مقالة بعنوان / المفهوم التقليدي للمنهج 
مقال مقدم من: م.م شيماء داخل عبد علي
كلية التربية للعلوم الإنسانية / قسم العلوم التربوية والنفسية
shamaa.d@uokerbala.edu.iq
المفهوم التقليدي للمنهج
   المنهج هو أداة التربية في التغيير، يعتني عناية فائقة بكافة جوانب النمو المختلفة للطلبة (المعرفية،الوجدانية،الأدائية) والعمل على تنشئة الطلبة تنشئة تربوية سليمة تتلاءم مع ظروف المجتمع ومتطلباته.
المناهج الدراسية هي الأداة التي تستعملها المدرسة لتتمكن من الوصول إلى الأهداف التربوية المنشودة التي يؤمن بها المجتمع،وذلك لتحقيق أهدافه في تعليم أبنائه الاتجاهات والممارسات والمبادئ والقيم، فعـن طريق المنهج تهيئ المدرسة بإشرافها مجموعة من الخبرات التربويـة التـي تساعـد الطلبـة على تحقيـق نموهـم الشامـل وتعـديل سلوكهـم،فهو النقطة الحيوية التي تصل الفرد بالعالم المحيط به ،والوسيلة التي يصل بها الشعب إلى ما يبتغيه من أهداف وأمال وطموحات ،وبهذا يجب أن يكون المنهج سهلاً هيناً مرناً يخضع للتغيير والتبديل ،ومرونة المنهج يجب أن تكون كافية بالقدر الذي يتماشى مع مطالب الحياة .
 فالمنهج يعكس بدوره فلسفة المجتمع الذي ينتمي إليه فهو الكفيل بصياغة أهدافه التي يطمح إلى تربية أفراده عليها وتمثل المنهج بالجهاز العصبي في جسم العملية التربوية .
  إن المفهوم التقليدي للمنهج مرتبط بمفهوم التربية القديمة والتي كانت التربية في ضوئه تؤكد على المعرفة الذهنية وحشو دماغ الطالب بالمعارف ، وما على الطالب فيها إلا إن يتلقى المعارف من المعلم والكتاب المدرسي ، ويسترجعها متى طلب منه ذلك ، وان هذا المفهوم يتأسس على مفهوم التربية اليونانية القديمة التي كانت ترى إن المعرفة بحد ذاتها تودي إلى تغيير في السلوك ، وان كثرة تلقي الطالب للمعلومات  والمعارف تدرب عقلة ، وتنمي وتزيد من ذكاءه ، بمعنى إن المنهج التقليدي يهتم بالمعرفة ويدور حولها ، بوصفها تمثل ثمرة من أهم ثمار المعرفة الإنسانية، وبذلك عرف المنهج التقليدي على أنة : 
ـ مقررات دراسية موضوعة في صورة مواد يراد من الطلبة دراستها في مرحلة معينة من المراحل الدراسية. 
ـ مجموعة من المواد التي يعدها المختصون ويقوم الطلبة بدراستها، وبها المفهوم مرادف للمقرر الدراسي .
ـ المعلومات والحقائق والمفاهيم المختلفة التي تريد المدرسة تدريسها وإكسابها للطلاب لغرض إعدادهم للحياة وتنمية قدراتهم عن طريق إلمامهم بخبرات الآخرين والاستفادة منهم .
 في ظل هذا المفهوم التقليدي للمنهج تعرض المنهج التقليدي للكثير من العيوب والانتقادات والمآخذ منها :
ـ يعد المنهج التقليدي النجاح في الامتحانات وضيفة من أهم وظائف المادة الدراسية واتخاذ نتاجها أساسا لنقل الطالب من مرحلة إلى أخرى أو أساسا لإعطاء شهادة المرحلة الدراسية في النهاية، وقد ترتب على ذلك شعور الطالب بان دورهم هو الحفظ والنجاح في الامتحان فقط مما حدا بهم إلى العزوف عن البحث والاطلاع والاعتماد على المعلم في تبسيط المادة وتقريبها إلى أذهانهم كي يتسنى لهم النجاح .
ـ يهمل المنهج التقليدي ميول وقدرات واستعدادات الطلاب ويتعامل معهم بالمستوى نفسة دون مراعاة للفروق الفردية بينهم ولا يشركهم في عملية التعلم ويتعامل معهم وكأنهم أوعية فارغة تتطلب التعبئة من المعلم والكتاب. 
ـ يعتقد المعلمون إن عملهم يقتصر على توصيل المعلومات التي تشمل عليها المقررات الدراسية إلى عقول الطلاب في الوقت المحدد لها وإجراء الامتحانات لتحديد مدى نجاحهم في استظهار هذه المعلومات ومدى أمانة نقلها وقد ترتب على ذلك اثأر سيئة.
 لعل من أبرزها الأتي : 
ـ اعتماد طرائق التدريس على الآلية، إذ أصبح المعلم يجيد التلقين ، وعمل الطالب الحفظ والتسميع من دون فهم ، ولاشك إن ذلك يحد من نشاط الطالب وفاعليته.
ـ التعامل مع المقررات الدراسية على أنها مواد منفصلة بمعنى إن المعلم لم يبذل إي جهد في ربط المعلومات الحالية بسابقتها. 
ـ إهمال توجيه الطلبة التوجيه التربوي الضروري ، وتجاهل طبيعتهم من خلال التأكد عليهم بعد الحركة والالتزام والهدوء إثناء الدرس . 
ـ عدم توجيه الطلبة على البحث والاطلاع ، وعلى تقديم اقتراحات خاصة بما يدرسونه وعدم الاهتمام بإتاحة الفرصة لهم على القيام بنشاطات مختلفة.
إما المفهوم الحديث للمنهج هي مجموعة الخبرات التربوية التي تنضمها المدرسة وتشرف عليها سواء داخل المدرسة وخارجها بهدف مساعدة المتعلمين للوصول إلى أفضل ماتمكنة منه قدراته وتجعله يدرك ويتصرف ويحس وينفعل كما هي الحال في مجتمعه 
وقد ظهر المفهوم الحديث للمنهج بعدما اظهر المفهوم التقليدي للمنهج عجزا واضحا في مواكبة التطورات والاتجاهات التربوية الحديثة ، وعدم قدرته على الإيفاء بمتطلبات الطلاب وحاجاتهم ، وحاجات المجتمع ومتطلباته ، وهذا مااظهرته الدراسات والبحوث التربوية والنفسية التي تناولت الشخصية الإنسانية ، وحقيقة العقل الإنساني تغيرت في النظرة إلى التربية ، ومتطلباتها ، والمناهج وما يرد منه ، وأصبح ينظر إلى المنهج على انه ليس قائمة من الموضوعات التي تقدمها المدرسة للطالب ، وإنما أصبح ينظر إلى المنهج بأنه أنشطة وخبرات متعددة المصادر ، وبذلك فان المفهوم الحديث للمنهج مشتق من المفهوم الحديث للتربية الذي تغيرت وظيفة التربية بموجبه من مجرد تزويد الطلاب بالمعرفة إلى تعديل سلوك الطلاب وفق متطلبات نموه وحاجات المجتمع ، وفي ضوء الفلسفة التربوية التي يتبناها المجتمع ، وذلك عن طريق إعادة بناء خبرات الفرد ، وتعديلها ، وإثرائها .
المصادر 
ـ إبراهيم ، مجدى عزيز، دراسات في المنهج التربوي المعاصر رؤية لمنهج حديث من اجل جيل جديد في عصر العولمة ،مكتبة الانجلو مصرية ، مصر ،2000.
 ـ الترتوري ، القضاة ، محمد عوض ، محمد فرحان ،  المعلم الجديد دليل المعلم في الإدارة الصفية الفعالة ، ط1، دار الحامد للنشر والتوزيع ، عمان ، 2006.
ـ جامل، بهجات ، رفعت ، المناهج الدراسية التحديات المعاصرة وفرص النجاح ، ط1، علم الكتب ، القاهرة ، 2013.
ـ  مرعي ، الحيلة ، توفيق احمد ، محمد محمود ،المناهج التربوية الحديثة مفاهيمها وعناصرها وأسسها وعملياتها ، ط7، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ، عمان ، 2009. 
ـ  ملحم ، سامي ملحم ، القياس والتقويم في التربية وعلم النفس ط2، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ، عمان ، 2005.
ـ مينا ، فايز مراد، توجهات في الدراسة والبحث في مجال المناهج مع إشارة خاصة إلى تعليم الرياضيات ، ط1، مكتبة الانجلو مصرية ،مصر، 2011.
ـ  نبهان ، يحيى محمد ، مهارة التدريس، ط1، دار اليازوري للنشر والتوزيع ، عمان 2008.
ـ الهاشمي وعطية :عبد الرحمن ، محسن علي ، تحليل محتوى مناهج اللغة العربية رؤية نظرية تطبيقية ،ط1، دار الصفاء للنشر والتوزيع ، الأردن ، 2009.
ـ الهاشمي وعطية :عبد الرحمن ، محسن علي ، تحليل محتوى مناهج اللغة العربية رؤية نظرية تطبيقية ،ط1، دار الصفاء للنشر والتوزيع ، الأردن ، 2009. 




شارك هذا الموضوع: