مفهوم الهجرة وعلاقتها بالتخطيط
تعرف الهجرة في العلوم الاجتماعية تعريفاً عاماً يشير الى اعتبارها تحركاً جغرافياً لأناس مستقرين نسبياً والذين يغيرون من خلالها اقامتهم تغييراً دائماً ومؤقتاً لسبب معين                             
فالمقصود بالهجرة هو حركة الأفراد داخل المجتمع الواحد من بيئة محلية معينة الى بيئة أخرى, أو أنتقالهم من مجتمع الى اخر عبر الحدود السياسية او الدولية, وتكون الهجرة داخلية اذا حدثت داخل المجتمع الواحد كما هو الحال بالنسبة لهجرة الريفيين الى المدينة, وخارجية اذا قام بها الافراد الى خارج بلادهم لفترة محدودة او بصفة نهائية.                                                              
لقد ازداد اهتمام علماء الاجتماع والاقتصاد والانثروبولوجيا والجغرافيا والمخططين في ميادين التنمية الاقتصادية والاجتماعية بدراسة مختلف القضايا الخاصة بالهجرة من البادية والريف الى المدن المتوسطة والكبيرة في العقدين الأخيرين, ومن دلائل هذا الاهتمام فقد عقدت الجاعمة العربية العديد من المؤتمرات والحلقات الدراسية لمناقشة موضوع مشكلات التحضر وتوطين البدو والمجتمع الريفي, كما اهتمت منظمة المدن العربية الى مناقشة الموضوعات الهامة بالنسبة لمختلف جوانب الحياة في المدن في حالات الحرب والسلم, ونضع مشكلة الهجرة من الريف الى المدن بين القضايا الهامة التي ترتبط ليس بحاضر المدينة العربية ومستقبلها فحسب بل في استقرار المجتمعات الريفية وتطورها, كما اهتمت المؤسسات العلمية والجامعات ومراكز البحوث العلمية باجراء العديد من البحوث والدراسات في المجتمعات المستحدثة وإعادة توطين اهل القرى التي تقع ضمن مناطق الإصلاح.                                                                                                
وترتبط حركة الهجرة وحجمها واتجاهاتها وانواعها وخصائصها والمشاكل التي تنتج عنها بعدة عوامل, منها اقتصادية حيث انخفاض الإنتاج وتدني الأجور والعوائد وتخلف طرق التسويق والتوريد واستغلال الممولين للمزارعين والفلاحين وقلة استخدام التكنولوجيا في ميادين الزراعة والفلاحة وتربية الحيوانات والدواجن وعدم توفر فرص العمل للشباب المتعلم في الريف بالاضافة الى الظروف الطبيعية القاسية التي يعمل من خلالها اهل الريف في الحصول على معاشهم وقوتهم مثل الأراضي الجبلية والصخرية وقلة الامطار وموجات البرد والصقيع وغيرها.                                                                                                  
وهناك العوامل الاجتماعية التي تؤثر في العلاقات الاجتماعية عدم التوازن لبن جدم الاسرة المتزايد, بالإضافة الى ان المؤسسات التربوية والصحية والثقافية والترويحية لا تحقق الاحتياجات المتزايدة للسكان في الريف وطموحات الشباب في التقدم والرقي الاجتماعي.                                                            
اما العوامل السياسية فلها اثر مباشر على الهجرة مثل القوانين والتشريعات المتعلقة بترويج الأراضي والدخل القومي وتنظيم القوى العاملة والتصنيع وخطط ومشروعات التنمية في الريف والبادية وتوزيع الاستثمارات والسياسات السكانية التي تؤثر في إعادة توزيع السكان بقصد التوازن بين مختلف المناطق الزراعية.          
وهناك عوامل أخرى لاتقل أهمية عن العوامل المشار اليها وهي العوامل الدينية والتربوية والترويحية والصحية والنفسية التي تؤثر في حركة السكان من الريف الى المدن بدرجات متفاوتة.                                 
    وتتعدد أنواع الهجرة واشكالها منها:                                                                         
1-من حيث الدافع: ويقصد بها هي الهجرة الاختيارية حيث يختار الفرد هجرته بنفسه حسب الظروف والأسباب التي تتعلق بأوضاعه, وهناك القسرية او الاجبارية التي تتم فيها عملية الهجرة بصورة اجبارية تحت ضغط الغزاة او الحكم القسري وغيرها.                                                                            
2-من حيث مدة الهجرة: وهي الهجرة الموسمية او الفصلية حيث ينتقل الافراد او العائلات من القرى والبادية الى مناطق أخرى بسبب ملائمة الظروف الاقتصادية والمعيشية وتوفر الماء والرعي للماشية وغيرها.
3-من حيث الشكل: قد تكون الهجرة فريدة على شكل افراد من أسر وفئات وطبقات وطوائف وعقائد متباينة في المجمتع يهاجرون لاسباب اقتصادية اوثقافية او سياسية لفترات ومسافات طويلة او قصيرة, او تكون بشكل جماعي بصورة جلاء شعب من وطنه او طائفة دينية او قبيلة من القبائل بسبب الحروب والاضطهاد والقحط وغيرها.                                                                                                  



شارك هذا الموضوع: