سلسلة مقالات في التصميم التدريسي
المقالة الخامسة
الأهداف السلوكية
إعداد
أ.د . عدي عبيدان سلمان الجراح
قسم اللغة العربية
ثانياً: الخطوة الرابعة: كتابة الأهداف السلوكية:
 تمهيد:
    إن جوهر صياغة الأهداف السلوكية يكمن في الإجابة عن سؤال بسيط هو “ماذا على المتعلم أن يعمل عند انتهائه من مادة تعليمية ما؟ “، أو “ماذا على المتعلم أن يعمل ليبرهن لنا أنه قد أتقن المادة التعليمية؟ ” إن الإجابة عن هذا السؤال ليست مفيدة لمصمم التعليم فحسب، بل للطلبة، والمعلمين، والموجهين، والمديرين.   (الحموز، ص109)
تعريف الهدف السلوكي:
    وردت عدة تعريفات للهدف السلوكي، بعضها ركز على النتيجة النهائية للهدف، وبعضها وصف الهدف وصفاً دقيقاً. منها:
  • تعريف دي سيكو: أنه النتاج النهائي للعملية التعليمية.
  • تعريف جرونلند: أنه حصيلة عملية التعليم، مبلورة في سلوك، يمكن أن يكون عقلياً أو انفعالياً.
  • تعريف عبيدات: أنه عبارة عن عبارات تكتب لتصف سلوك الطالب الذي ينشأ من خلال تدريسه موصوعاً أو وحدة دراسية معينة.
  • تعريف ميداني: هو وصف لتغير سلوكي يتوقع حدوثه في شخصية التلميذ نتيجة مروره في خبرة تعليمية وتفاعله مع موقف تدريسي معين، (بمعنى أنه عبارة تصف السلوك المتوقع من التلميذ في زمن التعليم) .      (الخزاعلة وآخرون،2011، ص23-24)
  • تعريف الحيلة: هو عبارة عن جملة اخبارية تصف وصفاً مفصلاً ماذا بوسع المتعلم أن يظهره بعد تعلمه لمفهوم، أو مبدأ، أو إجراء، أو حقيقة تدرّس في فترة زمنية قصيرة نسبياً لا تقل عن (45) دقيقة كما في الحصة المدرسية، ولا تزيد عن (80) دقيقة كما في المحاضرة الجامعية، وهو هدف خاص وملاحظ، وقابل للقياس والتقويم.(الحيلة،2008، ص109) 
خصائص الهدف السلوكي:
    يرى ميجور أنه لا بد أن تتوافر في عبارة الهدف السلوكي خصائص أساسية هي:
  1. السلوك النهائي: أن تحدد عبارة الهدف السلوك النهائي الذي سوق يظهره المتعلم. (وهو السلوك أو المهارة المبنية في الهدف، والمستمدة من تحليل المهمة التعليمية).
  2. الشروط: أن تحدد عبارة الهدف الشروط والمواصفات الهامة التي من المتوقع أن يحدد السلوك النهائي ضمنها. (أي المواصفات التي تشير، أو تصف الظرف الذي سيوجد عند أداء المتعلم للمهمة).
  3. المعيار: أن تحدد عبارة الهدف المعيار للأداء المقبول من المتعلم (أي إلى درجة من الجودة أوالإتقان يجب أن يكون عليه ذلك الشلوك الملاحظ) وهذا المعيار سيستخدم لتقويم أداء المتعلم، أو تخقيق الهدف.
(الخزاعلة وآخرون،2011، ص24) و(الحيلة،2008، ص110)
صياغة الأهداف السلوكية:
    عند صياغة الأهداف السلوكية يجب مراعاة ثلاثة عناصر أساسية هي:
  • الفعل: ويشير إلى العمل الذي يوجه الطلبة إلى الأداء المحدد المطلوب، ويشترط في هذه الأفعال الدقة اللغوية وأن تعبر بوضوح عما نرغب من المتعلم أن يكون قادراً على أدائه من محتوى الموضوع، أو الوحدة الدراسية.
  • المحتوى المرجعي (مصطلح من المادة التعليمية): ويشير إلى محتوى الموضوع المراد معالجته من خلال المواقف، والنشاطات التعليمية التعلمية.
  • مستوى معين من الكفاءة (الأداء) أو(المعيار): ويعد هذا العنصر جزءاً اختيارياً في كتابة الأهداف السلوكية، أو صياغتها. وقد يجيء في آخر العبارة الهدفية السلوكية أو قبل المحتوى المرجعي.
ومن أمثلة الأهداف السلوكية : أن يعرّ الطالب النائب عن الفاعل كما ورد في كتاب القواعد . أو : أن يعدد الطالب خمس صفات للصخور في ثلاث دقائق. (الحيلة،2008، ص115)     
مواصفات وشروط الهدف السلوكي:
    لكي يصاغ السلوكي بطريقة سليمة وصحيحة لابد من المواصفات والشروط الآتية:
  1. يعكس الهدف سلوك المتعلم وليس نشاط المعلم.
  2. يكون الهدف قابلاً للملاحظة والقياس.
  3. يتضمن الهدف محتوى المادة الدراسية.
  4. أن يحتوي الهدف على فعل سلوكي مثل (يسمي ـــــ يكتب ــــــ يعدد).
  5. الوضوح في اللغة والمضمون.
  6. تحديد الظرف التعليمي (شروط الاداء) ومعيار الجودة.
  7. تنوع الهدف بحيث يشمل الجوانب المعرفية أو الوجدانية أو المهارية.
  8. يستطيع المعلم تحقيقه.
  9. يرتبط الهدف السلوكي بالأهداف التربوية العامة.
10.الهدف غير مركب. ( التميمي،2009، ص38)
أهمية الأهداف السلوكية ومحدداتها:
   تتضح أهمية الأهداف السلوكية، كما يذكرها الأدب التربوي في ضوء الملاحظات والاعتبارات العلمية الآتية:
  1. تجعل المعلم أكثر دقة واهتماماً بالتربية العلمية.
  2. تبين بالضبط ماذا نتوقع من المتعلم عمله أو فعله.
  3. تكون عملية التخطيط للتعليم واضحة وسهلة، لأنه يفترض في المعلم أن يعرف السلوك (الأداء) الواجب على الطلبة بيانه، أو تحقيقه بعد الانتهاء من التعلم.
  4. يحدد المعلم الخبرات التعليمية، والأساليب والوسائل التعليمية اللازمة لتعليم المعرفة العلمية بأشكالها المختلفة.
  5. تشير الأهداف السلوكية إلى صفات يمكن ملاحظتها، أو قياسها في سلوك الطالب بعد إنهائه عملية التعلم، وعملية القياس متوقفة على وضوح الأهداف التي تمت صياغتها.
  6. تؤكد الأهداف السلوكية على نتيجة التعلم لا على عملية التعلم، ولو أنهما طرفان في عملية واحدة هي العملية التعليمية – التعلمية.
  7. الأهداف السلوكية مهمة للمتعلم من حيث أنها: تشعره بالإهتمام بالموضوع العلمي ويستطيع الطالب من خلالها معرفة تقدمه في العملية التعليمية. وعن طريقها ينظم جهوده، وينسقها في صورة نشاطات مناسبة تحدد مدى نجاحه، وتقدمه باستقلالية، واعتماداً على النفس.
  8. تساعد الأهداف السلوكية في عملية التقويم بوجه عام التي تتضمن: تقويم كل من تقدم الطالب، وفاعلية التعليم، وطريقة وأسلوب التعليم وفاعليتها في تحقيق الأهداف المنشودة. والمادة التعليمية بحيث تصبح ميسرة إلى حد ما، ودقيقة في ضوء الأهداف السلوكية، وبالتالي يمكن معرفة مدى نجاح هذه المادة أو نواقصها، ومن ثم محاولة سد الثغرة، أو الثغرات التي تظهر فيها لأغراض التطوير والتحسين.(الحيلة،2008، ص114
تصنيف الأهداف السلوكية:
    هناك عدة تصنيفات للأهداف التعليمية أشهرها تصنيف “بلوم” للأهداف التعليمية، إذ صنف بلوم الأهداف التعليمية ثلاثة أصناف، وهي:
  • الأهداف المعرفية والادراكية، أو العقلية، ويتضمن المعلومات والحقائق.
  • الأهداف الوجدانية الانفعالية، العاطفية: ويتضمن الاتجاهات والقيم وما شابهها.
  • الأهداف النفسحركية: ويتضمن المهارات. (الحموز،2004، ص100)



مستويات الأهداف السلوكية:
المستوى الأول: الأهداف المعرفية:
    وتتصل أهداف هذا المجال بالمعرفة والقدرات العقلية الذهنية، وتعد أكثر قابلية للملاحظة والقياس من الأنواع الأخرى ، وتتراوح الأهداف المعرفية بين الاسترجاع البسيط  لمواد متعلمة، والطرائق الأصلية الراغبة لربط وتركيب أفكار ومواد جديدة.
وقد صنف بلوم هذا المستوى ستة أصناف أدناها : التذكر ثم الفهم والاستيعاب ثم التطبيق ثم التحليل ثم التركيب ثم التقويم ويمثلها المدرج أو التسلسل الهرمي المعروف(   المصدر السابق، ص100-101)
المستوى الثاني: الأهداف الوجدانية:
     وقد إهتم هذا المستوى بتنمية مشاعر الطلبة وتطويرها، وتنمية عقائده وأساليبه في التكيف مع الناس، والتعامل مع الأشياء وهذه الأهداف تتصل بدرجة قبول الفرد أو رفضه لشيء معين، وهي تتضمن أنواعاً من السلوك تتصف إلى درجة كبيرة بالثبات، كالاتجاهات والميول والقيم والتقدير.
    وقد سمي هذا النوع “وجدانياً” لأنه يركز على الأحاسيس والمشاعر وعلى التغيرات الداخلية التي يمكن أن تطرأ على سلوك المتعلم، وتؤدي إلى تبنيه موقفاً، أو مبدأ، أو معياراً، أو قيمة، أو اتجاهاً يحدد سلوك توجهه، كما تؤثر في إصداره حكماً معيناً من الأحكام.
ويمكن القول إنه لمن الصعب أن نكتب أهدافاً سلوكية محددة في المجال الوجداني، بحيث يكون سلوك المتعلم قابلاً للملاحظة والقياس، وغالباً ما نلجأ إلى تحديد أسلوب معين، بحيث يشير إلى سلوك المتعلم الإيجابي نحو الاتجاهات والميول.
وقد صنف كراثوول ورفاقه هذا المستوى في خمسة مجالات هي:
الاستقبال    –    الاستجابة  –  التقييم (إعطاء القيم والاتجاهات)   –  التنظيم  –  التمييز بواسطة القيمة.
( الحموز،2004، ص108-109)
المستوى الثالث: الأهداف النفسحركية:
تعرف المهارة النفسحركية بأنها: أي نشاط سلوكي ينبغي على المتعلم أن يكتسب فيه سلسلة من الاستجابات الحركية، ويتضمن ذلك أن المهارة ذات جانبين: الجانب الأول: نفسي، وفيه يدرك الفرد الحركة ، ثم يفكر فيها، ثم يستوعبها، والجانب الثاني: يتمثل في ممارستها، ويمكن النظر إلى الجانب الحركي على أنه التقدم في درجات التناسق المطلوبة.
وتوصف المهارات النفسحركية بأنها حركات أدائية راقية، يتطلب تعلمها وقتاً وجهداً، كما يتطلب أداؤها تنسيقاً وتآزراً دقيقاً بين أعضاء الجسم والجهاز العضلي، وعقل الإنسان وجهازه العصبي.     (الحموز،2004، ص116)
وقد صنف سمبسون الأهداف النفسحركية إلى المستويات الآتية:
الإدراك، التهيؤ، للأداء، الاستجابة، الموجهة، آلية النداء، الاستجابة الظاهرة المعقدة. التركيب.الإبداع. ((الحيلة،2008، ص128)
المصادر
  1. التميمي، عواد جاسم: المنهج وتحليل الكتاب،ط1، مطبعة دار الحوراء، العراق، بغداد، 2009.
  2. الحيلة، محمد محمود: تصميم التدريس نظرية وممارسة، ط4، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، الأردن، 2008.
  3. الحموز، محمد عواد، تصميم التدريس، ط1، دار وائل للنشر والتوزيع، عمّان الأردن،2004م.
  4. الخزاعلة، محمد سلمان فياص وآخرون: طرائق التدريس الفعال،ط1، دار صفاء للطباعة والنشر، الأردن، عمّان، 2011.
 

شارك هذا الموضوع: