يعد الانتحار ظاهرة عالمية تتسبب في وفاة 800 ألف شخص سنوياً وبمعدل شخص كل 40 ثانية، ويمثل رابع أسباب الوفاة عالمياً للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 – 29 عاماً حسب تقارير منظمة الصحة العالمية”. و ان معدلات الانتحار التقديرية في إقليم الشرق الأوسط تعتبر بشكل عام أقل من الأقاليم الأخرى لمنظمة الصحة العالمية، وقد يكون السبب في ذلك شيوع المعتقدات الدينية والتقاليد الاجتماعية والثقافية التي تؤثر بشكل ما في السلوكيات الانتحارية , الا ان ارتفاع حالات الانتحار في إقليم الشرق الأوسط نسبياً خصوصاً في فئتي الشباب ما بين 15- 29 سنة، وكبار السن الذين تخطوا عامهم الستين .
بينما تظهر وفق الإحصائيات الرسمية الخاصة بأعداد الوفيات الناجمة عن الانتحار الصادرة من مجلس القضاء الأعلى العراقي (بوصفه الجهة المسؤولة والمخولة بإصدار البيانات والأرقام الإحصائية في العراق – ماعدا إقليم كردستان) في الفترة من العام 2015 إلى 2021 كما يلي :
ت
السنة
عدد الحالات
1
2015
376
2
2016
383
3
2017
449
4
2018
519
5
2019
560
6
2020
375
7
2021
1073
دوافع الأنتحار في العراق :
البطالة في قطاع الشباب.
تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
عادات وتقاليد اجتماعية متخلفة. تلك هي الاسباب التقليدية للانتحار، اذ اشارت التقارير الى ان نسبة البطالة بمحافظة ذي قار بلغت (34%) لذلك فهي الاعلى نسبة في الانتحار، فيما تعدى عدد من هم دون مستوى خط الفقر سبعة ملايين عراقي عام 2015، وقد بلغوا في 2020 الى 13 مليون بحسب بيانات وزارة التخطيط , وقد سجلت اعلى الحالة للانتحار في المحافظات الجنوبية .
وقد سجلت حسب الإحصائيات الرسمية بأن أكثر الطرق المستخدمة في حالات السلوك الانتحاري هي الشنق والحرق واستخدام الاسلحة النارية إضافة إلى طرق أخرى، كما أشرت الأسباب المؤدية للانتحار بواقع كونها تعود لأسباب نفسية بنسبة 45-50 بالمئة، إضافة إلى أسباب اجتماعية وأسرية واقتصادية، هذا إلى جانب الأسباب المتعلقة بتعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية المختلفة”. بينما سجلت الإحصائية الرسمية الصادرة من قبل وزارة الصحة العراقية بمحاولات الانتحار التي لم تفضِ إلى وفاة، إلى وجود 1028 محاولة انتحار في عام 2022 أغلبيتها من الإناث .
أن “الإحصائية أشارت إلى أن الفئة العمرية تحت 18 سنة كانت تمثل نسبة 20%، وكانت أسباب محاولات الانتحار تعود لأسباب نفسية بنسبة 43%، وأسباب عائلية بنسبة 35%، أما الاقتصادية بنسبة 15%، وأسباب أخرى بنسبة 8%”. و على الرغم من الإحصائيات الموضحة أعلاه والتي تفيد بأن هنالك زيادة واضحة في معدل حالات السلوك الانتحاري، فإن معدل الانتحار في العراق لا يزال أقل من المعدلات العالمية مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك ضعفاً واضحاً في التسجيل والإبلاغ عن هذه الحالات، وقد يعود ذلك إلى عوامل مرتبطة بأعراف المجتمع الثقافية والدينية، والوصمة الاجتماعية تجاه الانتحار، والصحة النفسية وضعف الأنظمة الخاصة بمراقبة وتقييم الواقع الحالي المتعلق بالانتحار في العراق.
اذ تشير بيانات وزارة الصحة إلى أن 16.5% من السكان فوق سن 15 عامًا يعانون من شكل ما من أشكال الاضطرابات النفسية، وغالبيتهم لا يحصلون إلا على قدر محدود من العلاج الطبي الأساسي والرعاية النفسية الاجتماعية. ويشكل الانتحار مصدر قلق خاص: فانهيار القدرة على التعامل مع الضغوط الحياتية الحادة أو المزمنة، والعنف العنف القائم على نوع الجنس، وإيذاء الأطفال تمثل بعض العوامل التي تدفع نحو السلوك الانتحاري.
وفي المناطق المتأثرة بالنزاعات، تشير البيانات إلى أن معدل انتشار الانتحار يبلغ 1.7 لكل 100000 شخص، في حين أفاد التقرير الإحصائي لمنظمة الصحة العالمية لعام 2018 بأن معدل انتشار الانتحار يبلغ 3.0 لكل 100000 شخص على الصعيد العالمي.