اهمية تفعيل الشراكة العلمية في تطوير التعليم 
ا.د.اياد الخفاجي 
 قسم التاريخ- كلية التربية للعلوم الانسانية – جامعة كربلاء 
    
يعد تفعيل الشراكة العلمية في الاختصاصات الانسانية اهمية بالغة الاثر لما لها من ارتباطات في تكاملية العلوم الانسانية ، اذ بطبيعة الحال تمثل العلوم الانسانية وحدة تكاملية واحدة غير قابلة للتفكيك او التفريق وهذا ما نلمسه عندما نتتبع جذور العلمية الانسانية ؛ فلا تجد مصطلح تاريخي او جغرافي الا وله اصول لغوية يستند عليها في تطوره الدلالي والعلمي عبر العصور ، لذا نقترح بعض المحددات لغرض تحقيق هذا الهدف يمكن تحديدها بالاتي :-
1-الشراكة العلمية بين الكليات المتناظرة في الجامعات العراقية (كليات العلوم الانسانية مثلا ) وذلك على مستوى الدراسات العليا ، بعد اخذ الموافقة من وزارة التعليم العالي ؛ كالإشراف المشترك على مشاريع طلبة الدراسات العليا ؛ فضلا عن تفعيل الشراكة مع الكليات الاخرى ولاسيما في المشاريع البحثية المتداخلة (كالتداخل بين التاريخ والعلوم الاسلامية ) على سبيل المثال . 
2- كذلك تفعيل الاشراف المشترك بين الاقسام العلمية داخل كليتنا ، اذ انه كما تعلمون هناك عنوانات كثيرة متداخلة بين الاقسام العلمية وخصوصا بين قسمي (التاريخ واللغة  العربية )، (التاريخ وعلم النفس) ، (التاريخ والجغرافية) ، (اللغة العربية واللغة الانجليزية) ونجد هنا موضوع في غاية الاهمية لتفعيل الحلقة (غير الملتفت اليها) لكثرة الفرضيات المتروكة ان صح التعبير وغير المفعلة بين قسمي (اللغة العربية واللغة الانجليزية) ولاسيما تلك الخاصة بالدراسات العليا على سبيل المثال لا الحصر موضوع (النحوي القرآني ) وترنحات المترجمين الى اللغات الاخرى ، وما ينتج عنه من فهم خاطئ للتشريعات الاسلامية ؛ ومثال اخر للترجمة غير الصحيحة ما ذهب اليه المستشرقون من ترجمة غزوات وحروب النبي محمد (ص) وايهامهم للمتلقين بألفاظ لاتنطبق ومجريات الاحداث السياسية بل وحتى الاخلاقية وهي كثيرة لا مجال لايرادها هنا ، الامر الذي عكس فهم مغلوط عن سيرة النبي محمد (ص) . وربما نجد ان تفعيل الاشراف المشترك واختيار المشرفين بعانية كبيرة سينتج عنه نتائج علمية مهمة منها مثلا :
  • الاتجاه نحو تكاملية العلوم الانسانية : اذ ان الهدف المرجو من انشاء كلية العلوم الانسانية هو التكامل بين العلوم المنضوية تحت هذا العنوان .
  • الوقوف على الحلقات المفقودة بين العلوم الانسانية : والتي تٌركت عمدا نتيجة قيود وحدود الاختصاص الواحد التي وضعها منظرون سبقونا ومع الاسف اصبحنا اسارى تلك القيود .
3- الغور والتمعن والتعمق فيما يمكن ان نسميه (فقه الاختصاص) اذ انه لايمكن ان نصل الى مرتبة متقدمة من البحث العلمي في الاختصاص الواحد الا اذ كنا مطلعين على العلوم المساندة والمساعدة للعلم الذي نحن بصدد دراسته ، فعلى سبيل المثال : نسمع بدراسة علمية في قسم اللغة العربية موضوعها الشفاهية مثلا او موضوع يخص سيرة النبي محمد (ص) ومن الغريب لم نجد بين اعضاء لجنة المناقشة مختص من قسم التاريخ ؛ او اننا نرى اعلان لدراسة علمية في قسم التاريخ عن مظان الروايات التاريخية في معجمات اللغة العربية ، ولم نجد بين المناقشين مختص من اللغة العربية ، بل ان الادهى من ذلك اننا نجد اغلاط واخطاء نحوية كارثية في متن الدراسة !! .         

شارك هذا الموضوع: