د. مروه مهدي كاظم
التسامح الاجتماعي
تعد المدارس مركزا للعلم والفكر والمعرفة ولابد للمدرسه من جهاز إداري تتوافر فيه عناصر القيادة الناجحة التي تحقق للمدرسة أهدافها ولا خلاف في ان السلوك الذي يمارسه القيادي له الأثر في الآخرين.يعد العصر الحالي عصر التطورات السريعة والقفزات المتلاحقة , ولا شك ان الادارة هي الاساس الذي تقوم عليه التربية في اي دولة تسعى الى تطوير نفسها لمواكبة الاوضاع الحديثة , والتمكن من اداء دورها كاداء للتنمية بشكل ايجابي ( بالوفاء , 1995) .
إن الصفة الاساسية السلوك القيادي الحديث هي ضرورة البحث عن حلول لكثير من المشكلات التي تتشابك وتتداخل مع العوامل المسببة لها , ومن ثم يتطلب حلها والتعامل مع كل تلك العوامل آخذا بالاعتبار طبيعتها المتغيرة والمتقبلة على الدوام . ان القيادة ظاهرة مهمة تتأثر بظروف المجتمع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية . كما انها تؤثر تاثيراً فعالاً في حياة المجتمع , فالواقع ان هناك علاقة تفاعل بين المجتمع وقادته بحيث يصعب التفريق بينما يرجع الى المجتمع وما يرجع الى القادة , ونظراً لهذا التفاعل فإن لكل مجتمع نوعا من القيادة التي تلائمه وتلائم غيره , فالقيادة في مجتمع العصور الوسطى تختلف عنها في لعصر الحديث , كذلك فإن القيادة في مجتمع رعوي تختلف عنها في مجتمع صناعي,والقيادة في مجتمع صغير تختلف عنها في مجتمع كبير(العيسوي, 1980) .
كما ان الاسلوب القيادي في الادارة يؤكد على عدد من الامور من بينها العمل على خلق اجواء الرضا النفسي بين العاملين , والتاكيد على العمل الجماعي , وإتاحة الفرصة للعاملين للمشاركة في بعض القرارات المهمة التي تخص العمل وشؤون العاملين ومناقشة اهداف المنظمة وخطة عملها . ( البياع , 1984 ) .
وتعد التربية عاملاً فاعلاً في دفع حركة المجتمع وتطوره باتجاه تحقيق اهدافه الاستراتيجية اذ ادركت الامم والشعوب اهمية التربية بوصفها اداة في بناء الانسان وتطور شخصيته بما يتماشى والتطورات التي تحدث في مجالات الحياة كافة , وبما يكفل تحقيق اهدافها وسعادة ابناءها ،فترى رجال الفكر يولون التربية اهمية كبيرة لما تعمل على نشر الافكار والمبادئ والمعتقدات ونقلها للأجيال والناشئة عن طريق المؤسسات التربوية الاتي أولى مهامها الاهتمام بتربية الفرد وتعليمه بما ينسجم والفلسفة التربوية في المجتمع .(وزارة التربية .1989 ).
وعلى وفق هذه الرؤى فإن اهمية القيادة التربوية تتجلى من اهمية القيادة بشكل عام في النظم الرسمية وغير الرسمية للمجتمعات ،فالقيادة تتمثل أهميتها من كونها الاداة الفاعلة والاساسية في تنظيم وتنسيق جهود العاملين في المنظمة وبالتالي اداة ضرورية للمنظمات الادارية تجعلها اكثر ديناميكية وفعالة لتحقيق اهدافها فضلاً عن كونها المعيار الذي يتخذه في ضوء نجاح هذه التنظيمات في تحقيق اهدافها .( كنعان , 1995 ) .
ويشير (اونسن ) بهذا الصدد الى فاعلية المؤسسة التعليمية ( المدرسة )تعود بالدرجة الاساس الى النمط القيادي الذي يمارسه مدير المدرسة في تفاعله مع اعضاء الهيئة التدريسية خاصة في القيادة معتمداً على مدى قدرته لاختيار النمط القيادي المناسب لهم ادراك لما يعكس النمط المتبع في السلوك القيادي للمدير من اثر ايجابي او سلبي في رضى المدرسين عن عملهم . فإذا كان هذا السلوك مبنياً على احترام مشاعرهم وأهتمامهم واخذ اهدافهم بعين الاعتبار اثر ايجابياً على رضاهم وانعكس على روحهم المعنوية واشعرهم انهم مسؤولون وقادرون على تحسين عمليتي التعلم والتعليم , اما اذا كانت العلاقة تقوم على التسلط وعدم احترام مشاعر المدرسين انعكس ذلك سلباً على رضاهم , (اونسن , 1970 )