مقال بعنوان
(إدارة التغيير)
م.م هند مفتن رحم
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
كما تعد إدارة التغيير عملية انتقال من وضع قائم بالفعل إلى وضع مستهدف لتحقيق أهداف محددة في إطار رؤية واضحة مشتركة بين القيادة ثم من خلالها عمل تغييرات في نظام معين ويعد التغيير في المؤسسة التعليمية ضرورة حتمية، ويمثل عملية مستمرة ومتطورة، فهو يتضمن احداثاً تحول في المؤسسة التعليمية أو في أحد أقسامها لمواجهة القوى المؤثرة فيها، ويأتي التغيير استجابة لمتطلبات التغيير في البيئية التنافسية أو نتيجة لتطبيق فلسفة إدارية جديدة كإدارة التطوير التنظيمي .
أن نجاح أي مؤسسة تعليمية لايعني المحافظة على الوضع القائم، ولكن التغيير والابتكار والتطوير هو الذي يحقق الاستمرار والتطور والنجاح ويحتاج هذا إلى وجود إدارة للتغيير واعية ومبدعة ومدركة لما يحدث حولها لتستطيع اختيار أفضل الطرق لإحداث التغيير بقصد بلوغ الأهداف التنظيمية وعلى صعيد الجامعات تعمل على نموها وازدهارها وتطورها باستمرار باعتبار إن التغيير هو حالة تحسين مستمرة تأتي استجابة للتغييرات في بيئة عمل الجامعة كإدخال التكنولوجيا الجديدة.
لذا فان إدارة التغيير قد أصبحت احدى المهارات الرئيسة لتمكين القيادات الإدارية في مؤسساتهم التعليمية من مواجهة التحديات والبقاء بقوة وثبات من خلال التكيف مع لأحداث وإجراء التغييرات المستمرة ،لذلك فان المؤسسات التعليمية (عبارة عن نظم اجتماعية يجري عليها ما يجري على الكائنات البشرية) فهي تنمو وتتطور وتتقدم وتواجه التحديات ،وتصارع وتكيف ،ومن ثم فان التغيير يصبح ظاهرة طبيعية تعيشها كل مؤسسة والمؤسسات لا تغيير من اجل التغيير نفسه، لأنها جزء من عملية تطوير واسع ،ولأنها يجب عليها أن تتفاعل مع التغييرات والمتطلبات والضرورات والفرص في البيئة التي تعمل بها .
لذا فان العنصر الأساسي والمشترك في متغيرات عالمنا اليوم المستقبلية هو التطوير والتغيير مما يتطلب هذا الإنفاق على هذه التطورات والتغييرات (هو دور القيادة الإدارية في مؤسساتهم فإدارتنا الجامعية بحاجة إلى إدارة ذات جودة عالية قادرة على القيادة والإبداع والابتكار والتجديد والتعامل مع المتغيرات والتطوير بشكل أكثر كفاءة وفاعلية.
فالتغيير في البيئة التنظيمية لأية مؤسسة يعد علماً وفناً في آن واحد ، فالتغيير علم من حيث أنه يتطلب قدرة على فهم العوامل والمهارات اللازمة لتطبيق التغيير فان التغيير فن عندما يعرف التوقيت المناسب لإحداث هذا التغيير وكيفية أحداثه ويتوافر العلم والفن في القيادة الإدارية للمؤسسة يمكن معها إحداث التغيير أو التغيرات المطلوبة في البنية التنظيمية ،سواء لمواجهة المتطلبات المجتمعة الجديدة الملقاة على عاتق النظام التعليمي أو التفاعل مع المطالب القديمة بصورة أكثر فاعلية وبالتالي فإن مجهودات إحداث التغيير تحتاج إلى نوعية معينة من الإدارة وهي إدارة التغيير التي تمارس بقصد تحسين تحقيق أهداف معينة تتماشى مع فلسفة التغيير.
لذا أصبحت المؤسسات التعليمية الجامعية بحاجة لنوعية معينة من القيادات الإدارية قادرة على فهم التغيير وممارسة متطلباته بنجاح ومن هذا المنطلق نالت القيادات التربوية أولوية لدى الدول المتقدمة. واحتلت مكاناً بارزاً في الأدب التربوي الحديث باعتبار التغيير من أهم العمليات التي يجب على القادة التربويين فهما لضمان أداء فعال وناجح للعملية التربوية والتعليمة.
إن هذه التغييرات ستنعكس على المنظومة التعليمة التربوية لدرجة أصبحت غير قادرة على ملاحقة هذا التغيير الذي أصبح ضرورة حتمية للمؤسسات التعليمة للوصول إلى التقدم العلمي الذي يتطلب أن تضع هذه المؤسسات استراتيجية محددة لها من خلال التنبؤ بالمستقبل لمواكبة التغييرات التي تحتم على جميع المؤسسات التعلمية أن تستجيب دوماً للتطور والتغيير الإداري الايجابي كي تسهم فكرياً وإداريا وتكنولوجياً وعلمياً في الإنتاجية العلمية
وتنبع أهمية التغيير من كون أن العصر الحالي الذي نعيش فيه عصر التطورات والتغييرات المستمرة والسريعة ليس في البيئة العامة الخارجية فحسب، بل في بيئة المؤسسة الإدارية وفي شتى نواحيها كذلك. فنجاح المؤسسة يعتمد على أجراء التغيرات بصور مستمرة استجابة للتطورات في البيئة الأعمال. فالتغير هو النتيجة الطبيعية للمؤسسة التي تسعى الى التكيف والاستمرار مع التغير الحاصل لباقي المؤسسات اذ يسهم في أيجاد توازن بيئي للتغيرات التي تحدث في المناخ المحيط من خلال: الارتقاء بمستوى الأداء. وتحقيق درجة عالية من التعاون. وتقليل معدلات الدوران الوظيفي. والتجديد في مكان العمل. وتطوير الموارد البشرية والمادية. وإيجاد التوازن مع البيئة المحيطة. وترشيد النفقات. واستخدام المنهج العلمي في اتخاذ القرارات وحل المشاكل. وتطوير وتحديث انماط السلوك الإنساني في المؤسسات. فالتغيير هو فعل أو نشاط ينتج عنه تبدل في دور وشكل المؤسسات المختلفة وبما يمثل الحالة المستقبلية لها