يعد المرض غير الساري مرضًا لا يمكن انتقاله من فرد إلى آخر. وتشمل هذه الأمراض مرض باركينسون، مرض المناعة الذاتي، السكتة الدماغية، معظم أمراض القلب والأوعية الدموية، معظم أنواع السرطان، مرض السكري، مرض الكلى المزمنة، الفصال العظمي (التهاب المفاصل)، مرض الزهايمر، إعتام عدسة العين وغيرهم. ويمكن لهذه الأمراض أن تكون مزمنة أو حادة. ويكون غالبية هذه الأمراض غير معدية على الرغم من أن بعضها يسبب عدوى مثل الأمراض الطفيلية والذي فيه لا تتضمن دورة حياة الطفيل انتقالاً مباشرًا من المضيف إلى المضيف.
تعاني من الأمراض غير السارية جميع الفئات العمرية وجميع الأقاليم والبلدان. وغالباً ما تؤثر هذه الأمراض على الفئات العمرية الأكبر سناً، ولكنّ البيّنات تشير إلى أنّ 17 مليون حالة وفاة ناجمة عن الأمراض غير السارية تقع قبل بلوغ 70 عاماً من العمر. وتحدث 86% من هذه الوفيات “المبكرة” في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. وقد بات الأطفال والبالغون وكبار السن جميعاً عرضة لعوامل الخطر التي تسهم في الإصابة بهذه الأمراض، نتيجة النُظم الغذائية غير الصحية أو الخمول البدني أو التعرّض لدخان التبغ أو تعاطي الكحول على نحو ضار أو تلوث الهواء.
وهناك عوامل أخرى تساعد على تفشي هذه الأمراض، ومنها التوسّع العمراني العشوائي السريع وعولمة أنماط الحياة غير الصحية وشيخوخة السكان. ويمكن أن تتجلى النُظم الغذائية غير الصحية وعدم ممارسة النشاط البدني لدى الأفراد، مثلاً، في ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الغلوكوز في الدم وارتفاع مستوى الدهون في الدم والسمنة. ويُطلق على تلك العوامل اسم عوامل الخطر الاستقلابية ويمكنها أن تؤدي إلى الإصابة بأحد الأمراض القلبية الوعائية، التي تحتل المرتبة الأولى ضمن الأمراض غير السارية من حيث التسبب في الوفيات المبكرة.
عوامل الخطر السلوكية التي يمكن تغييرها
العوامل السلوكية التي يمكن تغييرها، من قبيل تعاطي التبغ والخمول البدني والنظم الغذائية غير الصحية وتعاطي الكحول على نحو ضار، تؤدي جميعها إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض غير السارية.
يقف التبغ وراء حدوث أكثر من 7.8 ملايين حالة وفاة كل عام (بما في ذلك بسبب التأثيرات الناجمة عن التعرّض لدخان التبغ غير المباشر).
بلغت نحو 1.8 مليون حالة وفاة إلى فرط استهلاك الملح/ الصوديوم.
أكثر من نصف 3 ملايين حالة وفاة سنوية تُعزى إلى تعاطي الكحول ناجمة عن الأمراض غير السارية، بما في ذلك السرطان.
يمكن أن تُعزى 000 830 حالة وفاة سنوياً إلى عدم كفاية النشاط البدني.
عوامل الخطر الاستقلابية
تسهم عوامل الخطر الاستقلابية في أربع تغيرات استقلابية رئيسية تزيد من خطر الإصابة بالأمراض غير السارية:
ارتفاع ضغط الدم
فرط الوزن/ السمنة
فرط سكر الدم (زيادة نسبة الغلوكوز في الدم)
فرط دهون الدم (ارتفاع مستوى الدهون في الدم)
وفيما يخص الوفيات التي يمكن عزوها لعوامل محدّدة، فإنّ أبرز عامل من عوامل الخطر الاستقلابية على مستوى العالم هو ارتفاع ضغط الدم الذي يقف وراء 19% من الوفيات في العالم تليه عوامل زيادة نسبة الغلوكوز في الدم وفرط الوزن والسمنة.
مقترحات: توسيع نطاق خدمات تقييم المخاطر المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية لتشمل 50% على الأقل من مراكز الرعاية الصحية الأولية وتوفير حزمة من الخدمات الصحية الأساسية الفورية لتدريب العاملين الصحيين:
زيادة الضرائب المفروضة على منتجات التبغ في إطار تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ والتدابير الستة للحد من تعاطي التبغ.
الحد من عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض غير السارية بشكل عام.
خفض الحوادث المرورية على الطرق بمقدار النصف.
وضع استراتيجية وطنية وأدوات للوقاية من الانتحار.
وضع تشريع جديد للحد من تعاطي مواد الإدمان.
تعزيز سجلات السرطان ووضع استراتيجية وطنية للسرطان.