صفات الرجال في الاختيار
أ.د. عباس التميمي
كلية التربية / قسم التاريخ
يعد أخيار الشخص للمسؤولية من أصعب الاختيارات ، لان المسؤولية أمانة يحملها الفرد لقيادة من يكون ضمن نطاق حمايته لذك وضع فقهاء المسلمون قديماً صفات تحدد الشكل والمضمون للشخص الذي يتولى زمام أمور العباد ، وعليه نقتبس من أسفار التاريخ سفر يوضح ما ذهبنا بصدده في أختيار الرجل المناسب في المكان المناسب .
فعندما توفى والي خراسان أسد بن عبد الله القسري أرادوا بديلاً عنه ، يكون بحجم وقدر وحلم وشجاعة أسد بن عبد الله ، وذلك لان منطقة خراسان أنذاك منطقة قلقة وصعبة لما يتواجد بها من خليط من العجم والترك والعرب وغيرها من الاقوام أضافة لادارتها بلاد ما وراء النهر ، وكثرة الطامعين فيها من حولها من الترك وغيرهم ، فطرحت عدة اسماء كان لها الحظوة وصفات الرجال في ساعات المعارك والادارة ولكن كل فرد تم طرح أسمه لم تتكامل فية تحمل المسؤولية .
فعندما طلب الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك من أحد مستشاريه ويدعى عبد الكريم بن سليط الحنفي ، وكان عالما بخراسان ، أن يرشح له شخصية متكاملة ، فقال له : يأمير المؤمنين لايوجد شخص متكامل ، وإنما التكامل والمطلق لله وحده ، ولكن هناك أشخاص فيهم التكامل نسبة عالية ، يصلحون لتحمل المسؤولية فقال اعرضهم عليًّ ، مع ذكر الهنات التي يحملونها .
فذكر له الاتي
وبعد عرض الاسماء قال له : أذكر لي هناتهم ( ضعفهم ) ، فقال : أما عثمان بن عبد الله بن الشخير ، قيل عنه إنه صاحب شراب ، وأما حضين بن المنذر الرقاشي فيه تيه وعظمة ، وأما المجشر بن مزاحم السلمي فهو عاقل وشجاع ، له رأي مع كذب فيه ، قال : لا خير في الكذاب ، فقال له : منصور بن أبي الخرقاء السلمي ، فقال : له هشام بن عبد الملك ماهي هنته فقال عبد الكريم أنه مشؤوم ، وأما قطن بن قتيبة موتور ، وأما
، قال : غيره قلت نصر بن سيار الليثي ، وكان أرجل القوم واحزمهم واعلمهم بالسياسة ، قال هو لها فقلت له هنة واحدة فقال ماهي قلت : عفيف مجرب عاقل ولكن عشيرته بها قليلة ، قال أنا عشيرته ، وتم ترشيح سلم بن قتيبة من قبل الوالي يوسف بن عمر ولكن هشام بن عبد الملك رفضه لانه ليس له بخراسان عشيرة ،قائلاص له لو كان له بها عشيرة لم يقتل بها أبوه .