م.م تراث عبد الكاظم عبد الله 
جامعة كربلاء 
كلية التربية العلوم الإنسانية 
قسم الجغرافية التطبيقية 
                             التسول الالكتروني 
 
التسول من الظواهر المنتشرة في المجتمعات كافة، وتعد ظاهرة اجتماعية وأمنية تعكر صفو المجتمع ولقد انشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة التسول الإلكتروني، مع تطور استخدام الوسائل التقنية، وزيادة أعداد المستخدمين لمواقع التواصل، وأصبح المتسولون يبتكرون طرائق جديدة، بحسابات وهمية وأرقام هواتف غير حقيقية، للوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص…
فالتسول  كان من قبل بالدعاء، لاستجداء المحسنين، وحثهم على إخراج الأموال حيث يتزاحمون عند إشارات المرور، وداخل محطات الوقود، وفي الأماكن العامة، وعلي طرقات المساجد ويتخفون خلف شخصيات وأشكال مختلفة، بملابس رثة وإحداث عاهات مفتعلة لكسب التعاطف طلبا للاستجداء…
الا انه ونظرا لاستحداث وسائل التكنولوجيا واستخدام شبكات الانترنت وتعدد صور التواصل الاجتماعي بات وسيلة مربحة وسريعة للتسول الالكتروني، لذا وجب التفكير في هما : لإيجاد اليات جديدة لمكافحة جريمة التسول الالكتروني ولا يأتي ذلك الا من خلال العمل في مساران، مكافحة جريمة التسول الالكتروني علي المستوى الدولي وأليات معالجة جريمة التسول الالكتروني علي المستوى الوطني . 
أركان جريمة التسول الالكتروني
لكل جريمة اركان تتكون منها الجريمة ولكن في البداية لابد أن نتطرق الي الجريمة التقليدية بصفة عامة تعرف بانها كل فعل غير مشروع صادر من ارادة اجرامية قررها المشرع عقوبة وتدابير وفقا لقانون العقوبات أو القانون الجنائي او قانون الجزاء ولكل تسمية حجيتها واسانيدها وليس محل دراساتنا  بينما الجريمة  الالكترونية لها عدة تعريفات منها تعرف بانها مجموعة الافعال والانشطة المعاقب عليها قانونا والتي تربط بين الفعل الاجرامي والثورة التكنولوجيا  بينما عرفت ايضا الجريمة الالكترونية بانها كل فعل يرتكب من خلال استخدام الحاسب الالي او الشبكة المعلوماتية او غير ذلك من وسائل تقنية المعلومات بالمخالفة لإحكام هذا القانون .
الركن المادي لجريمة التسول الالكتروني
الركن المادي للجريمة يمثل السلوك المادي المؤدي الي ارتكاب الجريمة التي يقوم به الجاني وهو يتكون من فعل اي سلوك ايجابي او سلبي وهذا هو المعتاد في الجريمة التقليدية بصفة عامة بينما هنا في الجريمة الالكترونية يتمثل في سلوك ايجابي من جانب المجرم وهذا السلوك هنا يتطلب وجود جهاز كومبيوتر متصل في خدمة الانترنت ومن هنا يبدأ وقوع الفعل المادي الايجابي قيام الجاني باستعمال اساليب نشر محتويات مضلة عن احتياج افراد او مؤسسات التبرعات بهدف المساعدة مستغلا عاطفة الافراد وهو في الحقيقية يقوم بعملية تسول وخداع للناس ولا تختلف جريمة التسول الالكترونية عن جريمة التسول التقليدية الا من حيث وسيلة ارتكابها فجريمة التسول التقليدية يرتكبها اشخاص في الطرقات العامة وامام المساجد في مكان محددة ومعلوم، بينما جريمة التسول الالكترونية ترتكب من اشخاص علي درجة عالية من الذكاء والفكر من خلال استخدام الحاسب الآلي في عالم افتراضي لا حدود له. 
الركن المعنوي لجريمة التسول الالكتروني
جريمة التسول الالكتروني تعتبر من الجرائم العمدية التي يتحقق فيها الركن المعنوي بتوافر القصد الجنائي العام بعنصريه العلم والارادة وكما يلي:
اولا: العلم
لابد ان يكون الجاني عالما بان من شأن فعله وسلوكه انه قاصدا الحصول علي الاموال بطرق غير مشروعه بتحصيله علي اموال من الضحية بغير وجه حق مستغلا عاطفة الجاني نحو حب الخير ومساعدة الآخرين.
ثانيا: الارادة
لابد ان تتجه ارادة الجاني الى استخدام البرامج وتقنية المعلومات أو شبكة الانترنت لارتكاب جريمته من خلال الوسائل المتعددة من فيس بوك او تويتر او غيرها من الوسائل الحديثة.
الآثار الاجتماعية لجريمة التسول الالكتروني
يعد التسول الكتروني ظاهرة خطيرة لما يخلفه من اثار اجتماعية، حيث ان ذلك يحط من كرامة الشخص المتسول، كما انه يؤدي الي ضعف ثقة الافراد في الحالات الحقيقية التي تحتاج الي المساعدة والعون نتيجة لهذه الافعال التي يقوم بها المتسول الالكتروني لأنه يجعل الافراد يمتنعون ويعزفون علي تقديم يد العون والمساعدة مما يتعرضون له ممن من يستغلون عاطفة الضحايا في النصب عليهم تحت امتهان التسول الالكتروني لان طبيعة الموضوع التسول تفرض على ممارسيه الاعتياد  بشكل كامل على استخدام السمايلات  العاطفية للعب على وتر العاطفة والغريزة الانسانية وصولا إلى الهدف الاحتيالي، فقد أظهرت النتائج استخدام المتسولين عبر تويتر عدة اسمايلات  عاطفية في التغريدة   الواحدة كنوع من الالحاح العاطفي ومحاولة لضمان كسب تعاطف وتفاعل المتابعين الا أن أبرز تلك الاسمايلات  تمثل في إثارة المشاعر الانسانية” والتي جاءت في المرتبة الاولي بواقع 83% و الدعاء للمتبرع) في المرتبة الثانية بنسبة (61) تبعهما استخدام النصوص الدينية التي تحث على العطاء والتضامن والصدقة بنسبة (26%) في حين ظهرت الاستعمالات على القائمة على التذكير بفضل فعل الخير بنسبة 15%) من إجمالي تغريدات  مما يجعل الافراد الذين تعرضوا لذلك في امتناعهم عن المساعدة مما يظلم معه الاشخاص الحقيقيين الذين هم في حاجة.
حقيقية الى المساعدة، فضلا عن ذلك فان الاثار الاجتماعية الناتجة عن التسول  الالكتروني هو ضعف التكامل الاجتماعي.



الآثار الاقتصادية لجريمة التسول الالكتروني
يعد التسول الالكتروني نشاط غير قانوني، لما له من اثار سلبية علي الاقتصاد حيث يحول كتلة من قوة العمل والطاقة البشرية الي عنصر انتاج خامل دون قيمة مضافة تساهم في نمو الاقتصاد القومي، فالتسول يمثل عبئا علي الاقتصاد لان مساهمته في الناتج المحلي تصل الي صفر مع  تحول ظاهرة التسول الى مهنة وحرفة للحصول علي المال والارباح دون جهد فيكون له تأثير سلبي علي الدخل الفردي، ويمثل عبئا على المجتمع ويساعد علي زيادة معدلات الجريمة كما يعيش عدد كبير من المتسولين الالكترونيين عالة علي باقي افراد المجتمع ويعرقل النمو الاقتصادي ويعوق التنمية.


شارك هذا الموضوع: