ظاهرة الحفر الانهدامية في البحر الميت تحليل جغرافي
م.م انفال خضير عباس خلف الحداد
anfaal.k@uokerbala.edu.iq
قسم الجغرافية التطبيقية -كلية التربية للعلوم الإنسانية -جامعة كربلاء
توالت وسائل الاعلام حديثا خبرا حول الخطر المحدق الذي يمر به البحر الميت وذلك بسبب تزايد ظهور القباب الملحية وكثرتها التي تعد نذيرا بزيادة ظهور الحفر الانهدامية على الرغم من كون مياه البحر الميت تتسم بملوحتها العالية ، وقبل ذلك كله علينا معرفة ماهي ظاهرة الحفر الانهدامية بأنها عمليات جيولوجية تحدث بشكل طبيعي نتيجة لعوامل عدة منها عوامل بشرية تتمثل بالأنشطة الصناعية كأقامة المصانع والبنايات السياحية كالمنتجعات على طول السواحل وعدم اتباع القيود القانونية ، اما العوامل الطبيعية فتتمثل بحركة الانزلاقات الأرضية للصفائح التكتونية من خلال زيادة النشاط الزلزالي ، هطول الامطار المستمر والشديد ، او عامل زيادة التبخر وانخفاض منسوب المياه للبحر فضلا عن زيادة الانفجارات البركانية، وهي حفر مغمورة بمياه البحر وانحساره وتراجعه وتتسم هذه المياه كونها عذبه واقل كثافة من مياه البحر .
وفيما يخص مسببات حدوث الحفر الانهدامية في البحر الميت فقد برزت العديد من الدراسات منها دراسة د. كلومون واخرون التي دونت ملاحظتها ودراسات أخرى حول نشوء هذه الحفر اذ وضحت سبب ظهورها على سواحل فلسطين المحتلة وسواحل الشاطئ الشرقي للبحر الميت المطل على الأردن جميع هذه الدراسات ايدت ان السبب الرئيسي لحدوث هذه الظاهرة هي انحسار منسوب البحر الميت بسبب ارتفاع التبخر ووصل نسبة التبخر السنوية نحو 2.5 مليمتر مكعب ، وبأنحسار منسوب يمتد الى 25 مترا وانكماش سطح بمقدار الثلث خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين أدى ذلك الى سحب المياه الجوفية لتغذية مياه البحر هذا التدفق للمياه تسبب في حدوث مشكلتين أساسيتين وهما تأكل أجزاء من البحر والسبب يعود الى هذا التأكل الأول هو سرعة جريان هذه المياه وطبيعة التركيب الصخري الهش للمنطقة اذ تتكون من تربة رسوبية تحتوي على صخور جيرية طباشيرية ، اما المشكلة الأخرى هي في حال بقاء انخفاض منسوب البحر منخفض كما هو عليه ويبقى الاعتماد على المياه الجوفية في تغذيته فأن هذا الشئ سوف يهدد مخزون المياه الجوفية للمنطقة بالانخفاض مؤديا الى تغيرات بيئية خطيرة وارتفاع نسبة ملوحتها ، وذلك نقلا عن جريدة الرأي وفقا لدراسة أستاذ علم جيولوجيا المياه والبيئة في جامعة الحسين بن طلال محمد الفرجات ، اذ تلعب المياه الجوفية وبسبب عذوبتها الانزلاق اسفل مياه البحر المالحة وتعمل على تذويب الطبقة الملحية وظهور تجاويف أرضية وحفر اذابة .
كما يقع البحر الميت على صدع تحويلي وهو صدع انزلاقي يساري مؤثر عل طول الساحل الشرقي للبحر ، وقد أشار دكتور أبو كركي على منطقة البحر الميت ان من اكبر الأمثلة على حدوث ظاهرة الحر الانهدامية في البحر الميت هي ماحدث عام 1999 عند انهيار سد البوتاس رقم 19 وضياع 55 مليون متر مكعب من المياه .
ووفقا لهذه المخاطر فللحفر الانهدامية اثارا سلبية مؤذية منها انحسار المناطق الزراعية في منطقة الاغوار وظهور الحفر في المنطقة مما تسبب في هجرة سكان المنطقة بسبب ذلك ، اذ بلغت عدد الحفر الانهدامية للبحر الميت حاليا نحو3 الالف حفرة ،وفي حال استمرار الجفاف وانخفاض المنسوب مستقبلا وتوالي ظهور هذه الحفر فأن ذلك قد يؤدي الى خسارة هذا المعلم البيئي المهم .