المدارس الجغرافية العربية المعاصرة في الفكر الجغرافي
الجغرافية العربية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
لم يحصل خلال هذه المدة تطور ملحوظ في الفعاليات الجغرافية والكارتوغرافية لخضوع
العراق والدول العربية الاخرى الى الدولة العثمانية والدول الاوربية الاخرى، وبعد وصول
حملة نابليون الى مصر ظهرت مؤلفات جغرافية عن الرحلات ، وبعد فتح السودان ظهرت
كتب ومعلومات وصفية عن نهر النيل والمناطق الوسطى من افريقيا ثم زادت المعلومات
الجغرافية البشرية والطبيعية لكثرة الرحلات التي ساعدت على اكتشاف الكثير من المناطق
في افريقيا،وقد تأسست الجمعية الجغرافية المصرية سنة 1875التي كان من ابرز اعضائها (محمود باشا واسماعيل باشا) ان نشؤ هذه الجمعية حقق العديد من الاغراض الجغرافية منها:
دراسة الجغرافية وفروعها من خلال تشجيع حركة الكشوف الجغرافية، الكشف عن البلدان الافريقية التي لا تزال غير معروفة تماما، ونشر الابحاث الجغرافية في المجلة التي تشرف عليها، ان تأسيس مكتبة تضم ابرز الكتب الجغرافية المحلية والعالمية وبلغات متعددة وتطوير المناهج الجغرافية التي تدرس في المدارس.
الجغرافية العربية بعد الحرب العالمية الاولى ظهرت الجامعات والكليات في الاقطار العربية التي تضم الاقسام الجغرافية والتاريخية مما اسهم في تطور المعرفة الجغرافية بكافة فروعها سيما الاقليمية منها والبشرية ولعل اهم روادها واساتذة الجامعات ( مصطفى عامر من جامعة القاهرة الذي اهتم بالجغرافية الاقليمية والدكتورمحمد عوض الذي اهتم بالجغرافية البشرية ، اما في العراق فكان من اشهر الجغرافيين ( طه الهاشمي المتخصص بالجغرافية الاقليمية والعسكرية والاستاذ عزيز سامي المؤلف لكتب الجغرافية لمرحلتي الدراسة المتوسطة والابتدائية وغيرها )، ان اهم ما امتاز به الجغرافيون خلال هذه المدة كفاءتهم العلمية ولم يكن هنالك ميل نحو التخصص اذ كان الجغرافي يكتب في جميع المجالات الجغرافية.
الجغرافية العربية المعاصرة من (1951- 1965) تتمثل هذه المدة برجوع عدد كبير من الجغرافيين الشباب العرب من الخارج ممن تتلمذوا واكملوا تدربياتهم الجغرافية في المدارس الاوربية والامريكية، وقد اهتم الجغرافيين العرب خلال هذه المدة بالافكار القومية واظهار المتشابهات بين الوحدات السياسية للوطن العربي قياسا بالمتشابهات الاقليمية لمناطق الدراسة.
بدأت الجغرافية العربية بالاهتمام بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والقومية للوطن العربي وظهرت دراسات مفصلة عن السكان والزراعة والصناعة ونستنتج من خلال ذلك اهتمام الجغرافية العربية بدأ يتجه نحو التخصص وبدأت هذه الدراسات المفصلة والمتخصصة بفروع الجغرافية تسعف الدولة بحلول للمشاكل المتعلقة بقطاعاتها المختلفة ، كما واخذت الدراسات الاقليمية طرقا جديدة وهي الاهتمام بموضوع معين ودراسته بشكل تفصيلي والبحث عن المؤثرات والتفسيرات التي تبرز المعلومات الجغرافية.