م.م هند حمدي وهاب

جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الانسانية / قسم الجغرافية التطبيقية

كربلاء وجهة سياحية طبية 

تشعبت فروع السياحة وتداخلت ولم تعد صناعة السياحة كما كانت منذ سنوات بل اصبحت تدخل في معظم مجالات الحياة اليومية ، ولم يعد السائح ذلك الشخص الذي يحمل حقيبته ويسافر الى بلد ما ليقضي عدة ليالي في احد الفنادق ويتجول بين المعالم الاثرية ، بل تغير الحال وتخطت هذا المفهوم الضيق ودخلت بقوة الى كل مكان لتؤثر فيه و تتأثر به ، وان هذا التنوع هو نتاج تطور صناعة السياحة وشغلها مكان في مقدمة القطاعات الاقتصادية الاخرى . 

 وتعتبر السياحة العلاجية الطبية مصدراً لجذب مجموعة كبيرة من الأشخاص لعدة اسباب منها انخفاض تكاليف السياحة العلاجية الطبية ،إذ إنّ تكلفة الرعاية والعلاج والجراحة تكون أقل بكثير في بعض البلدان ومناطق توفر الخدمة مقارنةً بغيرها، ومن الممكن أن تكون التكلفة لبعض الإجراءات الطبية أقل بنسبة 90% في البلدان الأخرى. 

اما كربلاء شهدت بناء مشاريع طبية متخصصة ، ان غالبية المشاريع الطبية الكبرى ذات الخدمات المنفردة والجاذبة للسياحة الطبية كانت من حصة شركة خيرات السبطين التابعة للعتبة الحسينية المقدسة  منها ( مستشفى زين العابدين التخصصي ، مستشفى وارث للأمراض السرطانية والاورام ، مستشفى السيدة خديجة ، مستشفى المجتبى لأمراض الدم وزراعة نخاع العظم ، مستشفى خاتم الانبياء لأمراض القلب ، مجمع الصفا الطبي لأمراض العيون ) اما شركة الكفيل التابعة للعتبة العباسية المقدسة قد انجزت مشروع طبيا متخصص في اجراء العمليات الكبرى ومعالجة الحالة المرضية الصعبة (مستشفى الكفيل الطبي ) .

حيث بلغ عدد المستفيدين من خدمات هيئة الصحة التابعة للعتبات المقدسة ما يقارب الـ 12 مليون ، وكانت نسبة المواطنين المستفيدين ( 70-75% ) من سائر محافظات العراق غير كربلاء المقدسة، (25% )من المحافظات الغربية. أما في مجال الأورام(90-95% ) من باقي المحافظات وأيضاً بضمنهم من خارج العراق. وهذا يعني أن هناك سياحة من الخارج الى الداخل، وهو مؤشر إيجابي للعراق اقتصادياً وطبياً.
ان التوسع المستمر بإنشاء مستشفيات تخصصية عديدة للعلاج على أعلى مستوى، مع توفير المستلزمات والملاكات الطبية والصحية المتخصصة ، وبما ان محافظة كربلاء المقدسة تحتضن مشاريع في المراحل الأخيرة للإنجاز فأنها في تحول مستمر نحو الريادة في السياحة الطبية  ومنها مستشفى الجهاز الهضمي وزراعة الكبد، ومستشفى خاتم الأنبياء لأمراض وجراحة القلب وتوسعة مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام بمئة سرير إضافي مع إضافة أجهزة جديدة الى مركز الشلل الدماغي. كما تنتشر في بعض المحافظات ايضاً مجمعات طبية تستقطب المرضى من خارج محافظاتهم، منها الحلة وكركوك، حيث يسعى أبناء المحافظات القريبة منها للمعالجة ومراجعة الأطباء فيها باعتبارها أقرب من بغداد بالنسبة لمحافظاتهم او لاعتبارات أخرى فردية ,

ان هذه المشاريع الطبية وجودة خدماتها ونوعية الادوية الجيدة المتوفرة كذلك توفر الملاكات الطبية ذات الكفاءة العالية ، ساعدة على جذب الألاف من السائحين الطبيين من مختلف المحافظات ومن خارج العراق ، مما ادى الى تصدر كربلاء المقدسة في السياحة الطبية حتى اصبحت وجهة سياحية طبية مميزة .