لذلك قدس المغاربة انواع معينة من الحيوانات  نذكر منها على سبيل المثال لاالحصر :

  1. عبادة الكبش :اظهرت الرسوم الصخرية ان كبشا يضع في عنقه قلادة وعلى راسه شيء ضخم مستدير الشكل يشبه الكرة او القرص .
  2. عبادة الثور :  قدس  بلاد المغرب القديم الثور وعد رمزا للقوة والقدرة على التكاثر .

     ج- عبادة الاسد:نقشت صورة حيوان الأسد على النصب الجنائزية في مناطق متعددة من بلاد المغرب القديم كقرطاجة ، وكركوان، وزينت فيها المعابد .

  د-  الثعبان: تعد الافاعي من الحيوانات التي عبدها المغاربه ،اذ كان السكان المحليون يعقدون تحالفا مع الافاعي بان لا تؤثر لدغاتها بهم ، كما استعملوها في اثبات صحة النسب الى والدته، أذ  كانت هذه الممارسات ضرب من السحر والشعوذة .

المصادر :

1-الماجدي خزعل ، أديان و معتقدات ما قبل التاريخ .

2- حارش ،محمد الهادي ، التاريخ المغربي القديم 

3-عبد العليم ، مصطفى كمال ، دراسات في تاريخ لبيا القديم .

 

شارك هذا الموضوع: