يُطلق مصطلح التسوّل على ممارسة أسلوب استعطاف الآخرين واستجداء كرمهم للحصول على المال أو الطعام، وقد يتصنع المتسول بإصابته بإحدى العاهات الجسدية أو سوء الحال أو استغلال الأطفال في هذه الغاية، وتصنف ضمن الظواهر السلبية.
تعد ظاهرة التسول ظاهرة اجتماعية سلبية وغير حضارية وهي ظاهرة تنتشر في العديد من الدول وتعاني منها المجتمعات. فهي ظاهرة خطيرة حيث أن المتسولون والذين هم عاطلون عن العمل يلجئون للتسول كأسهل وسيلة لجلب المال. وسوف ألقي الضوء على هذه الظاهرة وأسبابها وأساليبها وطرق الحد منها. هناك فئات مختلفة من المتسولون منهم من يدعي المرض أو أن لديه عاهة وأحياناً يدعون المرض لأنفسهم أو لأحد أقاربهم ويحملون معهم تقرير طبي عن الحالة المرضية وفي الأغلب تكون مزورة ومنهم الفقراء أو أطفال الشوارع، ويمثلون النمط التقليدي والقديم للتسول.
أما الفئات الأخرى فقد طوروا من أنفسهم وأصبحوا يتسولون بأساليب أخرى حيث يدعون أن أموالهم قد تم سرقتها أو أن حافظة النقود قد ضاعت أو أن صاحبها قد نسيها ويحتاج للمال سواء لأجرة التاكسي أو لتعبئة البترول أو لشراء غرض مهم وتتنوع الأساليب بكل مرة. يكمن تواجد المتسولون في الأسواق والشوارع أو عند المساجد وأحياناً يطرقون الأبواب ويكثر وجودهم في بعض المواسم خاصةً في شهر رمضان الذي يكثر فيه اخراج الصدقات.
وعن أسباب لجوء المتسولون إلى التسول وطلب المال بعضهم قد يجعلها كمهنة، حيث هناك عدة أسباب فقد يلجأ البعض إلى التسول مضطراً بالبداية نتيجة الفقر ومن ثم بسبب ما يجنيه من دخل مرتفع احترف التسول وجعلها مهنة له. والبعض قد يكون ضحية المنظمة عصابية حيث يتم خطفه صغيراً ومن ثم يتم اجباره على العمل في التسول، حيث يتم استغلال الأطفال لجذب الشخص المتصدق بعين الرأفة والرحمة.
وباستعراض بعض نماذج التسول في بعض دول العالم نجد هناك مدينه بالهند سميت “مدينة المتسولين” لها شرائع وقوانين خاصة بها ويتخذ أهلها من التسول مهنة وحرفة لهم سواء كانوا كبارا أم صغارا في السن، فالبعض يتجه إلى مناطق الهند المسلمة ويجلس أمام المساجد ودور العبادة للتسول، وفي المناطق الأخرى يجلس المتسولون في محطات المترو والأنفاق والأماكن العامة والمزارات السياحية ويمارسون التسول من خلال اداء بعض الفقرات والفنون المختلفة كالرسم او الغناء أو الرقص مثلا.
واتخذ التسول في الدول الغربية أشكالا عدة، فعدا التسول بأداء أنواع من الفنون المختلفة كالغناء والرقص والألعاب السحرية … فهناك الكثير من المتسولين الذين يضعون لافتات مكتوبة للمارة موضحة الغرض من التسول فهناك من يرغب بالتسول من أجل شراء الكحول أو من يتسول لشراء جيتار باهظ الثمن من نوع معين وغيره من الأسباب الغريبة في بعضها والطريفة في البعض الآخر.
وكما أن هناك من يحتاج المال فيلجأ للتسول فهناك من يترك العمل أو يعزف عنه رغبة في مال التسول الذي يأتي بدون بذل مجهود او القيام بعمل شاق أو امتهان حرفة معينة، وهناك أيضا من يلجأ للتسول من أجل الحصول على الكفاف في المعيشة من الطعام والشراب فقط، ومن ينظر للتسول كطريقة مربحة يحصل بها على كثير من المال للحصول على ترف الحياة.
يمكن علاج هذه الظاهرة بعدة وسائل لتحقيق ذلك:
أولاً: محاربة الفقر والبطالة:
يمكن ذلك من خلال توفير فرص عمل للقادرين على العمل وخلق فرص عمل جديدة، وذلك بإعداد وتنفيذ برامج مناسبة لتعليمهم حرف يدوية مناسبة لقدراتهم. العمل على نشر الوعي الديني للحض على العمل.
ثانياً: فرض عقوبات على المتسولين
وذلك يتم بتشكيل فريق لمكافحة التسول والقبض على المتسولين وفرض عقوبة السجن أو غرامة مالية وذلك للحد من هذه الظاهرة.
أصناف التسول
يُصنف التسول بشكل عام إلى نوعين؛ تسوّل صريح سلمي بمد اليد فقط، وتسوّل بالإكراه قد يتطوّر ليُصبح سطواً أو سرقة عد تمادي المتسول في التهديد واستخدام القوة الجسدية، وللتسوّل أنواع عدة منها ما يأتي:
تسول ظاهر وهو التسول الظاهر المُعلن، والذي يكون باستجداء الناس من خلال مد اليدين أمامهم.
تسول غير ظاهر : وهو التسول الذي يكون من خلال التخفي وراء عرض خدمات رمزية؛ مثل: مسح زجاج السيارات، أو بيع بعض السلع البسيطة في الأماكن العامة.
تسول طارئ وهو تسول عارض يكون بسبب ظرف طارئ؛ كالطرد من المنزل، أو فقدان النقود، أو كما في حالة شخص ضل طريقه.
تسول موسمي وهو تسول محكوم بالوقت يُمارس في مناسبات ومواسم معينة فقط كالأعياد، والاحتفالات الدينية، وغيرها.
تسول إجباري وهو التسول الذي يقوم به الشخص مجبراً؛ كما في حالات الأطفال والنساء الذين يُجبرون على التسول.
تسول اختياري وهو تسول بإرادة الشخص الذي يقوم به، ويتسم من يُمارسه بالحرفية العالية التي تمكنه من الكسب المادي.
تسول القادر : وهو تسول الأشخاص الذين يقدرون على توفير احتياجاتهم بالعمل لكنهم يختارون التسول، ويتعرضون للمحاكمة عند القبض عليهم.
تسول غير القادر : وهو تسول غير القادرين على توفير احتياجاتهم بالعمل؛ مثل المريض، والعاجز، والمتخلف عقلياً، ويُودع من يُمارس هذا النوع من التسول في دور الرعاية الاجتماعية عند القبض عليه.
تسول الجانح هو تسول للتستر على أعمال السرقة والسلب، يتمادى كل من يقوم به باستخدام القوة الجسدية والكلام البذيء والتهديد، ويُمارسه غالباً أصحاب الجنح والمجرمين.
اثار التسول
. انخفاض إنتاجية أفراد المجتمع الذين يمتهنون التسول؛ لأنهم يُصبحون غير قادرين على العمل أو تحمل المسؤولية مع مرور الوقت.
. عكس صورة سلبية عن الدولة بشكل عام، وترك انطباع سلبي لدى السياح تحديداً مما يدفهم لعدم زيارتها مرةً أخرى.
. ارتفاع معدلات السرقة والجرائم التأثير في التنمية الوطنية بشكل سلبي