الامتحانات.. كيف تقتل وحشها المخيف
تمرُّ على هذه الأيام جلَبة الامتحانات والارتباك أو الخوف من عدم الإجابة الشافية الوافية، ومع اقتراب الامتحان يعاني أغلب الطلبة من القلق وصعوبة الإجابة، وهو خوف صحي في مستوياته الطبيعية إلَّا إذا تعدَّى ذلك إلى مستويات مفرطة فقد يؤثر سلباً على الأداء، وممَّا لاشكَّ فيه أنَّ إجابة الطلبة تتطلَّب عملية إدخال المعلومات ومعالجتها وإخراجها على ورقة الامتحان، وفيما يأتي بعض الإرشادات إلى طلبتنا الأعزاء في هذه المحاور الثلاثة:
أولاً: إدخال المعلومات (القراءة):
القراءة نوعان: القراءة السريعة الشاملة والتي تستعمل عادة في قراءة الصحف والدوريات، والقراءة التفصيلية المكثَّفة التي تستعمل في قراءة المصادر والمراجع الأكاديمية والتي تتطلَّب جهد في التركيز، فعند بدء دراستكَ عزيزي الطالب حاول أن تقرأ الكتاب المقرَّر قراءة سريعة شمولية لمرَّتين على الأقل قبل البدء بالتكثيف في دراسة فصول ومباحث الكتاب، وعند انتهاءك من القراءة التفصيلية أعِدْ قراءة الكتاب بصورة سريعة مرة أخرى.
ثانياً:معالجة المعلومات (الفهم )
في أغلب الأحيان وفي مجال دراساتنا الإنسانية بأقسامها (اللغة الانكليزية، اللغة العربية، التاريخ، علم النفس ….إلخ) تكون المعلومات الابتدائية في بدايات الفقرات ونهاياتها، (فكلُّ صفحةٍ تحتوي على مجموعة فقرات، وكل فقرة تحتوي على مجموعة جمل، وكل جملة تحتوي على مجموعة كلمات وهكذا) .
فعند فهمِكَ حاول التركيز أكثر على بدايات الفقرات لأنها تمثِّل المعلومات الرئيسية، أما أواسط الفقرات فهي على الأغلب تمثِّل شرح وأمثلة وتعليلات لتلك المعلومات، لكن ذلك لا يعني إهمال أواسط الفقرات، فكلُّ ما وَردَ في مقرَّر الكتاب مطلوب منكَ.
عادةً ما يميلُ عقل الإنسان إلى التسلسل والفرز في حفظ المعلومات وفهمها، فعند تلخيصكَ للفصول حاول فرز التعريفات وكتابتها على ورقة، والتعليلات في ورقة أخرى، والمصطلحات التي ربما تردُ على شكل فراغات، والتجارب، وغيرها لسهولة الفهم، وحاول أن تتحدَّث مع نفسك (إن أمكن) في أثناء فهمك للمعلومة، كما أنصحُ بالابتعاد عن الدراسة الجماعية إلَّا في الضرورة القصوى لأنها غالباً ما تُلهي الطالب عن التركيز.
ثالثاً: إخراج المعلومات (الإجابة في الامتحان):
في العادة تحتوي الأسئلة الامتحانية على ترك سؤال أو ترك ضمني، فحاول أن تقرأ الأسئلة كلها قبل أن تضع قلمك على الورقة لكي يتبيَّن لديكَ مواضع الضعف والقوة، وابدأ بالإجابة على الأسئلة السهلة ثم انتقل إلى الأسئلة الصعبة ثم الأكثر صعوبة
ومثلما قرأتَ ينبغي أن تكتب، فاجعل المعلومات الرئيسية ((الزبدة باللهجة العراقية)) في السطور الأولى ثمَّ استرسل في الشرح والتعليل وسرد المعلومات الأخرى، في أثناء إجابتك ابتعد عن تكرار الكلمة في السطر الواحد أو السطرين على الأقل، وحاول التقليل من حروف التوكيد والتحقيق والعطف وغيرها مثل (لقد، إنَّ، كما …إلخ)
وعند الشروع بالإجابة ابدأ بكلمة ولا تبدأ بحرف، وأقصد بالحروف هي: ((حروف الجر، حروف العطف، حرف التحقيق، حرف الاستدراك، أدوات النفي والجزم، وغيرها)) فلا تبدأ بـ  ((إنَّ، لا، و، إلى، ثمَّ، في، بـ ، من، لم، لن، لقد) وابدأ بكلمة، فالجملة الأولى تكون إمَّا إسميَّة أو فعليَّة.
يمكنكَ (لو أحببتَ) تزيين النص في متن إجابتك بالعبارات التالية: ((لعلَّ، يبدو أنَّ، يمكنُ القول، ينبغي الإشارة إلى، من الجدير بالذكر، يجدر الإشارة)) ولكن لا تبدأ إجابتك بها لأنها تستعمل لإدراج معلومة أخرى، وابتعد عن العبارات: (في البدء، وفي الختام، وختام ذلك، وأخيراً)
وهناك مجموعة من الإرشادات العامة طوال فترة الامتحانات، ومن أهمّها:
ــ الحرص على النوم والغذاء الجيد والكافي فلا تدخل الامتحان وأنت جائع أو نعسان.
ــ إذا أحسستَ بالتعب من الدراسة فخذ نصف ساعة استراحة، أو حاول الاستحمام بماء فاتر نسبياً (ماء دافئ أقرب إلى البرودة) أو الاستماع الى الموسيقى الهادئة، أو إغماض العينين والاسترخاء.
ــ حاول أن تنام ليلة الامتحان مبكراً واستيقظ مبكراً، وأيَّاكَ أن تناقش الأسئلة مع زملائك قبل الامتحان لأنَّ ذلك سيشتِّتَ ذهنك.
ــ خصِّص وقتاً محدَّداً للإجابة على كل سؤال، ويستحبُّ أن لا تسلِّم ورقة الامتحان قبل الوقت المحدد.
أتمنَّى للطلبة التوفيق والسداد في امتحاناتهم.

شارك هذا الموضوع: